علم النفس > القاعدة المعرفية

التشوه الإدراكي

أشك أن أحداً منا لم يصادف أو يعاني يوماً من أحد أشكال التشوه الإدراكي, خاصة في عصرنا الإلكتروني هذا...

نسمع كثيراً بعبارة "تفكير غير منطقي", أو أن أحداً ما وصف تفكير شخص ما بأنه غير عقلاني, هل يمكن تحديد معايير للتفكير اللامنطقي؟!

يقوم علم النفس الإدراكي Cognitive psychology في أحد جوانبه بدراسة هذا الموضوع, ويطلق تسمية "التشوه الإدراكي Cognitive distortion" على أنماط التفكير التي تؤدي إلى الأفكار اللامنطقية.

حيث يدرس العقل البشري وكيفية معالجته للمعلومات, كما يدرس نواحي المهارات الإدراكية كالانتباه واستخدام اللغة والذاكرة وحل المشكلات ومهارات التفكير.

"التشوه الإدراكي" ماهو, ولماذا يعاني الكثير منه؟!

ببساطة: هو الطرق التي يسلكها العقل ليقنعنا بفكرة ما تكون عادة غير صحيحة, يستخدمها ليدعم بها الأفكار والمشاعر السلبية.

تُعتَمد طرق العلاج السلوكية-الإدراكية المستخدمة في علاج بعض الاضطرابات النفسية لتصحيح هذا التشوه الإدراكي الذي يعاني الشخص بسببه من أفكار ومشاعر سلبية.

أول من طرح فكرة التشوه الإدراكي كان العالم أرون بيك ومن ثم انتشرت النظرية عن طريق العالم ديفيد بيرنز الذي صنفها وأعطى عدة أمثلة عليها.

أشكال التشوه الإدراكي:

• التصفية:

أخذ فكرة سلبية وتضخيمها مع تصفية كل الأمور الإيجابية المتعلقة بالحالة.

• التفكير المستقطب (أسود أو أبيض):

اعتبار الأشياء إما سوداء أو بيضاء, إما أن تكون الأمور مثالية أو أنها فاشلة تماماً.

• التعميم الزائد:

الوصول إلى نتيجة ما بناءً على دليل واحد, فعند حدوث أمر ما مرة واحدة يتم الاعتقاد أنه سيتكرر فقط لأنه حدث أول مرة.

• القفز إلى الاستنتاجات:

دون أن يتكلم المرء نعرف ماذا يشعر وماذا يعتقد ولماذا يتصرف بالطريقة التي يتصرف بها, وبشكل عام نعتقد أننا ندرك ما يعتقده الآخرون عنا.

• إضفاء الطابع الشخصي:

الاعتقاد أن كل تصرف يدور من حولنا وكل كلمة تقال هي ردة فعل شخصية لكن غير مباشرة تجاهنا.

• التفكير العاطفي:

الاعتقاد القوي بأن ما نشعر به حقيقي وصحيح دون برهان أو دليل منطقي.

• مغالطة التغيير:

نتوقع من الآخرين أن يتغيروا ليناسبوا أفكارنا عن طريق الضغط عليهم أو تملقهم, ونريد تغيير الآخرين لأن أملنا بالسعادة يعتمد تماماً عليهم.

• دائماً أنا محق:

المحاولة الدائمة والمستمرة لإثبات أن أراءنا وتصرفاتنا صحيحة, وفكرة أن نكون على خطأ غير مطروحة.


ما رأيكم الآن ألم تصادفوا يوماً من يعاني من إحدى هذه التشوهات؟

المصدر: هنا