الالتهابات وضعف الخصوبة عند المرأة؛ هل للغذاء دور؟

الالتهاب: هو عملية طبيعية تحدث على أنها استجابة لعدوى أو إصابة ما. مع ذلك، قد يكون للالتهابات المزمنة آثار سلبية في الخصوبة كتعطيل الدورة الشهرية، وفشل الانغراس، والإجهاض المتكرر. أما عند الرجال، فقد ثَبُتَ أن للالتهاب تأثير سلبي في جودة الحيوانات المنوية، وهو من العوامل الرئيسة الكامنة وراء الخصوبة (1).

علاقة الالتهاب بالعقم عند المرأة:

يعدُّ الالتهاب أحد الأسباب الرئيسة (للانتباذ البطاني الرحمي - Endometriosis)، ويقلل مستويات هرمون البروجسترون، ويعطل وظيفة بطانة الرحم. علاوة على ذلك، تؤدي الاختلالات الهرمونية التي تسببها الأمراض المختلفة دورًا مهمًّا في العقم؛ إذ يزيد الالتهاب نشاط الهرمونات ويخلق طورًا مهيمنًا على هرمون الاستروجين (2).

يتأثر نضج البويضات والتخصيب بالبروستاجلاندين والسيتوكينات الالتهابية. وبهذه الطريقة، لا يتأثر الجهاز التناسلي للمرأة فحسب، بل يتأثر أيضًا دخول الحيوانات المنوية عن طريق الرحم وقناتي فالوب، وتقل حركتها ويتلف ارتباطها بالمبيض (2).

تبيّن أن العوامل الوراثية اللاجينية المشتقة من النظام الغذائي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالالتهاب والسرطان والخصوبة. وتشير البيانات الجوهرية إلى أن العوامل الغذائية التي تؤثر في الالتهاب قد يكون لها دورًا مهمًّا في مسببات بعض أنواع العقم (1, 2). فقد ثبت أن النظام الغذائي الذي يحتوي على مؤشر نسبة السكر في الدم مرتفع، وغني بالبروتين الحيواني والأحماض الدهنية المشتقة (TFAs) والأحماض الدهنية المشبعة (SFA) قد يؤثر سلبًا في الخصوبة (3).

وقد أثبتت دراسات أن التغيّرات في ميكروبيوتا الأمعاء الناتج عن تناول نظام غذائي غني بالدهون غير الصحية (الحمية الغربية) يتعلق بالتهاب المبيض، وتشير الدراسات أيضًا إلى وجود اختلافات في تكوين ميكروبيوتا الأمعاء لدى الإناث المصابات بالعقم مقارنةً مع غير المصابات بالعقم (1).

أثبتت دراسة أخرى أن النظام الغذائي المسبّب للالتهابات يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالأمراض غير السارية كأمراض القلب والأوعية الدموية وأنواع معينة من السرطان خصوصًا لدى النساء الحوامل، لذلك؛ له آثار صحية خطيرة على الأم والطفل، بما في ذلك اضطرابات ارتفاع ضغط الدم في أثناء الحمل، ونمو الجنين الخاطئ، والولادة المبكرة، وانخفاض الوزن عند الولادة، ومقاومة الأنسولين لدى الأمهات (4).

في أثناء هذه الدراسات اعتُمد على ما يسمى (مؤشر الالتهاب الغذائي Dietar Inflamatory Index - DII) وهو مؤشر يبين جودة النظام الغذائي، وطُوّر لتقدير القدرة الالتهابية المحتملة للنظام الغذائي، ويُقاس بواسطة علامات الالتهاب كـ (Interleukin-1) و(البروتين التفاعلي C (CRP)؛ إذ تعكس درجات (DII) الأعلى أن النمط الغذائي يحفز الالتهابات (1,2,4).

طُوّر أيضًا مؤشر الالتهابات الغذائية المعدّل للطاقة (E-DII) ولديه قدرة تنبؤية أفضل مقارنة بقدرة (DII) غير المعدّلة؛ إذ يوفر (E-DII) فهمًا لكيفيّة تحسين المدخول الغذائي وتعزيز صحة القلب والأوعية الدموية المثلى (4).

ما الإجراءات المساعدة؟

تشكل التدخلات الغذائية التي تقلل الالتهاب -الأنظمة الغذائية المضادة للالتهابات- لدى الرجال والنساء في أثناء فترة ما قبل الحمل حلًا فعالًا وممكنًا من أجل تحسين الخصوبة (1).

ومن الأطعمة التي تسبب الالتهابات التي يفضل تجنبها أو الحد منها (5):

• الكربوهيدرات المكررة ، كالخبز الأبيض والمعجنات.
• البطاطس المقلية والأطعمة المقلية الأخرى.
• الصودا وغيرها من المشروبات المحلاة بالسكر.
• اللحوم الحمراء (البرغر وشرائح اللحم) واللحوم المصنعة (النقانق والسجق).
• المارغرين والسمن والشحم.

• البندورة.
• زيت الزيتون
• الخضار الورقية الخضراء، كالسبانخ واللفت والكرنب.
• المكسرات كاللوز والجوز.
• الأسماك الدهنية كالسلمون والماكريل والتونة والسردين.
• الفواكه كالفريز والتوت والكرز والبرتقال.

ويمكنكم الاطلاع على مقالنا عن الحمية المضادة للالتهابات:

هنا

مازالت الآليات التي تؤثر بها المكونات المضادة للالتهابات تأثيرًا مباشرًا في نتائج الخصوبة غير واضحة، لكن تشير النتائج من الدراسات القائمة على الملاحظة إلى أن هذه الحمية تخفف العلامات المؤيدة للالتهابات في أثناء الحمل وفترة ما قبل الحمل. بذلك؛ تحسّن صحة القلب والأوعية الدموية وضغط الدم (الانبساطي خاصةً)، وهذا له تأثير كبير في نوعية البويضات وكميتها، أي على الخصوبة عمومًا (1,4).

وقد تبيّن أن اتباع نظام حمية البحر الأبيض المتوسط يؤثر إيجابيًًّا في الصحة العقلية والبدنية، وارتبط أيضًا بالتغيرات الإيجابية في مقاومة الأنسولين، واضطرابات التمثيل الغذائي، وخطر السمنة، وهو أمر بالغ الأهميّة في مجال الخصوبة (3).

المصادر: