الغذاء والتغذية > منوعات غذائية

المكملات الغذائية ليست هي نفسها الفيتامينات... فهل هي آمنة؟

تُعتبر الفيتامينات و المعادن من العناصر المغذيَة الهامّة لصحّة الجسم وبما أنّ الجسم لا يستطيع اصطناعها لذا يجب الحصول عليها من مصادر خارجيّة، كما أنَ البعضَ منها قابل للانحلال في الماء و النوع الآخر ينحل في الدسم.

إنّ الفيتامينات أساسيّة لصحّة الجسم وتلعب دوراً هاماً في الكثير من العمليّات؛ فهي تساعد على الاستفادة من الكربوهيدرات والدسم والبروتينات من أجل عمليّات البناء والترميم، أمّا المعادن فهي المكوَن الأساسي للعظام والأسنان، كذلك تساعد الجسم في الحفاظ على توازن السوائل فيه، وإنّ اتّباع نظام غذائي صحّي وشامل يُعتبر الطريقة الأمثل لضمان حصول الجسم على حاجته من الفيتامينات والمعادن. ونظراً لانخفاض جودة الغذاء فإنّه يُوصى بتناول الفيتامينات والمعادن المتعددّة للتعويض عن هذا النقص، ليس هذا فحسب بل من أجل تأمين صحّة جيدة و وقاية من الأمراض، مع الأخذ بعين الاعتبار التقيّد بالجرعة القصوى المسموح بتناولها، أو وفقاً لحاجة المريض تبعاً لمرضه وحالته الصحيّة.

أمّا المكملات الغذائية فهي لا تعدُ فيتاميناً أو معدناً؛ فهي إمّا أن تكون مواد طبيعية عشبيّة أو مواد صنعيّة، تُسَوق على أنها ذات فوائد للجسم في حالات معيّنة، و لليوم لا يوجد دليل مُثبت على تأثيرها على صحّة الجسم.

فهل يُعتبر تناول هذه المواد التي ذكرناها آمناً؟

بسبب الاستخدام المُفرط للفيتامينات والمعادن والمكملات، فقد بدأ الأطباء بالتخوَف من آثارها الضارة على الصحة إضافةً إلى التداخلات بينها وبين الأدوية. ومن هذه الأمثلة: يتمتّع كل من فيتامينE وزيت السمك بالإضافة إلى نبات الجينكو بمقدرتها على تخفيض لزوجة الدم وهذا ما يزيد من تأثير الأدوية المميَعة عند تناولها معها، كما أنَ فيتامين C يمكن أن يؤثّر على تخزين معدن الحديد في الجسم حيث يزيد من نسبة تخزينه وبالتالي يفاقم حالة التخزين المرضية التي تعرف ب hemochromatosis" داء ترسّب الأصبغة الدموية".

وعلى العكس، هناك أمثلة عديدة على ضرورة تناول الفيتامينات والمعادن ومنها: الأشخاص الذين لا يتناولون الألبان أو مشتقاتها يُعتبر تعويض هذا النقص مهماً من خلال الكالسيوم والمغنزيوم ، أمّا النباتيّون فهم بحاجة لتعويض حاجة الجسم من فيتامين B12 لعدم حصولهم عليه بشكل طبيعي إذ أنّ الجسم يقوم بالحصول على هذا الفيتامين من المنتجات الحيوانية عادةً، كذلك تحتاج الحوامل إلى تناول الفيتامينات، كما يجب إضافة الفيتامينات المتعدّدة للنظام الغذائي الخاص بالأشخاص الذين يتّبعون حمية غذائية لتخفيض الوزن و يُعتبر مدخولهم الطاقي أقل من 1200 كالوري أو ممّن يعانون من تحسس تجاه بعض الأطعمة.

أمّا ما يخصَ المكملات، يُعتبر تناول Glucosamine Chondroiten مهمّاً لدى المرضى الذين يعانون من آلام أو التهابات في المفاصل، كما أنَ أحماض الأوميغا تساعد على تخفيض نسبة الشحوم الثلاثية و ضغط الدم ورفع نسبة الكولسيترول الجيد HDL.

فيما يتعلّق بمعايير صناعة المكملات الغذائيّة مقارنةً بالمستحضرات الصيدلانية، فالأخيرة تخضع لرقابة و مواصفات صارمة أثناء التصنيع على العكس من المكملات التي لا تخضع لذات المعايير.

هل يجب استشارة الطبيب قبل تناول الفيتامينات، المعادن والمكملات الغذائية؟

من المهم استشارة الطبيب أو أخصائي التغذية قبل تناولها و بخاصةً لدى المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية كمرضى القلب، الكبد، السكري، الغدة الدرقيّة أو ضغط الدم المرتفع و حتّى مرضى السرطان، ويُؤخذ أيضاً بعين الاعتبار ضرورة مراجعة الطبيب عند استخدامنا للأدوية لبيان وجود أي تداخلات قد تحصل نتيجة استخدامهما سويّاً.

المصدر:

هنا