البيولوجيا والتطوّر > بيولوجي

طيور الطنان حوَّلت المالح إلى حُلو

مو بس نحنا منحب الحلو والسكاكر، في كتير من الكائنات بالطبيعة بتشاركنا هالشي، وشفناه عند كتير من الحيوانات الأليفة مثلاً، بس هالمرة المقال بيحكي عن كائن صغير، إدمانو على السكريات خلَّاه يتميز عن باقي الطيور، كيف تميز وليش؟ الأجوبة بالمقال..

حبُّ طائر الطنان الصغير للأطعمة السكرية، دفعه إلى تطوير البراعم الذوقية لديه، على عكس بقية الطيور التي لا تستطعم الطعم الحلو (حسبَ ما نعلم)، حيث فقدت الطيور بشكل عام القدرة على تذوق السكريات. لكنَّ طيور الطنان التي تتغذى على رحيق الأزهار، تمكنت من استرداد تلك القدرة من خلال تعديل وظيفة المستقبلات التي تتذوق الطعام المالح!

ترتبط مستقبِلات (T1Rs) المتوضعة على سطح البراعم الذوقية في اللسان بجزيئات موجودة في أطعمة معينة، مسببةً استجابةً عصبيةً تمكِّن الكائن من تمييز الطعوم عن بعضها.

يعمل زوج من هذه المستقبِلات وهو (T1R2 و T1r3) عند الفقاريات -من بينها البشر- على إيصال الإحساس بالطعم الحلو عند تناول السكر. لكن "مود بالدوين Maude Baldwin" وجدت مع زملائها في جامعة "هارفرد Harvard" أن هذه الطيور لا تملك المورثات المرمِّزة للمستقبِل (T1R2)! وفي حين تغيب المورثات السابقة عند طيور الطنان، نجدها موجودة لدى السحالي، الأمر الذي يمكن تفسيره بحدوث نقص ما خلال مسيرة تطور هذه الطيور، أو لدى أسلافها من الديناصورات.

إذاً تستطيع طيور الطنان بشكلٍ واضحٍ الكشف عن السكر، فهي لا ترشف الرحيق بانتظامٍ فقط، بل تفضل الأطعمة حلوة المذاق على الخيارات الأقل حلاوة، ويمكن تفسير ذلك بما توصلت إليه "بالدوين" مع فريقها، حيث يعمل زوج آخر من المستقبِلات (T1R1 وT1R3) معاً للكشف عن السكر.

من مالح إلى حلو:

لكن الفقاريات الأخرى تستخدم مستقبِل (T1R1) لتذوق الطعام المالح لا الحلو، وبالتالي نستنتج أن البروتينات الموجودة على سطح المستقبِلَيْن عند طيور الطنان تم تعديلها كي تستجيب للسكر بدلاً من الطعم المالح.

ومن المؤكد أن هذا التغير في المستقبِل، بالرغم من أنه ذو فضلٍ كبير في إفساح المجال لطيور الطنان لتناول الرحيق كغذاءٍ لها، فإنَّه ليس بالعامل الوحيد!، حيث ظهرت مجموعة من التبدلات السلوكية، والفيزيولوجية ميَّزت طيور الطنان الحالية عن أسلافها، مثل: صِغَر حجم الجسم، زيادة طول المنقار، وتغيرات في الأجنحة ليصبح بمقدور هذه الطيور أن تحوم فوق الأزهار.

تقول الدكتورة "هانا رولاند" من جامعة كامبريدج: "إننا نعلم الكثير عن الإبصار، والشم لدى الطيور، لكننا حتى الآن لا نعرف سوى القليل جداً عن الأساس المورثي للتذوق عند أي نوع من أنواع الطيور"، وتضيف: "من الممكن أن تساعد هذه النتائج الباحثين على اختبار آلية إدراك المذاق الحلو لدى أنواع أخرى من الطيور التي تتغذى على الرحيق، والفواكه، ومعرفة فيما إذا ما كانت أيضاٌ قد طورت نفس القدرة السابقة!".

يقول "ستيفن ليبيرلس"، وهو أحد المشاركين في الدراسة: "من المحتمل أن تكون عملية إعادة تطوير مستقبِلات السكر قد حدثت مراتٍ عدة، ومن المثير للاهتمام مقارنة ما وجدناه من نتائج مع أنواع أخرى من الطيور التي تأكل الرحيق لمعرفة ما إذا كان التطور قد استخدم نفس الاستراتيجيات لحل مشكلة الكشف عن السكر!"

المصدر: هنا

مصدر الصورة: هنا