الطب > السرطان

سرطان البروستات: ما هو الخيار العلاجي الأمثل؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

يعتبر سرطان البروستات من السرطانات بطيئة النمو ، وهو من السرطانات جيدة الإنذار عادةً. يمكن علاجه جراحياً وشعاعياً وهرمونياً. ودائماً لهذه العلاجات تأثيرات جانبية قد تكون مزعجة أكثر من السرطان نفسه، خاصةً أن مرضى سرطان البروستات هم من كبار السن غالباً، لذا فعلينا أن نتريّث قليلاً قبل البدء بالإجراءات العلاجية لسرطان البروستات.

إحدى الدراسات تقترح أنّ الرجال الذين يقرّرون مع أطبّائهم مراقبة سرطان البروستات عوضاً عن علاجه الفوري تكون حالتهم الجسديّة و النفسيّة مشابهة أو ربّما أفضل من أولئك الذي يلجؤون لمعالجة السرطان الفوريّة ، فـ "المراقبة الفعالة" Active Surveillance هي إحدى الخيارات العلاجية لسرطان البروستات، وهي تُجنِّب المرضى التأثيرات النفسي السلبية كالقلق والاكتئاب، كما تُجنّبهم التأثيرات الجانبية المرافقة للعلاج كفقدان القدرة على الانتصاب والسلس البولي وبعض المشاكل الهضمية.

ولكن ما المقصود بالمراقبة الفعالة Active Surveillance ؟

المراقبة الفعالة تعني مراقبة سير المرض مع توقع التدخل العلاجي للمرض في حال تطوره .

حسناً إذاً ، ماذا على المريض أن يفعل خلال فترة المراقبة الفعالة ؟

حسب توصيات الـ NCCN* لعام 2014 فإنه يجب على المريض إجراء ما يلي :

1. عيار مستوى PSA كل 6 أشهر أو في حال استطباب ذلك سريرياً (أي في حال حدوث أعراض سريرية تستوجب إجراء عيار PSA) .

2. إجراء فحص المس الشرجي DRE كل 12 شهراً أو في حال استطباب ذلك سريرياً (أي الحاجة إليه).

3. إعادة خزعة البروستات كل 12 شهراً أو في حال استطباب ذلك سريرياً.

ففي حال تطور أعراض سريرية علينا إجراء كل ما سبق في أي وقت من فترة المراقبة الفعالة.

لكن من هم المرضى الذين تُستطَبّ لهم المراقبة الفعالة؟

أيضاً حسب توصيات الـ NCCN ، تستطب المراقبة الفعالة للمرضى الذين لديهم عوامل خطورة منخفضة بالنسبة لسرطان البروستات ممن لديهم مأمول حياة 20 سنة أو أقل (أي نتوقع أنهم سيعيشون مدة أقل من 20 سنة) .

كما أسلفنا فإن هذه الأورام بطيئة النموّ ، وقد لا تحتاج للعلاج الموضعي القاسي بل من الممكن أن تتم مراقبتها بالمراقبة الفعّالة، حيث أن العديد من الرجال المصابين بسرطان البروستات سيتمكنون من الاستغناء الكلي عن العلاج ، و لكن حوالي الثلث منهم سيحتاجون العلاج بعد عامين أو ثلاثة من المراقبة.

و لقد كتب الباحثون في الصحيفة الأوروبيّة للأمراض البوليّة : في حين أن التأثيرات الجانبيّة لعلاج سرطان البروستات قد تؤثر على نوعيّة الحياة ، ولكن تبقى هناك تساؤلات كثيرة عن وضع الرجال الخاضعين للمراقبة ، فعلى سبيل المثال يتساءل بعض الناس حول أن العيش مع السرطان غير المعالج قد يجعل الرجال أكثر قلقاً أو توتراً.

لذلك فقد قامت الدكتورة Bellardita (المسؤولة عن الدراسة) مع زملائها بالاطّلاع على دراسات سابقة فوجدوا عشرة تقارير منشورة بين عامي 2006-2014 كانت قد بحثت في نمط الحياة والوضع النّفسي للمصابين بسرطان البروستات ، حيث أظهرت الدراسات العشرة التي تم إجراؤُها على 966 مصاباً، و تمت مراقبتهم لحوالي ثلاث سنوات وكان متوسط أعمارهم 66 سنة، أن جميع هؤلاء المصابين قد اختاروا المراقبة الفعالة بدلاً من العلاج .

و بصورةٍ شاملة فإن حياة الأشخاص الذين اعتمدوا (المراقبة الفعّالة) كانت مشابهة إلى حدّ كبير لحياة أولئك الذين اختاروا العلاج باستئصال البروستات ، وكذلك فإن مشاكل القلق والاكتئاب والمعاناة العامّة لم تظهر بشكل أكبر عند أولئك الذين اعتمدوا (المراقبة الفعالة). وقد اقترحت التقارير المنشورة والتقارير الواردة من عيادات الأطباء أن الرجال الذين يختارون المراقبة الفعالة سيتمتعون بمرحلة مُرضية من المعافاة (well being).

و أخيراً فقد أوصت الدكتورة Bellardita وزملاؤها بأن الرجال المصابين الذين يختارون المراقبة الفعالة يجب تقييم حالتهم الصحية باستمرار لإمكانية حدوث بعض المشاكل لديهم ، و كما يجب تقديم الدعم الكافي لهم .

الهوامش :

NCCN* = National Comprehensive Cancer Network (أو الشبكة الوطنية الشاملة للسرطان، وتوجد في الولايات المتحدة الأمريكية).

المصادر:

هنا

هنا

مصدر الصورة:

هنا