البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

سبق عظيم في مجال الخلايا الجذعية، هل نقول وداعاً للسكري؟!

يحمل المقال التالي تفاصيل أحد أهم الإنجازات الطبية خلال العقود الثلاثة الماضية فيما يتعلق بعلاج الداء السكري وهو القدرة على تطوير خلايا بيتا البنكرياسية ابتداء من الخلايا الجذعيّة ..تابعوا معنا باختصار ماذا حدث!

ما هي المشكلة؟

المشكلة هي في المرض المعروف وهو السكري.

ما هوسبب السكري؟

سببه فقدان الأنسولين كليّاً أو زيادة مقاومة عمله من قبل الجسم.

ما هو الأنسولين؟

هو الهرمون المسؤول عن تنظيم سكر الدم والذي يتم إفرازه من قبل الخلايا بيتا الموجودة في البنكرياس.

ما نمطا السكري؟

للسكري نمطان: النمط الأول وفيه يهاجم الجسم الخلايا بيتا البنكرياسية مما يؤدي إلى زوال هرمون الأنسولين تماماً من الجسم وبالتالي فإن علاجه الوحيد هو الأنسولين.

والنمط الثاني: وهو الذي يحدث فيه زيادة في مقاومة عمل الأنسولين ونقص في فعاليته بدون فقدانه كليّا من الجسم وبالتالي فإن علاجه هو مجموعة من الأدوية التي تزيد من إفراز الأنسولين أو تخفف من مقاومة الجسم لعمله.

ماهو الجديد؟

الجديد هو ما اعتبر الاكتشاف الأكثر أهمية في علاج السكري من النمط الأول في العقود الماضية وفيه استطاع فريق من العلماء جامعة هارفارد اكتشاف مجموعة الخطوات المعقدة الكفيلة بتحويل الخلايا الجذعية إلي الخلايا بيتا البنكرياسية.

ماهو تاريخ علاجات السكري؟

اكتشف العلماء في العشرينات من القرن الماضي ان الأنسولين هو المادة التي يفتقدها معظم من يعاني من الداء السكري. حيث تم حقن المرضى بالأنسولين الذي تم استخراجه من الحيوانات كعلاج لمرض السكري لعدة عقود لاحقة، ثم حدثت قفزة هائلة في علاج السكري عندما تم استنساخ الجين المسؤول عن إنتاج الأنسولين في ثمانينات العقد الماضي والذي قاد إلى ما يعرف الآن بإنتاج الأنسولين البشري القابل للحقن.

ماهي مشاكل العلاج بحقن الأنسولين؟

رغم تقدم تقنيات صناعة حقن الأنسولين تبقى المشكلة أنه لم يكن علاجاً شافيا ً للمرض بل اقتصر على تزويد الجسم بالأنسولين اللازم لتنظيم السكر في الدم مع الأخذ بعين الاعتبار المقدار الهائل من الاختلاطات المكلفة والتي تنجم عن الحقن كقصور القلب واعتلال الأعصاب المحيطية والأهم هو عدم قدرة المريض على تحديد الجرعة المناسبة من الأنسولين مما قد يعني مشاكل متعددة تنجم عن عدم ضبط مستوى سكر الدم بالشكل الأمثل.

من هو رائد الاكتشاف الجديد؟

هو فريق من العلماء يقودهم العالم دوغلاس ميلتون مدير معهد هارفارد للخلايا الجذعية والذي اهتم بعلاج النمط الأول من السكري بسبب إصابة ابنه ولاحقاً إصابة ابنته بهذا المرض.

ماهي تفاصيل اكتشاف ميلتون وفريقه؟

لقد أورد الفريق تقارير عن أنهم استطاعوا أن يطوّروا عمليات معينة لصنع مئات الملايين من خلايا بيتَّا البنكرياسية في المختبر.

ماهي الميّزة العظيمة لإنتاج خلايا بيتا البنكرياسية؟

إن هذه الخلايا ستكون قادرة على قراءة كميّات السكر في الدم وستفرز له الكمية اللازمة من الأنسولين والتي لن تستطيع أي مضخة أو حسابات بشرية أن تبلغ دقّتها. ويقول ميلتون أن هذه الخلايا الجديدة تتشارك الميزات التي تتمتع بها الخلايا بيتا البشرية واستطاعت أن تشفي السكري بشكل تام عند الفئران بعد أقل من عشرة أيام على زراعتها في الجسم.

ماهي التحديات التي استطاع ميلتون وفريقه أن يتغلب عليها؟

لقد كان إنتاج خلايا بيتا أمراً في غاية التعقيد ولم يكن دوغلاس لينجح في ذلك لولا أنه درس كل الجينات المتعلقة بموضوع إنتاج هذه الخلايا والإشارات المسؤولة عن تفعيلها مما مكّنه من التعرّف والسيطرة على مراحل نمو الخلية وتحولها من الخلية الجنينة إلى الخلية بيتا البنكرياسية خلال 6 مراحل معروفة ومدروسة بدقة.

ماهي المشكلة المتبقية لإتمام علاج المريض؟

لقد استطاع إنتاج الخلايا بيتا البنكرياسية حلَّ نصف المشكلة عند المريض المصاب بالسكري من النمط الأول ليبقى النصف الآخر وهو حماية هذه الخلايا الجديدة من هجوم الجسم عليها عند زرعها فيه من جديد.

الجدير بالذكر ان فريق ميلتون يتألف من 50 شخصاً عملوا على هذا الإنجاز طوال الخمسة عشر سنة الماضية.

كم من الوقت يحتاج العلاج الجديد ليصبح متاحا للمرضى؟

يقدر ميلتون أن إجراءات بداية التصنيع وطريقة حقن الخلايا الجديدة قد تستغرق عاماً من الآن.

ماهي الطريقة التي ستتم بها حماية الخلايا الجديدة من هجوم الجسم عليها؟

إما بالطريقة العادية بإعطاء الأدوية المثبطة للمناعة أو بطريقة جديدة قد تم تطويرها بوضع الخلايا ضمن غلاف من مواد معدّلة بحيث تسمح بمرور الدم والأنسولين وتمنع مرور الأضداد التي تهاجم الخلايا.

المصدر: هنا