علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

الصداقة بين الجنسين: هل هي ممكنة؟

دراسةٌ من عام 2012؛ أثبتت ما كانت تخبرنا به أفلام هوليوود على الدوام: ما من صداقة بمفهومها التقليدي يُمكن أن تجمع بين رجل وامرأة، إذ لا بدَّ أن يحمل أحدهما مشاعر خاصة تجاه الآخر.

وفقًا للبحث؛ فإنَّ الصداقة بين الرجل والمرأة ظاهرة حديثة العهد واتخاذ الفرد لصديق من الجنس الآخر هو بالشيء العصري إلى حدٍّ ما؛ ففي الماضي كان التواصل بين الجنسين يكون لغاية واحدة ألا وهي الزواج، ومع الزمن تراجعت أهمية الزيجات التقليدية لتصبح الصداقة البريئة بين الرجل والمرأة أمرًا شائعًا.

إذن ماذا وجد الباحثون؟ أخضع الباحثون ثمانية وثمانين ثنائيًّا (صديقًا وصديقته) لاختبار جرى فيه تأكيد الخصوصية والسرية عن كلِّ مجريات الاختبار بين الطرفين، وبعد ذلك أُخضع كلُّ طرف من كلِّ ثنائيٍّ لسلسةٍ من الأسئلة فيما يتعلق بوجود مشاعرَ رومانسيةٍ تجاه الصديق من الجنس الآخر أو حتى عدم وجود تلك المشاعر.

وقد وجد الباحثون أن الرجال كانوا أكثر انجذابًا لصديقاتهم، وما يثير الاهتمام ملاحظة أن مستوى الانجذاب لدى الرجال كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بافتراضه انجذاب الجنس الآخر تجاهه؛ فقد افترض معظمهم أن الانجذاب هو شعور متبادل، كما حدِّدت طبيعة الانجذاب فيما إذا كان جسديًّا أم عاطفيًّا.

ووفقًا لهذه النتائج تبين أن البالغين من الرجال ممن تتراوح أعمارهم بين 18-27 أكثر ميلًا لتكوين علاقات عاطفية مع صديقاتهم من نظرائهم الذين تجاوزوا الـ 27، وعبَّر المشاركون عن اعتقادهم بأنَّ الانجذاب قد سبب مشكلات أكثر من كونه عاملًا إيجابيًّا في علاقة الصداقة!

أما بالنسبة للنساء، فقد تبين أيضا أنهنَّ غالبًا يجهلن عقلية أصدقائهن من الرجال، إذ أظهر البحث أن النساء عمومًا لم يشعرن بالانجذاب لأصدقائِهن؛ وافترضنَ أن الرجال يبادلونهنَّ الشعور نفسه (عدم الانجذاب) أيضًا، ومن ثم قللنَ من أهمية انجذاب أصدقائهن من الرجال نحوهن.

إذ تشير الدراسة إلى أن أغلب النساء قادرات على إقامة صداقات بريئة مع الرجال دون الدخول في علاقة حميمة على عكس أغلب الرجال الذين سرعان ما يقعون في استنتاجات خاطئة عن الصداقة التي تربطهم بالنساء؛ فكلا الطرفين يجهل عقلية الطرف الآخر وأفكاره، ممَّا قد يسبب الإحراج أو بعض المشكلات لأحد الطرفين أو لكليهما.

المصادر:

Bleske-Recheck et al. (2012). Benefit or burden? Attraction in cross-sex friendship. Journal of Social and Personal Relationships. 29(5)، 569-596.

هنا

هنا