الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

الفوائد الصحية للغريب فروت

استمع على ساوندكلاود 🎧

تقدم كل حبة متوسطة الحجم من الغريب فروت 52 كيلوكالوري، وتخلو هذه الفاكهة تماماً من الدسم والكوليسترول والصوديوم، وتحتوي على 13 غراماً من الكربوهيدرات منها 2 غرام من الألياف، إضافةً إلى 1 غرام من البروتين.. أي أنها فاكهة قليلة الحريرات وكثيرة المغذيات!

تزودنا نصف ثمرة غريب فروت بـ 64% من احتياجنا من فيتامين C، و28% من احتياجنا من فيتامين A، والقليل من فيتامين E، وB1، وB2، وB3، والفولات، إلى جانب العناصر المعدنية التي يتصدّرها البوتاسيوم، والفوسفور، والمغنيزيوم، والزنك، والنحاس. من جهة أخرى، تذخر ثمار الغريب فروت بمضادات الأكسدة كالليكوبين Lycopene، والبيتا-كاروتين Beta-carotene، والليمونوئيدات Limonoids، والنارنجينين Naringenin.

الفوائد الصحية:

• تخفيض الوزن ومستويات سكر الدم ومقاومة الإنسولين: تمت في إحدى التجارب تغذية الفئران على نوعين من الحمية الغذائية، إحداهما غنية بالدهون بنسبة 60% وأخرى فقيرة بالدهون بنسبة 10% وذلك لمدة 100 يوم، ووجد بعدها أن الفئران التي تناولت الحمية مرتفعة الدهون خسرت 18% من وزنها، وانخفض مستوى سكر الدم لديها بنسبة 13-17% ومستويات الإنسولين بحوالي 3 أضعاف مقارنةً بنظرائها من الفئران التي تمت تغذيتها على الحمية منخفضة الدهون والتي شهدت انخفاضاً في مقاومة الإنسولين ولكن دون تغير يذكر في الوزن.

كما عمد العلماء إلى استبدال العصير بمحلول من مركب النارنجين Naringin في إحدى المجموعات، وبدواء Metformin الخافض للسكر في مجموعة أخرى، وفوجئوا بنتيجة مفادها أن عصير الغريب فروت كان بنفس فعالية الدواء الخافض للسكر، وذلك لدى الفئران التي تمت تغذيتها على الحمية مرتفعة الدهون. في حين كان تأثير النارنجين Naringin أقل من غيره، مما يشير إلى وجود مركبات فعالة أخرى.

وبالفعل فقد وجد أيضاً بنتيجة الدراسات التي أجريت على الإنسان أن عصير الغريب فروت قد خفّض من الوزن الزائد لدى الأشخاص الذين يعانون من البدانة وساعد على تحسين مقاومة الإنسولين لديهم.

• الجلطات وصحة القلب وضغط الدم: يساعد كل من الألياف، والبوتاسيوم، والليكوبين، والفيتامين C الموجودة في الغريب فروت على تحسين صحة القلب، وخاصةً من حيث التأثير على مستويات الشحوم الثلاثية في الدم، مما يجعله مفيداً للوقاية من تصلب الشرايين. كما يختصّ البوتاسيوم بدوره الفعّال في التقليل من الجلطات، وخفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول الضار LDL والكلي في الدم، إضافةً إلى حماية العظام ومنع تشكل حصى الكلية.

من جهة أخرى، تساعد مركبات الفلافانون Flavanones في الحمضيات بشكل عام، والغريب فروت بشكل خاص على أداء الأوعية الدموية لوظيفتها، حيث أجريت دراسةٌ على 48 امرأة في سن اليأس تناولن فيها 340 مل من عصير الغريب فروت بحيث يؤمن لهنّ مقدار 210 ملغ من Naringenin glycosides. وتم تقييم ضغط الدم، وتصلّب الشرايين، ووظيفة بطانة الأوعية في الشرايين المحيطية (السرير الشرياني المحيطي)، وذلك باعتبارها مؤشرات على وظيفة الأوعية، وتبيّن أن استهلاك عصير الغريب فروت بانتظام كان مفيداً لتصلب الشرايين، كما حسّن من وظيفة بطانة الأوعية الدموية في الشرايين المحيطية والدورة الدموية الكبرى والصغرى.

• السرطان: تساعد مضادات الأكسدة في القضاء على الجذور الحرة والوقاية من السرطان، حيث يعمل فيتامين C إلى جانب البيتا-كاروتين على محاربة سرطان المريء، كما أثبت الدراسات دور الليكوبين في محاربة سرطان البروستات بشكل خاص.

• صحة الجهاز الهضمي: نظراً للمحتوى العالي من الرطوبة والألياف فإن الغريب فروت يحسن من حالات الإمساك ويشجّع على تنظيم حركة الأمعاء وصحة الجهاز الهضمي.

• صحة الجلد: يتميز الغريب فروت كما ذكرنا سابقاً بمحتوى مرتفع من الفيتامين C مضادات الأكسدة والتي تساعد في حماية البشرة من الضرر الذي تسببه الأشعة الشمسية والتلوث، كما تخفف من التجاعيد وتشجع على تشكل الكولاجين الضروري لتدعيم بنية البشرة، إضافةً إلى الفيتامين A والمحتوى العالي من الرطوبة الضرورين للبشرة ونقائها.

• الوقاية من الربو: أثبتت العديد من الدراسات أن الفيتامين C يقلل من خطر الإصابة بالربو لدى العديد من الأشخاص، مما يجعل من الغريب فروت غذاءً مهماً في الوقاية منه.

المحاذير والأخطار:

يعتبر الغريب فروت الطازج أو عصيره خطراً على مرضى الكلية نظراً لارتفاع نسبة البوتاسيوم فيه، حيث أن عدم قدرة الكلية على طرح الكميات الفائضة منه قد يكون مميتاً.

كما يمكن للغريب فروت أن يتفاعل مع العديد من الأدوية بفعل قدرته على ربط الإنزيمات، حيث يؤدي في معظم الحالات إلى زيادة امتصاص الدواء وانتقاله إلى مجرى الدم بدلاً عن تفككه وطرحه من الجسم، إذ تسبب بعض المركبات الموجودة في الغريب فروت بتعطيل عمل إنزيم CYP3A4 الذي يساعد الكبد على تفكيك الأدوية، وبذلك فإن الدواء بدلاً من تفككه سيدخل بكميات أكبر إلى مجرى الدم ويبقى في الجسم لمدة أطول، فتصبح مستويات تواجد الدواء في الجسم خطرة على الإنسان، ويزيد من احتمال ظهور الأعراض الجانبية للدواء. وتوجد العديد من الأدوية التي يتفاعل معها الغريب فروت، وسنذكر فيما يلي بعضاً منها:

- الأدوية الخافضة للكوليسترول Statins: تؤدي الكمية الكبيرة المتبقية منها في الجسم إلى الإضرار بالكبد وتحلل العضلات مما يؤدي إلى حدوث الفشل الكلوي، ومنها Zocor (Simvastatin)، وLipitor (Atorvastatin)، وPravachol (pravastatin).

- الأدوية الخافضة للضغط مثل Nifediac، وAfeditab حيث المادة الفعالة في كليهما هي (Nifedipine).

- أدوية رفض الأنسجة المزروعة مثل Sandimmune، وNeoral وكلاهما يحتوي على المادة الفعالة (Cyclosporine).

- بعض الأدوية المضادة للقلق Anti-anxiety مثل BuSpar (Buspirone).

- بعض الأدوية المضادة لاضطراب ضربات القلب Arrhythmia مثل Cordarone، وNexterone وكلاهما يحتوي على المادة الفعالة (Amiodarone).

- بعض مضادات الهيستامين مثل Allegra (Fexofenadine).

من جهة أخرى، وجدت الدراسات الحديثة أن عصير الغريب فروت يمتلك تأثيراً معاكساً لبعض الأدوية أحياناً، حيث يقلل من امتصاص بعض الأدوية مثل Fexofenadine الذي يستخدم في علاج الحساسية الموسمية، وينتج ذلك عن انتقال الدواء عبر الجسم بدلاً عن استقلابه والاستفادة منه، وذلك نتيجة دوره في تعطيل البروتينات الناقلة للدواء والتي تساعد في إدخاله إلى الخلايا المستهدفة، فيصبح الدواء غير فعّال وينقص من تأثيره.

عليك إذاً أن تسأل الصيدلاني أو الطبيب المختص عن إمكانية تناول الغريب فروت الطازج أو عصيره مع بعض الأدوية قبل البدء باستخدامها، وعليك أن تقوم بقراءة الوصفة الطبية المرفقة بالدواء للتأكد من عدم وجود أي ملاحظة تمنع تناوله مع الغريب فروت أو عصيره.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا

4. هنا

5. هنا

6. هنا

7. هنا

الدراسات المرجعية:

1. Chucnovskiy R، Thompson A، Tharp K، Hellerstein M، Napoli JL، Stahl A. 2014-Consumption of Clarified Grapefruit Juice Ameliorates High-Fat Diet Induced Insulin Resistance and Weight Gain in Mice. PLOS One. هنا

2. Habauzit V.، Verny M.A.، Milenkovic D.، Barber-Chamoux N.، Mazur A.، Dubray C. and Morand C.، 2015- Flavanones Protect from Arterial Stiffness in Postmenopausal Women Consuming Grapefruit Juice for 6 mo: A Randomized، Controlled، Crossover Trial. American journal of clinical nutrition، 102(1): 66-74.