الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية

إغاظة الفتيات فيما يخص وزنهن هو أكثر من مجرد نكتة!

استمع على ساوندكلاود 🎧

أوضحت الأبحاث الحالية المتركّزة حول السمنة في مرحلة الطفولة مدى تعقيد هذا المرض الذي أصبح يصنف كمرضٍ وبائيٍ، ومما يزيد من تعقيده هو تشابك أسبابه مع عددٍ من العوامل الأخرى كالجوع والفقر وسوء نوعية الغذاء والحالة الاجتماعية والاقتصادية. ولكن دور بعض الممارسات التي قد تبدو وكأنها مجرد مزاحٍ وسلوكياتٍ غير مؤذيةٍ لم يكن محط اهتمامٍ كافٍ، الأمر الذي دفع مجموعةً من الباحثين في جامعة Houston لتناول هذا الموضوع لما له من تأثيراتٍ طويلة الأمد وضارةٍ على كيفية تصور الفتاة الشابة لنفسها وللطعام، وتم نشر النتائج في مجلة The Journal of Early Adolescence.

قامت البروفيسورة Norma Olvera، المربية الصحية في كلية UH College of Education، بدراسة تأثير الإغاظة على مراهقات ينتمين إلى مجموعات من الأقليات، وخاصةً من حيث رغبتها بالتنبؤ باضطراب سلوكيات الطعام. وقد أوضحت البروفيسورة وجود سببين لإجراء هذا النوع من البحوث؛ الأول هو أن الفتيات من أصل إسباني وإفريقي-أمريكي هنّ الأكثر عرضةً للبدانة من غيرهن من الأعراق، مما قد تزيد رغبتهم في أن يصبحن أنحف ويحتمل أن يؤدي إلى انخراطهنّ في سلوكياتٍ غذائيةٍ غير صحيةٍ، أما السبب الثاني فهو الافتقار إلى أبحاثٍ تُعنى بهذا الموضوع لدى فتيات الأقليات.

قامت الدراسة على إجراء استطلاعٍ تضمّن 135 فتاة أعمارهنّ حوالي 11 عاماً، ممّن يتمتعن بنسبةٍ عاليةٍ من الدهون في الجسم، حيث أن 81% منهنّ يعانين من السمنة المفرطة، وقد أشارت جميع الفتيات تقريباً إلى أنهنّ غير راضيات عن حجم أجسامهن، متمنين لو كن أنحف مما يعتقدن. كما تبين أنهنّ بدأن بالتوجه لعاداتٍ غذائية غير صحية (اضطراب سلوكيات الأكل) عندما تمت إغاظتهن فيما يتعلق بحجم ووزن أجسامهن. مما يشير إلى أن هذا الموضوع يثير ردود فعلٍ أكثر شدةً لدى الأطفال والمراهقين الذين يعانون من زيادة الوزن مقارنةً بنظرائهم من ذوي الوزن الطبيعي.

وقد أوضحت البروفيسورة Olvera أن الفتيات أصبحن أكثر عرضةً لخطر اتباع وتطوير اضطرابات سلوكيات الأكل في محاولةٍ للسيطرة على وزنهن وتجنب الاضطرابات النفسية وصفة الوزن الزائد، وقد ذكرت 70% من الفتيات اتباعهن لبعض سلوكيات ضبط الوزن، مثل تقليل أو تخطي وجبات الطعام، أو اتباع نظامٍ غذائيٍ معينٍ أو تجويع أنفسهن من أجل أن تصبحن أنحف. كما قالت 12% منهنّ أنهن قمن بسلوكيات تطهير Purge behaviors (وهي عبارة عن الشعور بعدم القدرة على التوقف عن الأكل يليه مباشرةً إجبار أنفسهن على الاستفراغ للتخلص مما تم أكله) وذلك من أجل إنقاص الوزن أيضاً. وقالت 33% منهن أنهن تعرض لحالة الأكل العاطفي Emotional eating (أي تناول كمياتٍ أقل أو أكثر من الطعام عند الشعور بالملل أو الضيق) بسبب الإغاظة التي تعرضن لها فيما يخص وزنهن.

يذكر أن الاستطلاع شمل أسئلةً حول الإغاظة التي تعرضت لها الفتيات، وكيفية استجابتهن لهذه الإغاظة. وقد أشارت 52% ممن شملهن الاستطلاع إلى تعرضهن للممازحة والإغاظة فيما يتعلق بوزنهن من قبل الإناث، بينما تعرضت 60% لهذا الموقف من قبل الذكور، كما أن بعضهن تعرضن للإغاظة من الأشقاء أيضاً!

يمكن لنتائج هذه الدراسة أن تساهم في توجيه التثقيف الصحي - والمسؤولين عنه- لتصميم آلياتٍ للتدخل في هكذا حالات، وتعليم استراتيجياتِ تصدٍ تساعد الأطفال في التعامل مع هذا النوع من المواقف والأشخاص، كما يمكن أن تدعم السياسات الاجتماعية التي تهدف إلى الحدّ من الإغاظات المتعلقة بالوزن ولا سيما في المدارس.

للمزيد حول بعض اضطرابات سلوكيات الطعام يمكنك الإطلاع على مايلي:

النهم العصبي Bulimia nervosa: هنا

القهم العصبي Anorexia nervosa: هنا

المصادر:

1. هنا

2. هنا

الدراسة المرجعية:

N. Olvera, K. McCarley, M. R. Matthews-Ewald, F. Fisher, M. Jones, E. G. Flynn. Pathways for Disordered Eating Behaviors in Minority Girls: The Role of Adiposity, Peer Weight-Related Teasing, and Desire to Be Thinner. The Journal of Early Adolescence, 2015; DOI:10.1177/0272431615609155