الطب > طب الأنف والأذن والحنجرة

نقص السمع عند الأطفال

يمثل أيُّ نوعٍ من أنواعِ نقصِ السمعِ الذي يحدث في عمرٍ مبكرٍ في الغالب مشكلةً هامةً، ويؤثر على تطورِ الكلامِ واللغةِ عند الطفلِ، والتي يظن الاختصاصيونَ أنها تتطور خلال السنواتِ الأولى من الحياةِ، ويمكن الحدُّ من هذه الصعوباتِ اللغويةِ إذا ما تم تشخيصُ نقصِ السمعِ وعلاجهُ باكراً عند الصغار.

لكن قد يكون من الصعبِ تشخيصُ نقصِ السمعِ، فالعديدُ من المشكلاتِ السمعيةِ لا تُكتشَف حتى عمرِ السنتينِ، وذلك عند ملاحظةِ تأخّرِ النطقِ لدى الطفل.

إن كنتَ تظنّ أن طفلَكَ يعاني من نقص السمعِ تحدّث إلى طبيبِه وافحصْ سمعَه في أقرب فرصةٍ ممكنةٍ. وإذا اكتشفتَ أنّ طفلَك يعاني من مشكلةٍ في سمعه فعليك طلبُ المساعدةِ الطبيةِ في الحال، فكلما كان البدءُ بعلاج نقصِ السمعِ أبكرَ، كانت النتائجُ أفضل.

أسبابُ نقصِ السمعِ عند الأطفال:

1- التهابُ الأذنِ الوسطى: تحدُثُ هذه الالتهاباتُ عادةً عند الأطفالِ لأنّ نفيرَ أوستاش (وهو الأنبوبُ الذي يصل الأذنَ الوسطى بالأنف) غيرُ متطورٍ تماماً لديهم، حيث تتجمع السوائلُ خلفَ غشاءِ الطبلِ ومن الممكنِ أن تُصابَ بالخمَج، وقد يؤثّر وجودُ هذه السوائلِ بحدِّ ذاتِه حتى بدونِ وجودِ ألمٍ أوإنتانٍ على السمعِ مؤقتاً على الأقل، وفي الحالاتِ الحادةِ والمديدةِ قد يؤدي التهابُ الأذنِ الوسطى إلى نقصِ سمعٍ دائمٍ.

2- مشكلاتٌ عند الولادة: يُولد بعضُ الأطفالِ بمشاكلَ سمعيةٍ، وتُعدُّ الوراثةُ السببَ وراءَ نصفِ هذه الحالاتِ، ويحدث البعضُ الآخرُ خلالَ الحملِ أو بسبب سوءِ العنايةِ قبل الولادةِ، وقد يحدث نقصُ السمعِ نتيجةً لإصابة الحاملِ بحالاتٍ معينةٍ مثل السكري أوتسمّمِ الدمِ، وتزداد كذلك المشاكلُ السمعيةُ عند الخُدَّجِ (أي المولودون قبل تمامِ الحمل).

3- الأمراض أو الإصابات: قد تسبب العديدُ من الحالاتِ نقصَ السمعِ عند الأطفالِ، مثلَ: التهابِ السحايا، التهابِ الدماغ، الحصبةِ، الحُماق (جدري الماء)، الإنفلونزا، أذياتِ الرأس، الأصواتِ المرتفعةِ، بعضِ الأدوية.

أعراض نقصِ السمعِ عند الأطفال:

عادةً يكون الوالدان هما أولَ من يلاحظ مشكلةَ نقصِ السمعِ عند الطفلِ، ومن العلاماتِ المهمّةِ التي ينبغي أن تثيرَ الاهتمامَ:

عدمُ استجابةِ الطفلِ للأصواتِ المرتفعة.

عدمُ استجابةِ الطفلِ عند مناداتِه.

نطقُ الطفلِ لأصواتٍ بسيطةٍ فقط تتخامد تدريجياً.

وقد يُبدي الطفلُ الذي يعاني من التهاب الأذنِ الوسطى مجموعةً من الأعراض:

- يسحبُ أو يشدّ أذنيه.

– يكون نزقاً بشكلٍ دائمٍ من غيرِ سبب.

- يكون قليلَ الانتباهِ و لديه القليلُ من الطاقة .

– لا يفهم التوجيهات.

– يطلب أن يكونَ صوتُ المذياع والتلفاز مرتفعاً.

– لديه ارتفاعُ حرارة.

– لديه ألمٌ أذني.

تشخيصُ نقصِ السمعِ عند الأطفال:

تفحَصُ بعضُ المشافي السمعَ عند كلِّ طفلٍ، ويُجري البعضُ الآخرُ الفحصَ فقط للأطفال الذين لديهم سوابقُ نقصِ سمع. إن كنت تشكُّ بأن طفلَك يعاني من نقص سمعٍ راجِعْ طبيبَه أو المشفى لترى إن كانَ قد خضعَ لفحصِ سمعٍ مسبقاً، وإن لم يخضعْ فعليك أن تقومَ بفحصٍ جديدٍ لسمعِه.

علاج الأطفالِ الذين يعانون من نقصِ السمع:

يعتمد العلاجُ على مقدار نقصِ السمعِ وسببِه:

أشيعُ علاجاتِ نقصِ السمعِ الناتجِ عن التهابِ الأذنِ الوسطى هي:

• المراقبة: لأنه غالباً ما يتم الشفاءُ عفوياً، فإنّ العلاجَ الأوّليَ لالتهاب الأذنِ الوسطى هو ببساطة المراقبةُ الحذِرة.

• الأدوية: قد يصف طبيبُك الصاداتِ الحيويةَ وغيرَها من الأدويةِ للطفل.

• أنابيبُ التهويةِ للأذنين: إذا استمرتْ المشكلةُ وأثّرت على سمع طفلِك فقد يقترح طبيبُه أن يحصلَ على أنابيبِ تهويةٍ للأذنين، وهذه الأنابيبُ تسمح للسائلِ المتجمِّعِ في الأذن الوسطى أن يخرجَ ويمنعَ الالتهاب. إن طبيبَ الأطفالِ سيُحيلُك إلى طبيبٍ اختصاصيٍّ بأمراضِ الأذنِ والأنفِ والحنجرة (ENT)، إن وضعَ أنابيبِ تهويةٍ في الأذنينِ هي عمليةٌ بسيطةٌ وتُجرَى لمريضٍ خارجيٍّ تحتَ التخديرِ العامِّ في المشفى.

• المُعِيناتُ السمعية: يمكن للأطفال الذين يعانون من نقصِ سمعٍ أن يضعوا مُعِيْنةً سمعية ًبعمرالشهرِ، ويحرص الطبيبُ المختصُّ عادةً على أن يحظى طفلُكَ بالمُعينة السمعيةِ المناسبةِ له.

• زرعُ الحلزون: يحصل العديدُ من الأطفال و البالغين على زرع الحلزونِ في حالِ فشلِ المعينات السمعيةِ في مساعدتِهم، وهو جهازٌ الكترونيٌّ يساعد على السمع.

• العديدُ من الأجهزةِ الأخرى: هناك العديدُ من الأجهزةِ الأخرى التي قد تساعد طفلَك في مشكلة نقصِ السمعِ. اسألْ اختصاصيَّ السمعِيّاتِ عما يناسب طفلك.

نصائحٌ لأهالي الأطفالِ الذين يعانون من نقص السمع:

عليك أن تنتبهَ و تدعمَ طفلَك بكافةِ الوسائلِ، وأن تتابعَ تحصيلَه العلميَّ والبرنامجَ الدراسيَّ وتتواصلَ مع مَدرَستِه ومُدرِّسيه، و خاصةً الأطفالَ الذين خضعوا لزرع الحلزونِ؛ حيث لوحظ أن أداءَ الأطفالِ الذين تلقَّوا دعماً من الأهل أفضلُ من أولئك الذين لم يتلقَّوا أيَّ دعمٍ، وذلك ينطبق على الأطفال ذوي المُعِينَاتِ السمعيةِ الأخرى. وإليك بعضُ النصائحِ التي قد تفيدُك:

• علّمْ وثقّفْ نفسَك: عن طريق الإنترنت أو البرامجِ أوالمجموعاتِ الداعمةِ وابقَ على اطّلاعٍ على آخر الأبحاثِ والمستجِدّات.

• التواصل: حاول أن تتواصلَ مع أهالي الأطفالِ الآخرينَ الذين يعانون من نقصِ سمعٍ. بإمكانكم أن تدعموا بعضَكُم البعض.

• ابقَ على تواصلٍ مع طفلِك: قد يعاني بعضُ الأطفالِ الذين لديهم نقصُ سمعٍ من انعزالٍ اجتماعيٍّ، ولكنّ العلاجَ الباكرَ والمُعِينَاتِ السمعيةَ قد تجنّب طفلَك ذلك.

• انتبه إلى نفسِك وحافِظ على علاقاتِك مع الآخرين: قد يستحوذ الانتباهُ لطفلٍ يعاني من نقص السمع على جُلِّ وقتِك. عليك أن تحرصَ على ألا تنعزلَ عن مجتمعِك أنتَ نفسُك وأن تمارسَ نشاطاتِك التي تحبُّها.

المصادر:

هنا

حقوق الصورة:

indiebear.com