علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

اضطراب ثنائي القطب - الجزء الثالث - العلاج الدوائي ومثبتتات المزاج

يُعتبر اضطراب ثنائي القطب من الأمراض النفسية التي تتطلب علاجا يستمر مدى الحياة، والعلاج المُناسب يُساعد الكثير على التحسن والتعايش مع المرض حتى مع أشخاص يُعانون من نوبات حادة أو شديدة يستطيعون التحكم بتقلبات المزاج والأعراض المُصاحبة لها فيما إذا خضعوا للعلاج المُناسب واستمروا فيه

المواظبة على العلاج المُناسب لا يعني أيضا زوال تقلبات المزاج زوالا تاما ، ففي دراسة لبرنامج تطوير العلاج المنهجي الخاص بمرضى ثنائي القطب وجدت أن ما يُقارب النصف ممن شُفيوا من هذا المرض لا زالوا يعيشون مع بعض من هذه الأعراض حيث أن أعراض المرض لم تختفي تماما

وجود اضطراب عقلي آخر بجانب اضطراب ثنائي القطب قد يجعل المريض عرضة لانتكاسات أكثر. كلما استطعت التواصل مع طبيبك معبرا أكثر عن مخاوفك وخياراتك كلما كانت النتيجة أفضل بالنسبة لك ، أما بالنسبة للخطة العامة للعلاج فتتلخص بالعلاج الطبي الدوائي بالإضافة لجلسات العلاج النفسي.

العلاج الدوائي:

تتوفر أنواع عديدة من الأدوية التي تُساعد على التحكم بأعراض ثنائي القطب، إلا أن الاستجابة للدواء تختلف من شخص لآخر، فقد يكون شخص ما بحاجة لتجربة عدة أنواع من الأدوية حتى يجد الدواء الأنسب له.

إذا انتابتك تغييرات شديدة في الأعراض أو إذا كانت الآثار الجانبية للأدوية لا تُحتمل، يُمكن استشارة الطبيب الذي قد يعمل على تبديل الدواء بآخر أو إضافة أدوية أُُخرى.

أهم العلاجات الدوائية لعلاج المرض والتحكم في أعراضه: مثبتات المزاج ومضادات الاكتئاب.

- مثبتات المزاج:

عادة ما تكون مثبتات المزاج الخيار الأول لعلاج اضطراب ثنائي القطب، حيث يواظب المرضى على العلاج بمثبتات المزاج لسنوات عديدة.

يُستخدم الليثيوم ( Lithium) في علاج هذا الاضطراب باعتباره من أكثر مثبتات المزاج فعالية في علاج نوبات المزاج (الهوس والاكتئاب)، كما يتم أيضا استخدام مُضادات التشنج كمثبتات للمزاج حيث أن وظيفتها الأساسية معالجة نوبات التشنج لكنها تُساعد أيضا على ضبط المزاج.

تُرفق إدارة الدواء والغذاء الأمريكية (FDA) تحذيرا يتعلق باستخدام مضادات التشنج ، يتضمن التحذير أن استخدام مضادات التشنج كمثبتات للمزاج قد يزيد من الأفكار أو السلوك الانتحاري لدى المريض، لذلك يجب مراقبة المريض عن كثب لتقصي احتمال ظهور أعراض اكتئاب شديدة أو أفكار أو سلوك انتحاري أو تغييرات غير اعتيادية في المزاج أو السلوك.

قد يُسبب الليثيوم آثار جانبية :

الأرق ، جفاف الفم ، سوء الهضم/عسر الهضم ، حب الشباب، ألم في المفاصل والعضلات، تقصف في الشعر والأظافر، انزعاج غير اعتيادي من الجو البارد

لا يُأخذ الليثيوم إلا تحت إشراف طبي وبعمل تحليلات مخبرية بشكل منتظم لمستويات الليثيوم في الدم ومراقبة عمل الكلى والغدة الدرقية (الغدة الدرقية تتحكم بتغيرات المزاج والطاقة لدى الإنسان)، فقد يُسبب الليثيوم نقص بمستويات هرمون الدرق أي قصور درقي مما يؤدي إلى تنقل سريع بين حالتي الهوس والاكتئاب خاصة لدى النساء

الآثار الجانبية لمثبتات المزاج الأُخرى:

الشعور بالنعاس، الشعور بالدوران، صُداع، إسهال، إمساك، حرقة في المعدة، تقلبات المزاج، احتقان أو سيلان الأنف

من المهم التنبه للآُثار الجانبية لهذه الأدوية فبعضها قد يسبب آثار جانبية خطيرة.

ما هي الآثار الجانبية لمضادات الذهان الحديثة؟

يُنصح بتجنب قيادة السيارة في بداية العلاج بمضادات الذهان حتى يعتاد الجسم عليها فيما بعد. تتضمن الآثار الجانبية ما يلي :

• النُعاس.

• الدوار عند تغيير الوضعية (الجلوس أو الوقوف).

• عدم وضوح في الرؤية.

• زيادة في ضربات القلب.

• الحساسية لضوء الشمس.

• طفح جلدي.

• مشكلات في الدورة الشهرية لدى النساء.

يُمكن أن تُسبب مضادات الذُهان زيادة كبيرة في الوزن وتغيرات في مستوى عملية الاستقلاب (الأيض) مما يزيد من خطر الإصابة بمرض السكري وارتفاع الكوليسترول، لذا على الطبيب مراقبة وزن المريض وفحص مستويات السكر ومستويات الشحوم بشكل دوري.

- مضادات الاكتئاب: يتم أحيانا استخدام مضادات الاكتئاب لعلاج نوبات الاكتئاب التي تُصيب مريض ثنائي القطب، إلا أن العلاج الذي يقتصر فقط على تناول مضاد الاكتئاب قد يزيد من خطر تحول المرض لنوبات عديدة من الهوس أو الهوس الخفيف أو حدوث تلاحق سريع بين نوبات الهوس والاكتئاب. لتجنب ذلك عادة ما يتم وصف مثبتات المزاج مع مضادات الاكتئاب

ما هي الآثار الجانبية لمضادات الاكتئاب:

تختلف الاثار الجانبية من مضاد اكتئاب لآخر ولكن قد تكون بشكل عام:

ألم في الرأس، غثيان، الغضب، مشكلات جنسية قد تؤثر على الرجال والنساء سواء كضعف الرغبة الجنسية أو نقص المتعة الجنسية.

تواجه المرأة الحامل بعض التحديات فيما إذا كانت تخضع لعلاج خاص باضطراب ثنائي القطب، فمثبتات المزاج قد تضر بالجنين في طور النمو أو الطفل الرضيع، إلا أن إيقاف الدواء سواء بشكل مفاجئ أو تدريجي قد يزيد من خطر عودة أعراض ثنائي القطب خلال فترة الحمل.

عادة ما يكون الليثيوم مثبت المزاج الأكثر استخداما للمرأة الحامل التي تعاني من اضطراب ثنائي القطب، إلا أنه قد يُسبب مشكلات قلبية للجنين وعلى النساء معرفة أن معظم هذه الأدوية تنتقل للطفل الرضيع من خلال حليب الصدر.

المصدر:

هنا