الهندسة والآليات > التكنولوجيا الطبية

القلب الاصطناعي ذو الضخ المستمر

كلنا نعرف أن وجود النبض يعني وجود الحياة ... ولكن هل الحياة من غير نبض ممكنة؟؟؟ شيء غريب سنتعرف عليه أكثر ضمن هذا المقال

أصبحت أمراض القلب وقصوره أكثر انتشاراً وقوائم انتظار المتبرعين ممتلئة بالأسماء التي يموت قسم منها وهو لا يزال في انتظار متبرع ولمعالجة هذه المشكلة عمل الجراح المخضرم كون Cohn وملهمه الدكتور فريزرFrazier على ابتكار مضخة داعمة للبطين الأيسر LVADs والتي يشابه مبدأ عملها مضخة برغي أرخميدس Archimedes Screw والتي كانت تستخدم لرفع مياه الري إلى الخنادق، تقوم المضخة بضخ الدم بشكل مستمر للجسم، عن طريق دورانها المستمر وحصلت المضخة على موافقة FDA في عام 2010.

واليوم تم زرع مضخة التدفق المستمر الداعمة LVAD في 20،000 شخصِ حول العالم، من ضمنهم نائب الرئيس الأميركي السابق دك تشيني والذي حصل بعدها بسنتين على عملية زرع قلب من متبرع. تقوم المضخة الداعمة للبطين الأيسر LVAD بوصل مع البطين الأيمن ولا تستبدله لذلك لا تعتبر قلب صناعي، بينما يستبدل القلب الاصطناعي كامل البطينين.

فكرة عمل القلب المستمر:

اعتماداً على نفس مبدأ عمل المضخة قام الطبيبان بتصميم قلب كامل مكون من مضختين كل منهما تماثل المضخة الداعمة مع تعديل على شكل الوصلة في نهاية المضخة لتلاءم الاتصال مع الأذينتين وبوجود جهاز تحكم لكل منهما لضبط معدل الضخ وأسلاك توصيل لتوصيل التغذية الكهربائية للمضخة وبطاريات للتغذية قابلة للشحن يتم حملها خارجيا على حزام خاص سيتمكن المريض من مغادرة المشفى (يعتبر هذا القلب ذو اختراق جزئي للجسم فهو مزروع داخل الجسم ولا يحتاج للاتصال بمضخة خارجية كما هو الحال مع Jarvik -7 للتعرف عليها أكثر هنا

إلا أن البطارية خارجية ولا يوجد نظام نقل طاقة لاسلكي كما في Abiocor للتعرف عليها أكثر هنا

و قد تم تجريب القلب على حوالي 70 عجل وتطلبت إدارة الدواء والغذاء الأميركية FDA أن يعيش العجل المستخدم للقلب شهراً كاملاً لتعطي الموافقة وعاشت الكثير من هذه العجول بصحة جيدة لحوالي 90 يوماً

واشترطت FDAللسماح باستخدام هذا القلب تحت مسمى off-label use أي أنه جهاز مستخدم لعلاج مختلف عن الغرض الأصلي للتصنيع حيث يعتبر استخدامه هو الحل الوحيد للحفاظ على حياة المريض، وحالة المريض لا تسمح بأي حل آخر وبناءً على هذه الشروط كانت أول تجربة للقلب المستمر لرجل يدعى السيد لويس بعمر 55 سنة وذلك في شهر آذار .2011

عانى السيد لويس من مرض الداء النَّشْواني القلبي cardiac amyloidosis، وهو مرض يحدث فيه ارتشاح (مرور واختراق) بروتينات شاذّة عبر القلب، كان قد تمّ إنتاجها في أماكن أخرى من الجسم. ويكون المرضى المصابون بهذا الداء غير مؤهّلين لعملية زرع القلب، لأنه من المحتمل أن تعاود البروتينات الشاذّة الهجوم على القلب الجديد. ونتيجة لذلك كان كانت حياة لويس في المشفى تعتمد على مضخة دموية خارجية وجهاز غسيل الكلى وجهاز تنفس اصطناعي، حتى قرر الأطباء القيام بتجربة القلب الجديد وبعد العملية خرج المريض بدون نبض وبدون تخطيط قلب ECG وبعد أقل من 48 ساعة من العملية تمكن من الجلوس والتكلم واستخدام حاسبه المحمول. وعندما وضع الأطباء السماعة على صدر السيد لويس لم يستعمل لدقات قلب بل كل ما تمكنوا من سماعه هو صوت جريان المضخة المستمر. بقي السيد لويس على قيد الحياة لمدة ستة أسابيع وتوفي بعدها نتيجة فشل الكلى والكبد، ليطلب أهله بعدها إزالة القلب.

ما تأثير غياب النبض على المريض؟؟

يقول المدير التنفيذي لـ Syncardi -أول قلب اصطناعي وافقت عليه إدارة الصحة والأغذية FDA-بأن هذا النوع من القلب الاصطناعي قد يؤدي لحدوث نزيف داخلي بالأعضاء نتيجة الضخ المستمر للدم.

مازال البحث والتطوير جارياً على هذا النوع من القلوب الاصطناعية حيث أنضم لفريق الباحثين الدكتور نيمز من أستراليا الذي استقدم طابعة ثلاثية الأبعاد لتسهيل استبدال الأجزاء المستخدمة في الجهاز و يقول الأطباء انه على الرغم من عدم وجود جهاز متكامل جاهز للاستخدام مباشرة إلا اننا نأمل بأن نعطي الأمل للمرضى.

ترى كيف سيكون شعور الإنسان بلا نبض؟ بغض النظر طبعا عن شعوره بالسعادة لانه ما زال على قيد الحياة ...وفي هذه الحالة كيف سنعرف إنه توفي إذا كان لا يملك نبضاًبالأصل!!!

المصادر:

هنا

هنا