الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

هل يجذبك مصطلح الأرُز المُحرّم؟!

الأرُز الأسود (Zizania aquatica)؛ هو أصل أنواع الأرز الشائعة (Oryza sativa) التي نعرفها اليوم، وله عدة أسماء شائعة أخرى، منها: الأرُز الأرجواني والأرُز المحرم وأرُز السماء وأرُز الملك والأرُز الثّمين. وينتج هذا الأرُز من طفرة في المورث (Kala4)، ويُزرع عالميًّا في دول جنوب شرق آسيا على وجه الخصوص، مثل الصين وتايلاند والهند (1).

أُشير إليه في الصين القديمة بتلك التسمية (المُحرّم أو المحظور)؛ لأنه يُعَدُّ فريدًا ومغذيًّا وذو سعرٍ مرتفع، لدرجة أنه ممنوع بالنسبة إلى الجميع باستثناء الملوك، ويحتاجُ استهلاكه إلى موافقة السلطات المختصة، وإلا كان العقاب وخيمًا (2,3)؛ ومن أصنافه (1):

رغم التسميات الجذابة والغريبة تلك؛ رفض الناس تناوله بسبب لونه الأسود، إذ اعتبروه "قذرًا"، فهل يمكن لخواصه أن تغير تلك النظرة؟ لنرى ذلك!

يتصف الأرز الأسود بأن القشرة (الغلاف الخارجي) سوداء اللون بسبب وجود صبغة تسمى الانثوسيانين (Anthocyanins)؛ لكنها تتحول إلى اللون البنفسجي الغامق عند الطبخ، وتمتلك القدرة على صبغ كل الأطعمة التي تتلامس معها مما يزيد من جمالية طبق التقديم. ويعد سهل الطبخ، لكنه يحتاج إلى كمية كبيرة من الماء (كوبين لكل كوب من الأرز الأسود) ويستغرق وقتًا أطول من أنواع الأرز الأخرى إذ يحتاج قرابة 60 دقيقة إن لم يُنقع مسبقًا، إلا أن غسله ونقعه قبل ذلك يساعد في تقليص هذه المدة لتصبح بين 20 و30 دقيقة. ويخزن عادةً بالتّبريد لمنع التلف، ويبقى صالحًا مدةَ ثلاثة أشهر بكل سهولة (1).

نسلط الضوء فيما يأتي على أبرز النقاط التي تجعل الأرُز الأسود مثيرًا للاهتمام:

1- محتواه من العناصر الغذائية:

يحتوي ربع كوب (45 غ) من الأرز الأسود غير المطبوخ على 160 سعرة حرارية و1.5 غ دهون و4 غ بروتين و34 غ كربوهيدرات و1 غ ألياف، ويقدم 6% من الاحتياج اليومي من الحديد. ويحتوي عمومًا على مستويات جيدة من البروتين، والفيتامينات مثل الفيتامين B1 والفيتامين B2 وحمض الفوليك والفيتامين E، وعددًا من العناصر المعدنية، مثل: الحديد والزنك والكالسيوم والفوسفور والسيلينيوم؛ أما أهم الأحماض الأمينية الأساسية التي يحويها فهي اللايسين والتريبتوفان (2,4)

2- خلوّه من الغلوتين:

الأرُز الأسود خالٍ من الغلوتين طبيعيًّا، ويسبب الغلوتين لبعض الناس آلامًا وانتفاخًا في البطن محفزًا استجابةً مناعيةً تتلف الأمعاء الدقيقة لديهم، وهم من يعانون حساسية الغلوتين أو عدم تحمل الغلوتين. ويمكن لهذا الأرز أن يكون خيارًا جيدًا لمَن يعاني بسبب تلك الاضطرابات الهضمية (2).

3- غني بالأنثوسيانينات:

الأنثوسيانينات هي الصبغة المسؤولة عن اللون الأسود للأرُز المحرم، وقد بينت الدراسات أن لها تأثيراتٍ قويةً مضادةً للالتهابات والأكسدة؛ مما يجعل الأغذية المحتوية عليها مهمة لعدة نواحٍ صحية مختلفة (2,5).

4- غني بمضادات الأكسدة:

إضافة إلى الأنثوسيانينات؛ يحتوي الأرُز الأسود على أكثر من 23 مركبًا نباتيًّا بخصائص مضادة للأكسدة، بما في ذلك عدة أنواع من مركبات الفلافونوئيدات (Flavonoids)، والكاروتينوئيدات (Carotenoids) وجميعها تمتلك دورًا مهمًا في الواقية من مجموعةٍ كبيرة من الأمراض (2,6).

5- يُساعد على فقد الوزن ويمنع الإمساك:

يُعَدُّ مصدرًا جيدًا لكُلٍّ من البروتين والألياف اللذان يساعدان في تعزيز فقدان الوزن عن طريق تقليل الشهية وزيادة الشعور بالامتلاء، ثم إن بعض المركبات الموجودة فيه تقلل من اصطناع الأحماض الدهنية في الجسم (1,2,7,8). ونظرًا إلى كونه يحتوي على كمية مُضاعفة من الألياف قياسًا بأنواع الأرُز الأخرى، فإنه يخفف من حركة الأمعاء ويساعد في علاج الإمساك المزمن، كذلك ترتبط الألياف بالمركبات السامة في القولون وتساعد على طرحها من الجسم مع البراز (1,9).

6- يمنع فقر الدم:

يساعد محتواه من الحديد على تعزيز توليد كريات الدم الحمراء وتحسِّن الهيموغلوبين، وبذلك تمنع الإصابة بفقر دم (1).

7- يدعم صحة العين:

يحتوي الأرُز الأسود على كميات عالية من مضادات الأكسدة كاللوتيين (Lutein)، والزياكسانثين  (Zeaxanthin)، وكلاهما يعملان على حماية شبكية العين من خلال تصفية موجات الضوء الأزرق الضارة (2,6).

8- الوقاية من بعض الأمراض المزمنة:

بينت الأبحاث أن الأنثوسيانين يخفض الكوليسترول الضار (LDL) إلى المستويات التي تقلل من فُرص الإصابة بتصلب الشرايين والنوبة القلبية، كذلك يساعد المحتوى المنخفض من السكر والمرتفع من الألياف في الوقاية من حدوث مرض السكري عن طريق منع التأرجح في مستويات الغلوكوز في الدم، ويحافظ أيضًا على ضغط الدم (1).

وما زالت الدراسات جارية على فئران التجارب لتحديد فعاليته تجاه عدد من الحالات الأخرى، مثل: التأثير المضاد للسرطان وأكسدة الدهون ومكافحة الشيخوخة (1,2).

هل وقعت في حيرة بين الأرُز الأبيض والأسود؟! لا تقلق سنسهّل عليك الأمر..

يمكن لاختيار أنواع معينة من الأرُز أن يكون طريقةً بسيطةً لتحسين نظامك الغذائي، وخصوصًا الأنواع ذات الحبوب الكاملة مثل الأرز البني والأسود؛ فهي ذات أثرٍ إيجابيّ على الصحة عمومًا، إذ تُخفض خطر الإصابة بأمراض القلب والسمنة وبعض أنواع السرطان. إضافةً إلى ذلك، فهي أكثر غنى بمضادات الأكسدة التي تقاوم الأمراض؛ وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن الأشخاص الذين يستهلكون كمياتٍ أكبر من مضادات الأكسدة الغذائية تنخفض لديهم مخاطر الإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي والاكتئاب وبعض أنواع السرطان وأمراض القلب (1,2,10).

المصادر:

1. Kumar N, Murali R. Black Rice: A Novel Ingredient in Food Processing. Journal of Nutrition & Food Sciences [Internet]. 2020 [cited 24 September 2020];10(2):1-7. Available from: هنا

2. 11 Surprising Benefits and Uses of Black Rice [Internet]. Healthline. 2020 [cited 13 June 2020]. Available from: هنا

3. Saha S. BLACK RICE: THE NEW AGE SUPERFOOD (AN EXTENSIVE REVIEW). American International Journal of Research in Formal, Applied & Natural Sciences [Internet]. 2016 [cited 13 June 2020];16(1):51-55. Available from: هنا

4. USDA FoodData Central Search [Internet]. 2020 [cited 13 June 2020]. Available from: هنا

5. Cerletti C, De Curtis A, Bracone F, Digesù C, Morganti A, Iacoviello L et al. Dietary anthocyanins and health: data from FLORA and ATHENA EU projects. British Journal of Clinical Pharmacology. 2016;83(1):103-106. Available from: هنا

6. Pereira-Caro G, Watanabe S, Crozier A, Fujimura T, Yokota T, Ashihara H. Phytochemical profile of a Japanese black–purple rice. Food Chemistry. 2013;141(3):2821-2827. Available from: هنا

7. Zhou J, Zhu Y, Chen X, Han B, Li F, Chen J et al. Black rice-derived anthocyanins inhibit HER-2-positive breast cancer epithelial-mesenchymal transition-mediated metastasis in vitro by suppressing FAK signaling. International Journal of Molecular Medicine [Internet]. 2017 [cited 24 September 2020];. Available from: هنا

8. Kim J, Kim J, Lee D, Kim S, Lee S. Meal replacement with mixed rice is more effective than white rice in weight control, while improving antioxidant enzyme activity in obese women. Nutrition Research [Internet]. 2008 [cited 24 September 2020];28(2):66-71. Available from: هنا

9. Thanuja B. Role of Black Rice in Health and Diseases. International Journal of Health Sciences and Research [Internet]. 2018 [cited 13 June 2020];8 (2):241-248. Available from: هنا

10. What Is the Healthiest Type of Rice? [Internet]. Healthline. 2020 [cited 13 June 2020]. Available from: هنا