علم النفس > القاعدة المعرفية

التطوّر السلوكي عند المراهقين

استمع على ساوندكلاود 🎧

تبدو المراهقة كمرحلةٍ مقلقةٍ للغاية بالنسبة للوالدين والشباب أيضاً لأنّ الكثير من الأشياء غير المتوقعة تحدث خلالها...هذه بعض التغيرات والتوترات والصراعات والمشاكل التي تظهر بشكلٍ متعاقب ومنتظم، وبالتالي فإن توقع المراحل التي يمر بها المراهق يساعد في تخطي العوائق التي سيمر بها خلال هذه المراهقة.

رحلة المراهق :

المرحلة الأولى: مغادرة الطفولة

المراهقة المبكرة؛ تتراوح ما بين 9 – 13 عاماً، وتتّسم مشاكلها بما يلي:

تزداد الفوضى الشخصية كالنسيان، والتشتّت، وعدم الانتباه؛ ويبدأ فقدان الأشياء،وتصبح البنية النفسية الذاتية التي كانت مناسبة لسن الطفولة غير كافية لمواجهة تجارب المراهقة النفسية والاجتماعية الأكثر تعقيداً.

الموقف السلبي للمراهق:

يزداد استياء المراهق وعدم رضاه لمعاملته وكأنه طفل صغير، ويقل اهتمامه بأنشطة الطفولة التقليدية كما يصيبه الملل والضجر من عدم معرفته ما يتوجب عليه فعله، وتبدأ شكواه عن مطالب الأهل غير العادلة والقيود الشخصية التي يفرضونها عليه.

مقاومته الإيجابية والسلبية:

يشكّك المراهق دائماً بالسلطة، ويجادل حول القواعد والواجبات، يتأخر في تنفيذ أوامر والديه، يتخلى عن مسؤولياته (اعماله وواجباته) في المنزل والمدرسة.

التجارب المبكرة:

يقوم المراهق بعدة تجارب واختبارات لمعرفة ما هو قادر على فعله وتتضمّن التجارب أنشطة مختلفة: كالسرقة من المتاجر، القيام بمكالمات مزعجة للآخرين، التخريب، والبدء بتجربة تعاطي بعض المواد (الدخان وغيرها).

بالنسبة للوالدين:

في هذه المرحلة التي يبدو سلوك الابن المراهق وكأنه يتغير نحن الأسوأ فإنّ التحدي الأكبر على الأهل هو أن يصروا على تعليم ابنهم التصرف بشكل مسؤول مع الحفاظ على التواصل الإيجابي معه خلال الفترة الزمنية المفعمة بالسلبية التي يمر بها.

المرحلة الثانية: تكوين مجموعة من الأصدقاء

وتمثّل منتصف المراهقة؛ تتراوح مابين 13-15 عاماً، وتتّسم مشاكلها بما يلي :

تشتدّ الصراعات مع الوالدين للحصول على الحرية الاجتماعية، ولا سيما من أجل الذهاب مع الأصدقاء. إضافةً إلى الكذب للتهرب من عواقب أخطائهم وتصرفاتهم، أو ربما للحصول على ما تمّ حرمانهم منه.

يزداد الضغط على المراهق من قبل الأصدقاء للقيام بتصرفات ومواقف خطيرة (قد تتضمن تعاطي بعض المواد المدمنة المعينة) في مقابل قبوله بينهم.

بالنسبة للوالدين:

في هذه المرحلة تحكم المراهق الحاجة إلى إرضاء النفس الفوري والرغبة بالانتماء الاجتماعي للأصدقاء، لذلك فإن مسؤولية الأهل الكبرى تكمن في أخذهم موقفاً صارماً في الأمور التي فيها مصلحة ابنهم المراهق ولو كان هذا الموقف ضد رغبته الشخصية، الأمر الذي قد ينجم عنه المزيد من الصراعات بينهم.

المرحلة الثالثة: التصرف وكأنهم أكبر سناً

أواخر سن المراهقة؛ وتتراوح مابين 15 – 18 عاماً، وتتّسم مشاكلها بما يلي:

يشعر المراهقون بأنهم أكثر استقلالاً عند ممارسة نشاطات الكبار كالعمل بدوام جزئي، قيادة السيارة، المواعدة، التجربة الجنسية، إضافةً لتعاطيهم المواد المدمنة في بعض المناسبات.

يصبحون أكثر إهتماما بالعلاقات العاطفية الرومانسية وأحياناً الجنسية. وأكثر حزناً عند التخرج لانفصالهم عن أصدقائهم القدامى أو ربما أُسرهم؛ أو حتى شعورهم بالقلق أثناء محاولتهم الاستقلال في تجارب الحياة.

بالنسبة للوالدين:

في هذه المرحلة يحاول المراهق أن يشقّ طريقه للحصول على استقلالية الكبار ولهذا من الممكن أن يتعرّض لمواقف خطرة قد يصعب عليه التحكم بها، إن التحدي الأكبر في هذه المرحلة بالنسبة للأهل هو الإصرار على التواصل الكافي معه لتقديم الشرح والتفهم للمسؤولية المناسبة.

المرحلة الرابعة: خطوة نحو حياته الخاصة

تجربة الاستقلال وتتراوح ما بين 18 – 23 عاماً، وتتّسم مشاكلها بمايلي:

انخفاض الثقة بالنفس لدى المراهق بسبب عدم تمكنه من دعم نفسه ذاتياً بشكل كافي لمتطلباته وبشكل يتناسب مع التزامات البالغين ومسؤولياتهم.

ازدياد القلق عند المراهقين نتيجة عدم وجود شعور واضح حول توجهاتهم في الحياة، أو بسبب عدم القدرة على ضبط النفس والالتزام بما يفعلونه بشكل مستمر.

أيضاً يصيب المراهق التشتت عندما يشاهد أصدقاءه يعانون أيضاً من مشكلة تخبُّطهم في الحياة جيئةً وذهاباً مما يدفعهم إلى الانغماس في اللهو والتسلية أكثر بهدف إنكار مشاكلهم أو التهرب من مسؤولياتهم، وهنا تبدأ مرحلة تعاطي المواد المدمنة بشكل أكبر من السابق (يبدأ المراهق بتعاطي مواد أخطر كالمخدرات وغيرها).

بالنسبة للوالدين:

في هذه المرحلة يمر المراهق بظروف قاسية كالإنفصال عن منزله والعيش بشكل مستقل والدعم الذاتي، لذلك فإن التحدي الأكبر هو احترام قراراتهم وتخطي عواقبهم، إعطائهم النصائح والمشورة عندما يطلبونها، منحهم الثقة في قدرتهم على التعلم من الحياة وتجاوز الأخطاء والعقبات.

المصدر:

هنا