المعلوماتية > كيمياء

كيمياء حبوب المص المستخدمة لعلاج الحلق

عند التّفكير بالمركّبات الكيميائيّة المستخدمة في حبوب المص، نجد مجالاً من المكوّنات الفعّالة الممكنة، إلّا أنّ العديد من حبوب المص تستخدم واحد (أو اثنين) من ثلاثة مكوّنات محدّدة.

وهذه المركبات المستخدمة بشكل شائع في حبوب المص هي: أميل ميتاكريزول وثنائي كلوروبنزيل كحول و هكزيل ريزورسيول. يستخدم الأميل ميتاكريزول و ثنائي كلوروبنزيل كحول بشكل مشترك في الكثير من الحالات. بينما يستخدم الهكزيل ريزورسينول وحيداً بشكلٍ أكبر.

لكن كيف تؤثّر هذه المركّبات؟!

إنّ للمركّبات الثّلاثة التي ذكرت خواصٌ مطهّرة، قادرة على قتل بعض سلالات الجراثيم. هذا بالطبع فعّال في حالات التهاب الحلق ذات السّبب الجرثوميّ. لكنّه لا ينطبق إلّا على 20% من حالات الإنتانات البلعوميّة لا أكثر، إذ تسبّب الفيروسات الحالات الباقية. حيث تقول بعض الدّراسات أنّه حتّى 95% من حالات التهاب الحلق سببها فيروسيّ.

أظهرت حبوب المص الّتي تحوي على مزيج من الأميل ميتاكريزول وثنائي كلوروبنزيل كحول القدرة على قتل فئة صغيرة من الفيروسات. إلّا أنّ هذا لا يفسّر تأثيراتها المسكّنة.

فلا تزال آليّة تأثير هذه الحبوب غير معروفةٍ تماماً. إلّا أنّ الدّراسات الحديثة تقترح أنّ الطّبيعة المسكّنة لحبوب المص ناتجةٌ عن تفاعل تلك المركّبات مع قنوات الصّوديوم. لتوضيح ذلك، قنوات الصّوديوم هي عبارة عن بوابات تسمح لشوارد الصّوديوم بدخول الخلية تحت ظروف معيّنة. ولذلك لها العديد من الأدوار لكنّ ما يهمّنا حالياً هو ذلك الدّور المتعلّق بالألم.

يساعد نوع من قنوات الصّوديوم يدعى قنوات الصّوديوم المبوّبة بفرق الكمون (أو الفولتاج) بنقل إشارات عصبيّة إلى الدّماغ، وهي إشارة الألم أو الالتهاب في حالة التهاب الحلق. وتبيّن أنّ المركّبات الفعّالة في حبوب المص تتفاعل مع هذه القنوات. حيث ترتبط بقنوات الصّوديوم هذه وتحجبها وبالتّالي تعطي تأثيراً مخدّراً، مانعةً توصيل إشارات الالتهاب المعتادة إلى الدّماغ. ويشابه تأثيرها بذلك تأثير المركّبات المخدّرة الموضعيّة، ممّا يفسّر فعاليّتها في تخفيف الالتهاب وشّعور عدم الرّاحة في حالة التهاب الحلق.

يظهر في الصورة التالية صيغ المركّبات ودور كلٍّ منها :

بالطبع ليست هذه المركّبات الوحيدة في حبوب المص. حيث توجد مركّبات منكّهة أيضاً لجعل حبوب المص مستساغة أكثر.

تحوي بعض حبوب المص على المنثول، المركب النّعنعيّ الّذي يعطي أيضاً تأثيراً مبرّداً في الفم والحلق. كما يمتلك خواصاً مطهّرةً ومخدّرةً بحدّ ذاته. كما قد توجد مخدّرات أخرى كالبنزوكائين أو علاجات لأعراض أخرى كمضادات السّعال (كابحات السّعال) مثل الديكستروميثورفان. كما يمكن أن يُضاف إلى الصّيغة مضادات الاحتقان كالفينيل إفرين أيضاً.

المصدر : هنا