الطب > مقالات طبية

هل تزداد المرونة بالتمطط؟

يعتقد الكثير من الأشخاص أنّ تمارين التمطط والتمدد stretching أساسية في تحسين المرونة. فمثلاً، يقوم العداؤون بتمطيط عضلات أرجلهم قبل ابتداء السباق، ويقوم الجمبازييون وممارسو اليوغا بحركات الإحماء أيضاً.

عادة ما تهدف هذه الحركات إلى زيادة المرونة، ولكنه من غير المفهوم تماماً كيف يحدث ذلك.

إلّا أنّ الخبراء يتفقون أنّ التمطط لا يجعل العضلات أطول بشكل دائم، بل من المتوقع أنّ هذه التمارين (كمحاولتك لمس أصابع قدميك مع ساقين مشدودتين) تهيّء جهازك العصبي على تحمّل درجة أكبر من التمدّد لعضلاتك دون توليد الشعور بالألم.

خلال التمطط، تتطاول الألياف العضلية والأوتار (وهي ما يصل العضلات بالعظام). ولكن، فإنّ ممارستك التمطط بشكل روتيني لن يجعل من عضلاتك أكثر طولاً، فالنسيج العضلي يستند إلى مناطق ثابتة من العظم، أي أنه ليس من المحتمل أن تصبح العضلة متطاولة على الدوام.

بالإضافة إلى ذلك، في حال تشبيه العضلة بالمطاط، فليس من الجيد للعضلة أنّ تكون ممططة طوال الوقت، فهذا سيؤدي إلى إنقاص مرونتها.

عند استخدام الجبيرة في علاج بعض الحيوانات، تبقى بعض العضلات ممددة لفترة طويلة، فبالتالي يقوم الجسم بإضافة قسيمات عضلية sarcomeres للعضلة (الساركوميرات: الأجزاء الفعّالة المؤلفة لليف العضلي).

ولكن عند العودة للوضع الطبيعي تعود العضلة أيضاً إلى شكلها الأصلي، وليس من الواضح إن زادت العضلات الممططة من مرونة الجسم.

كما لم تظهر أيّ فروق في عضلات وأوتار المشاركين في دراسة عام 2014 بعد ستة أسابيع من تمارين التمطط الثابت Static-stretching.

إذاً، في حال لم يزدد طول عضلاتنا نتيجة التمطط، فلمَ يبدو أنّ التمطط يزيد من مرونتنا؟!

إذاً علينا أن نُقحم الجهاز العصبي في الأمر، فهو المدير المحدد لمدى قدرة الفرد على التمطط، فنجد انتشار النهايات العصبية ضمن العضلات والأوتار، حيث ستطلق هذه النهايات الإنذار بالألم والمقاومة عندما تشعر أنّ التمطط أصبح غير ملائم وخطيراً على العضلة، وكأن الأعصاب تقول :"من الأفضل لك أن تتوقف، فإذا تابعت التمطط ستعرض عضلاتك للأذية".

ولهذا السبب يمكن للأشخاص المخدّرين أن تتمطط عضلاتهم في مجال واسع من الحركة ودون مقاومة كون أعصابهم ساكنة حين وجودهم تحت التخدير.

وكذلك الأمر للأطفال الأصحاء حديثي الولادة، حيث يكونون قادرين على القيام بالعديد من مختلف مجالات الحركة، لأنهم لم يطوروا بعد مخططاً عصبياً لمجال الحركات “غير الآمنة”.

هناك ما يدعى ب"التعود على التمطط" وهي أنّ الممارسة الروتينية للتمطط والحركات كاليوغا مثلاً، ستعيد تدريب الجهاز العصبي على تحمل التمطط لمستويات أعمق دون إطلاق إنذار، حيث سيدرك أنّ العضلة آمنة في هذه الوضعية، الأمر الذي يجعل من مفاصلك أكثر مرونة.

يقضي معظم الأشخاص يومهم جالسين، لذا يتأقلم جهازهم العصبي وعضلاتهم أيضاً على مجال محدود من الحركة، في الحقيقة إنّ جسدك يتكيف مع نمط الحركات التي تمارسها بشكل منتظم، وكنتيجة مقابلة سيتكيف جسدك مع عدم ممارستك لهذه الحركات أيضاً.

في حال كنت تبحث عن ذلك، عليك أن تقف وتجلس وتمشي وتغيّر حركاتك بشكل مستمر خلال يومك لتحصل على عضلات ومفاصل أكثر مرونة.

المصدر:

هنا