علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

الروتين اليومي وصحتك النفسية

تُوّضح دراسة جديدة العلاقة ما بين الجلوس الطويل والقلق؛ حيث تبيّن أن الجلوس المطوّل مرتبط بارتفاع مستويات القلق لدى البالغين والأطفال على حد سواء. وقد قادت هذه الدراسة الدكتورة Megan Teychenne من جامعة Deakin في استراليا.

فالقلق: هو مرض موهن يصيب نحو 14% من البالغين في أستراليا، وتتجاوز أعراضه تسارع القلب والصداع التي نُصاب بها من جراء ضغوط الحياة والأوضاع الاقتصادية، حيث تمت البرهنة على ارتباط القلق المباشر بالأمراض المزمنة والسرطان، لهذا يجب علينا أن نجد وسائل لإنقاص خطر الإصابة بأمراض خطيرة.

لاحظت الدكتورة Teychenne أن ارتفاع أعراض القلق في المجتمعات المعاصرة كان موازياً لزيادة الأوقات التي نقضيها جالسين الأمر الذي دفعها لدراسة العلاقة بينهما. شملت هذه الدراسة تسعة أبحاث سابقة، وعلى الرغم من قلة العدد إلا أن الدكتورة Teychenne قد تفاجأت بسبب الأهمية التي قد تنطوي عليها هذه الدراسات.

ومن الجدير بالذكر أن في خمسة من هذه الأبحاث وُجد أن الزيادة في الأنشطة المعتمدة على الجلوس رافقتها زيادة في خطر الإصابة بالقلق، وفي أربعة أبحاث وُجد أن الوقت الكلي الذي قُضي جلوسا أثّر على معدلات الإصابة بالقلق.

ويجب الإضافة على أن هذه الدراسات لم تتابع الأشخاص المعنيين بها لفترات طويلة بل قارنتهم أثناء مراحل معينة من حياتهم.

وعلى الرغم من ذلك، فإن هذه الدراسات القليلة لا تجيب على الكثير من التساؤلات القديمة أو حتى الجديدة، حيث أنها لم تدرس إن كان القلق هو ما دفع هؤلاء الناس للجلوس بكثرة أو إن وجدت نشاطات معينة كألعاب الفيديو أو قضاء أوقات طويلة أمام التلفاز تحديداً، مما أدى الى القلق ولكن رغم هذا كان الجلوس والأنشطة المعتمدة عليه عاملا مشتركاً بين العديد من المصابين بالقلق، لهذا يجب على الجميع من مختلف الأعمار المحاولة قدر الإمكان تخفيف فترات الجلوس.

ولا يكفي القيام بالأنشطة بعد العمل؛ كالركض أو الذهاب إلى النادي، فإن كنت من الذين يجلسون فترات طويلة في العمل أو أمام الحاسوب أو التلفاز، فستبقى معرضاً للإصابة بالقلق بشدة.

إن هذا الاتجاه في الأبحاث عن القلق و آثاره وعلاقته بمختلف الأنشطة ما زال غير مطروقاً بقوة، إلا أن الدكتورة Teychenne قد أشارت إلى وجود العديد من الاشياء البسيطة التي تساعد في تخفيف أوقات الجلوس (وبالتالي تخفيف احتمال الاصابة بالقلق) كالمشي لعدة دقائق كل ساعة للشرب أو الوقوف أثناء انتظار الحافلة أو داخل الميترو، وتشجيع من المقربين من أصدقاء أو العائلة على الوقوف و الحركة عند ظهور الإعلانات أثناء مشاهدة التلفاز، و تختم الدكتورة بقولها: "لا تنتظر، بل ابدأ من اليوم في إحداث تغييرات على نظام حياتك، قف أكثر من أجل الحفاظ على صحتك الذهنية!".

المصادر:

هنا