الفنون البصرية > فن وتراث

تحفةُ العمارةِ والألوان....من تكون ؟

تعاقبَ على حُكمِها الأكّاديون والحثيون والآراميون والبابليون والآشوريون والسلوقيون والرومان والبيزنطيون والفرس.

هُدِمت ورُمِّمَت مرّات عدّة ..وبقيت صامدة كواحدة من أقدم وأكبر وأجمل قِلاع العالم على الإطلاق..

عند مناعةِ أسوارِها انتهى طموحُ الغُزاة في احتلال المدينة..وأيّة مدينة ! إنّها حـــَلَب التي قيل فيه أنّها "أعظم البلادِ جمالاً وأفخَرها زينةً وجلالاً، عليها البِناءً والمَنار، ظِلّها ضاف وماؤها صاف وسعدُها واف".

في صورة أبدع رسّامها في تصويرِ حَلب وقلعتِها الشهيرة، تَتّضح معالِمُ القلعة بسورها الّذي يُحيطُ بهِ خندقٌ مائيٌ في إشارةٍ إلى قوّةِ وهيبةِ ومناعةِ القلعةِ الشهيرة.

أمّا مبُدِعُ هذهِ اللّوحةِ المُنَمنمة التفاصيل فهو "نصوح السلاحي المطرقجي" (Matrakci Nasuh) وقد رسمها في القرنِ السادسِ عشر.

الرسّام و المؤرّخ الّذي اُشتُهِرَ برسمهِ لخرائطِ مدنٍ عديدة، بَرعَ في نقلِ معالمِ المدينة، بشوارعِها العريضة، مُظهِراً ميزة انفَردَت بِها بيوتُ حَلب ألا وهي استخدام الألوانِ في طلاءِ المنازل، وهذا مالم يكن موجوداً في بيوتِ دِمَشق وبغداد كما تُظهِرُ اللوحات القديمة آنذاك. وهذا إن دلَّ على شيء فهو يدلُّ على طرازٍ معماريِ رفيق، وذوقِ مرهفٍ لأهلِ المدينة..

هذا ما صوّرتهُ أنامل "نصوح السلاحي" ليصل إلى زمانِنا هذا كصورة من أجمل ما يكون عن درّة المدن ..حَلب.

المصدر :

هنا

هنا