الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

الفاكهة وداء السكري.. علاقة ودية أم ضرر يجب الابتعاد عنه؟

تحتوي الفاكهة على السكريات بكميات كبيرة، فهل يمكن لمرضى السكري أن يتناولوها؟ وهل يناسب نوعٌ ما مرضى السكري أكثر من غيره؟

هذا ما سنعرفه اليوم...

تعد الفاكهة بأنواعها وأشكالها المتعددة من أهم العناصر التي يجب أن تتوفر في الحمية الغذائية المتوازنة سواء كان الشخص سليمًا أم مريضًا، ولا يختلف مرضى السكري عن غيرهم من جهة احتياجهم للفاكهة والألياف، لكن الاختلاف يكمن في الكمية والتوقيت المناسبَيْن لحالة كل مريض، إذ يتأثر مستوى سكر الدم بمحتوى الكربوهيدرات الكلي الموجود في الغذاء أكثر من تأثره بمصدرها (سواء كانت من النشويات أم السكريات البسيطة).

وتحتوي الحصة الواحدة من الفاكهة على 15 غمن الكربوهيدرات (1)، ونظرًا لأن أنواع الفاكهة لا تتساوى بمحتواها من السكريات، فإن حجم الحصة يختلف من نوع لآخر (3)؛ وإليك عزيزي القارئ بعض الأنواع التي تلائم مرضى السكري مع أحجام حصتها الصحيحة:

1 - الشمام: يحتوي ثلث (⅓) ثمرة شمام (أو ما يعادل كوبًا مقطعًا) على قرابة 60 سعرة حرارية، وتزودنا هذه الثمار الصحية بكثيرٍ من احتياجاتنا اليومية من البيتا-كاروتين والفيتامين C، وهي مصدرٌ جيد للبوتاسيوم الذي يخفض ضغط الدم المرتفع (1,2). 

2 - الفريز: يساعد تناول كوب وربع من الفريز على تأمين كامل الاحتياج اليومي من الفيتامين C، بالإضافة إلى البوتاسيوم والألياف التي تعطي شعورًا بالشبع وتساعد على ضبط سكر الدم. كذلك يمكن أن تفيد البوليفينولات الموجودة في الفريز في إبطاء هضم السكريات البسيطة، ممَّا يقلل كمية الأنسولين اللازمة كي يتعامل الجسم معها، وتحتوي الحصة الواحدة من الفريز على 60 سعرةً حرارية أيضًا (1,2).

3 - الكليمانتين Clementine: وهي من أصناف البرتقال الهجينة؛ وتتميز بغناها بالفيتامين C والفولات اللذان يساعدان على ضبط سكر الدم لدى مرضى السكري من النمط الثاني، كذلك فإن حجمها الصغير وسهولة تقشيرها يجعلانها مناسبًة كوجبةٍ خفيفةٍ في أثناء النهار. وتُقدَّر الحصة الواحدة بثمرتَيْ كليمانتين، وتحتوي الحصة على 18 غ من الكربوهيدرات و70 سعرةً حرارية (2).

4 - البندورة: يُنصح مريض السكري بتناولها بانتظام بسبب غناها بمادة الليكوبين المضادة للأكسدة، فتُساعد بذلك على خفض المخاطر الصحية المرافقة للسكري مثل ارتفاع الكولسترول الضار (LDL)، والإصابة بأمراض القلب، ولا يزيد محتواها من الكربوهيدرات على 8 غ، الأمر الذي يجعل سعراتها الحرارية منخفضة وتكون بحدود 30 سعرة (2).

5 - التوت الأسود (توت العلّيق): يحتوي على الأنثوسيانينات المضادة للأكسدة والتي تؤثر إيجابيًا في صحة القلب وخفض الكوليسترول الضار (LDL) وزيادة الكولسترول الجيد (HDL). ويحوي الكوب الواحد قرابة 15 غ من الكربوهيدرات، و70 سعرةً حرارية، فضلًا عن كونه مصدرًا جيدًا للألياف والفيتامين C والبوتاسيوم (1,2).

6 - الموز: تحتوي موزة واحدة متوسطة الحجم قرابة 27 غ من الكربوهيدرات، أي ما يعادل 105 سعرات حرارية، وعلى الرغم من محتواها المرتفع نسبيًا من السعرات الحرارية، لكنها مصدرٌ رائعٌ للبوتاسيوم والمغنيزيوم ويسهل حملها في الحقيبة الشخصية، مما يجعلها مفيدةً في تنظيم سكر الدم والسكر الوارد إلى الدماغ على مدى فترةٍ طويلةٍ نسبيًا (2).

وللمزيد عن فوائد الموز لمرضى السكري، يمكنكم قراءة مقالنا السابق هنا

7 - الكرز: يتميز باحتوائه على مركبات حيوية فعالة، مثل البوليفينولات والكارتينوئيدات والتريبتوفان والسيروتونين والميلاتونين، مما يجعل دوره واعدًا في ضبط سكر الدم وتقليل مضاعفاته، وزيادة حساسية الخلايا للأنسولين (6). وللمزيد عن علاقة الكرز بالسكري، يمكنكم قراءة مقالنا هنا

النصائح التي يجب اتباعها من قبل مريض السكري عند تناول الفاكهة:

1- اختيار أنواع قليلة السكريات، مما يتيح الفرصة لتناول كميات أكبر والحصول على قدرٍ جيدٍ من الألياف المفيدة (1).

2- تناول الفاكهة المرغوبة مع أحد مصادر البروتين أو الدهون الصحية مثل اللبن خالي الدسم أو منخفض الدسم، أو حفنة من المكسرات (2).

3- التركيز على تناول الفاكهة كاملًة مع قشورها إن أمكن للاستفادة من الألياف التي تعطي شعورًا بالشبع وتؤخّر الهضم، مما يجنب الشخص الارتفاع السريع لسكر الدم. كذلك فإن ½ كوبٍ من عصير الفاكهة الطازجة أو المعلبة أو المجمدة يُعادل حصةً من الكربوهيدرات، وهو أمرٌ يحب أخذه بالحسبان، وينطبق ذلك على الفواكه المجففة التي تعادل ملعقتان منها حصةً واحدةٍ من الكربوهيدرات (3,5).

4- الابتعاد عن شراء الفواكه المعلبة التي قد تحتوي على السكر المضاف، والتأكد من قراءة بطاقة البيان لأن السكر قد يختبئ وراء مسميات عديدة مثل الدكستران، وشراب الذرة عالي الفركتوز (3).

5- الحرص على اختيار الأنواع ذات المشعر الغلايسيمي GI المنخفض، مثل الأجاص والبرتقال والتفاح والغريب فروت، والتقليل من الفواكه ذات المشعر العالي مثل البطيخ والأناناس والتمر (5,7).

ويمكنكم الاطلاع على مزيدٍ من المعلومات عن المشعر الغلوكوزي (GI) في مقالنا السابق هنا

6- استبدال بعض الأغذية النشوية -خاصة المصنّعة منها- بالفواكه (4,5).

7- البدء بكمياتٍ صغيرة من الفاكهة، وزيادتها تدريجياً (4)، والحرص على قياس نسبة سكر الدم قبل تجربة صنف جديد وبعدها، إذ يختلف تحمُّل السكر من شخصٍ لآخر (4,6,7).

المصادر:

1. Diabetes diet: Should I avoid sweet fruits? [Internet]. Mayo Clinic. 2020 [cited 20 July 2020]. Available from: هنا

2. Can I eat fruit if I have diabetes? [Internet]. WebMD. 2020 [cited 20 July 2020]. Available from: هنا

3. Fruits for Diabetes: Which Are the Best Choices? [Internet]. Healthline. 2020 [cited 20 July 2020]. Available from: هنا

4. We Live with Type 1 Diabetes and Eat as Much Fruit as We Want: He [Internet]. Healthline. 2020 [cited 20 July 2020]. Available from: هنا

5. Fruit | ADA [Internet]. Diabetes.org. 2020 [cited 20 July 2020]. Available from: هنا

6. Cherries for Diabetes: Are They Good for You? [Internet]. Healthline. 2020 [cited 20 July 2020]. Available from: هنا

7. 10 Low-Glycemic Fruits for Diabetes [Internet]. Healthline. 2020 [cited 20 July 2020]. Available from: هنا

8. Low Sugar Fruits: For Diabetes and Health [Internet]. Healthline. 2020 [cited 20 July 2020]. Available from: هنا