الطب > متلازمات طبية

47_ متلازمة الرجل الأحمر.. عندما يسبّب الدواءُ المرض

كثيراً ما كنا نرى في برامج الأطفال صوراً لشخصيات كالرجل الأخضر، ورأينا في برامج أخرى كيف كان دواء أو طعام معين يعطي شخصاً ما قوة أو شكلاً أو لوناً جديداً (كما في قصة باباي والسبانخ)، ولكن هل خطر ببال أحدكم أنه هناك بالفعل مركب ما قادر على تحويل أحدهم إلى الرجل الأحمر؟ فما هو هذا المركب؟ ولماذا سميت المتلازمة بذلك؟ تابعوا معنا المقال لتتعرفوا أكثر على وقائع العلم بعيداً عن خيال التلفاز...

متلازمة الرجل الأحمر هي مجموعة من الأعراض التي يظهرها الجسم كردة فعل ناتجة عن تسريب دواء الفانكومايسين Vancomycin، وهو نوع من الصادات الحيوية اشتهر باستخدامه في الحالات الشديدة والمعندة من الإنتانات والأمراض الالتهابية المختلفة، وأكثر ما يستخدم لعلاج الإنتانات المعوية.

يستهدف الفانكومايسين الجراثيم إيجابية الغرام بشكل أساسي، ويعطى وريدياً إذ أنه لا يمتص من السبيل الهضمي، ولكنه مع ذلك يعطى فموياً في حالة خاصة وهي إصابة الأمعاء بجراثيم المطثيات الصعبة Clostridium difficile التي تسبب إسهالات مائية أو مدماة، حيث يكون تأثيره موضعياً في هذه الحالة.

يعطى الفانكومايسين تسريباً وريدياً خلال ساعة كاملة بحيث لا نتجاوز جرعة 10 ملغ/دقيقة، أما عند إعطائه خلال أقل من ساعة فإن ذلك يؤدي إلى ظهور أعراض جانبية منها الأعراض المشاهدة في متلازمة الرجل الأحمر.

ففي حالتنا هذه، وبعد تسريب الدواء بفترة تتراوح بين 5 و10 دقائق سيعاني بعض المرضى من أعراض مختلفة كالاحمرار والحكة في الوجه والرقبة والجذع، إلى جانب تورم الوجه والشفتين والعيون.

وفي أحيان قليلة قد يحدث هبوط حاد في الضغط الشرياني، ورغم التشابه الشديد بين هذه الأعراض وأعراض التحسس المعروفة، إلا أنّ حالتنا هذه لا يمكن أنْ تُصنف فعلياً بين حالات الحساسية.

الأسباب:

كما ذكرنا في البداية، فإنّ السبب الرئيسي لهذه المتلازمة هو تعرض الجسم لجرعة معينة من عقار الفانكومايسين، والتي بدورها تؤدي إلى تحرر أحد أنواع الهيستامينات بكميات كبيرة في الدم مؤدية إلى ظهور الأعراض سابقة الذكر.

هناك صادات حيوية أخرى يمكن أنْ تسبب المرض ومنها التايكوبلانين، السيبروفلوكساسين، الأمفوتريسين B والريفامبيسين.

ومن الجدير بالذكر أنّ الأعراض ستشتد في حال تناول المريض أكثر من نوع من الأدوية المذكورة، أو في حال كان يتناول أدوية أخرى كالمسكنات المركزية والمرخيات العضلية بالتزامن مع الفانكومايسين.

وأيضاً، ستسوء الحالة في حال كان المريض يعاني من أمراض أخرى كسرطان الرئة والإنتان بفيروس نقص المناعة المكتسب HIV .

الأعراض:

أعراض جلدية كالاحمرار والحكة والطفح.

أعراض هضمية كالغثيان والإقياء.

ألم وضعف وتشنج العضلات.

تسرع ضربات القلب وانخفاض الضغط الشرياني.

ترفع حروري وعرواءات (قشعريرة).

إحساس بالدوخة وفقدان الوعي.

ضخامة في العقد اللمفية.

وذمة في الأجفان.

عسر تنفس.

تجفاف والتهابات ثانوية.

يُذكر أنّ متلازمة الرجل الأحمر ليست حالة مهددة للحياة عادة، إلا أنها تتميز بسميتها الشديدة تجاه القلب والأوعية الدموية مما يزيد من خطر التعرض لنوبات من قصور القلب أو حتى توقفه عن العمل.

وأيضاً، وبغياب المعالجة الباكرة والفعالة سنلاحظ بعد فترة تقدر بـ 6 أسابيع أعراضاً مزعجة أخرى، حيث ستتسبب المتلازمة بحدوث فرط تقرن الجلد وزيادة سماكته، فتبدأ قشور سميكة أو رقيقة بالسقوط من راحتي اليدين وأخمص القدمين، مترافقة مع مفرزات لزجة كريهة الرائحة، وتساقط شعر فروة الرأس، لذلك يجب الوقاية من هذه الأعراض عن طريق مضادات الهيستامين وأهمها ديفينهيدرامين Diphenhydramine .

العلاج:

علاج المتلازمة سببي وعرضي. نقصد بذلك أنه يجب معالجة السبب والأعراض، حيث يجب إيقاف الدواء المسبب (الفانكومايسين) واستشفاء المريض، وذلك من خلال تأمين الإماهة وإبقاء الجلد رطباً، معايرة شوارد الدم، علاج الأعراض عن طريق مضادات الهيستامين والستيروئيدات إلى جانب صادات معينة لعلاج الإنتانات الثانوية المرافقة.

كما أن تقليل سرعة التسريب يمكن أن تخفف أو تمنع من حدوث المتلازمة.

أما بالنسبة للوقاية، فهناك عدة خيارات، حيث يمكن إعطاء Hydroxyzine أو مضادات الهيستامين (Diphenhydramine) قبل إعطاء الممرضة جرعة الفانكومايسين.

المصادر:

هنا

هنا

هنا

حقوق الصورة:

هنا