تُعتبَر الدعابةُ بشكلٍ عام مفهومًا مضحكًا، غير أنّ تحديد ماهو مضحكٌ في الفكاهة بحدِّ ذاتها شيءٌ مختلفٌ تمامًا. في الواقع، شرحُ سببِ اعتبار النكتةِ مضحكةٌ يسلبِها روحَ الدعابةِ المرتبطة بها.
و مع ذلك فقد اتخذَ علماءُ النفس على عاتقهم مهمةً أكثرً تقدمًا وهي توضيحُ الاختلاف بين النكتة التي تحوي روحَ الفكاهة من تلك المجردةِ منها،
ظهرَ نجاحُ نظريةِ (خرقِ روحِ الدعابة) من خلال تجسيدِ روح الفكاهة في أكثر فيديوهات موقع اليوتيوب طرافةً في العالم، و التي حصلت على أكثر من مليوني مشاهدة.

تعتمدُ تلك النظريةِ على مجموعةٍ من الطرق ذات الصلة والمسماة بنظرية التناقض (وهي من أشهر النظريات التي تُبيّن لماذا نعتبر النكات مضحكةً، وخاصة تلك التي تحوي على عنصر المفاجأة). إلا أن هذه النظرية تواجهُ العديدَ من المشاكل من خلال اعتبارِ بعض المواقف المفاجِئة و غير الاعتيادية غيرُ مضحكةٍ. على سبيل المثال، يمكنُ اعتبارُ حدثٍ ما مأساويًا أكثرَ من كونه فكاهيًا وبنفس الوقت يمكن أن يحوي الموقفُ بعضَ اللفتات المرحة، إلا أنها غير مضحكة. ويذهب العالمان وارن وماكجرو إلى القول بأن نظرية خرقِ روحِ الدعابة تسيطر على الأساليب البديلة لروح الفكاهة، فهي لا تهيمن فقط على شروطِ تكوين الفكاهة و إنما على الحدث الفكاهي بحد ذاته.

و قد قدّمَ العالمان في مقالتهما ستّ دراسات تحوي أكثر من 1200 مشاركة معظمُهم من طلاب المرحلة الجامعية، كلٌ منها مصمَّمٌ لاختبار نظرية خرق روح الدعابة أمام واحدة أو أكثرَ من النظريات البديلة. فعلى سبيل المثال، تم اختبار تلك النظرية أمام فكرةِ أن العنصرَ الفكاهي المهمَ للدعابة هو عنصرٌ مفاجىءُ. ففي أثناء التجربة قام الطلاب بالجلوس بجانب بعضهم لإجراء تمرين اللغة. فيما بدا أحدُهم و كأنه طالبٌ مسجلٌ في الدورة. إلا أنه كان أحدَ الأشخاص الذين تمّ استخدامهم لإجراء التجربة. وحالما بدء الطلابُ بحل التمرين، بدأ هذا الشخصُ بإلقاء قطع الحلوى على بقية الطلاب تارةً دون تفسيرٍ مسبق و تارةً أخرى بعد قوله"آسف للمقاطعة و لكني أحتاج لرمي قطع الحلوى نحوكم." بعدها تم تسجيلُ استجاباتِ الطلاب تجاه هذا الموقف. و تقييمِهم لروحِ الدعابة فيه بعد انتهائه.

و في حالِ كانت المواقفُ المفاجئة أكثرَ فكاهية، فإن موقفَ رمي الحلوى غيرُ المتوقع ينبغي أن يكون أكثرَ إضحاكًا من ذاك الموقف الذي تمّ شرحُ سببه مسبقًا. ومن ناحيةٍ أخرى إذا ما كان العنصرُ الفكاهي الحاسم في الموقف غيرَ مفاجىءٍ، فإن الموقفَ الثاني المعلومِ سبَبه ينبغي أن يتمتع بروح الدعابة بدرجة أكبر، بالرغم من افتقاده لعنصر المفاجأة.

و قد دعمت نتائجُ تجاربٍ أخرى صحةَ نظرية خرق روح الدعابة مقابلَ نظريات بديلة أخرى. على الرغم من صعوبة تعميمِ نظرية واحدة لتشمل كافة الحالات. إلا أن السؤال الأهم: هل يمكن لهذه النظرية تفسيرُ أطرف موقف في العالم!

المصدر:
هنا