التوعية الجنسية > الحياة والحقوق الجنسية والجندرية

القذف المبكر Premature Ejaculation: الجزء الأول

استمع على ساوندكلاود 🎧

تعد مشكلة القذف المبكر لدى الرجال من أكثر المشاكل شيوعاً في فترة الحياة الجنسية وسبباً شائعاً جداً لزيارة الطبيب

تعالوا نتعرف سوية على هذه المشكلة وفي الجزء القادم للمقال سنتعرف على العلاج

نظرة فيزيولوجية مختصرة:

القذف لدى الذكور هو مرحلة نهائية لدارة من الإثارة، وهو منعكس تشترك فيه الجملة الودية ونظيرة الودية والجملة العصبية المركزية، وفي الحالة الطبيعية فإنه

يترافق مع النشوة الجنسية orgasm.

هناك العديد من الأعصاب التي ترتبط بالعملية الجنسية ككل والقذف بالخصوص أهمها عصب ظهر القضيب dorsal penile nerve والعصب الفرجي المسؤول عن المرحلة "الانفجارية" من القذف.

للهرمونات دور أساسي في القذف وأهم هذه الهرمونات هي الدوبامين والسيروتونين (له أهمية خاصة ودور في الناحية العلاجية الدوائية سنأتي عليها في الجزء الثاني من المقال) والتستوستيرون.

تعريف القذف المبكر:

من أكثر المواضيع الطبية والنفسية التي تلاقي صعوبة في وضع تعريف واضح ومحدد هو موضوع القذف المبكر، فهو يعتمد بشكل كبير على مستوى الرضى الجنسي من قبل الشريكين، فعلى سبيل المثال: شريكان يستطيع الذكر أن يستمر بالعملية الجنسية لفترة 8 دقائق قبل القذف والنشوة والأنثى تصل للنشوة ب 5 دقائق فهذا يشكل حالة من الرضى لدى الشريكين ، ومن ناحية أخرى إذا كانت الأنثى تحتاج ل 10 دقائق لتصل إلى النشوة فهنا سنكون أمام حالة من عدم الرضى قد يعبر عنها الشريكان بأنه قذف مبكر من قبل الذكر. (هذا المثال يقع في التصنيف الرابع ل Waldinger الذي سنفصله بعد قليل)

من الجدير بالذكر أن الأنثى بشكل عام تحتاج إلى فترة إثارة أطول من الذكر حتى تصل إلى النشوة لذا فإنه ينصح بإطالة فترة المداعبة بشكل يسمح بتواقت فترة الوصول للنشوة بين الشريكين، وهذا يحتاج تفاهماً وتعاوناً منهما لتحقيق أكبر سعادة ممكنة من العملية الجنسية.

كما أنه من الهام التذكر أن الإطالة الزائدة لفترة المداعبة التي يرافقها انتصاب القضيب قد تؤدي إلى فقد هذا الانتصاب وعدم القدرة على إتمام الجماع، لذا من

الواجب أن تكون المدة مناسبة للشريكين.

والآن سنحاول إيجاز أهم الآراء التي حاولت وضع تعريف للقذف المبكر:

1. الجمعية الدولية للطب الجنسي ISSM:

- القذف خلال دقيقة.

- عدم القدرة على تأخير القذف.

- يحدث في كل أو تقريباً كل حالات الإيلاج المهبلي.

- الترافق مع آثار سلبية (نفسياً).

/p>

2. التصنيف العالمي للأمراض ICD-10 من منظمة الصحة العالمية:

- عدم القدرة على تأخير القذف.

- متعة ناقصة بممارسة الجنس.

- القذف قبل/بعيد بداية العملية الجنسية (15 ثانية).

3. تعريف ماسترز و جونسون:

/p>

- عدم القدرة على التحكم بالقذف لوقت كافٍ خلال العملية الجنسية.

- عدم القدرة على إرضاء الشريكة على الأقل في 50% من محاولات الجماع.

في عام 2007 قام الطبيب Waldinger باقتراح تصنيف تم اعتماده عالمياً تكمن أهميته في الناحية العلاجية ومدى الاستجابة لأساليب العلاج:

مدى الحياة Lifelong

- القذف المبكر في كل أو تقريباُ كل محاولات الجماع.

- مع جميع أو تقريباً جميع النساء.

- في أغلب الحالات يكون القذف خلال دقيقة واحدة.

- مستمر طيلة الحياة.

مكتسب Acquired

- القذف السريع يحصل في مرحلة معينة من الحياة.

- قذف طبيعي قبل بداية ظهور القذف المبكر.

- عادة المسبب للمشكلة يمكن تحديده (عضوي أو نفسي).

تغير طبيعي Natural variable

- القذف السريع غير مستمر وغير منتظم.

خلل وظيفي شبيه بالقذف المبكر Premature-like ejaculatory dysfunction

- مفهوم موضوعي شخصي للقذف المبكر (المثال الذي ذكرناه في الأعلى).

- الزمن لحصول القذف داخل المهبل ضمن الحدود الطبيعية.

- انهماك في تخيل القذف البكر.

- انهماك بالتحكم الضعيف بالقذف.

- هذا الانهماك غير مترافق مع مرض عقلي.

الأثر النفسي للقذف المبكر:

هذه الحالة تضع على المريض نوعين من الأعباء (عاطفية ومرتبطة بالعلاقة مع الشريكة). فقد يشعر الذكر بالخجل أو الإحراج لأنه غير قادر على إرضاء شريكته مما قد

يجعله يعاني من شعور بالدونية. أما نظرة الأنثى فهي تعتمد على درجة تفهمها وتتراوح بين تقبل الحالة، أو دعم الشريك نفسياً، إلى الغضب منه، أو الشعور بالإحباط، وقد يتم وصف الشريك بأنه أناني وهذا ينتج عن عدم فهم بأن القذف المبكر أمر خارج عن رغبته وإرادته وأنه يشعر بالانزعاج بسبب هذه الحالة.

للأسف فإن هذا الضغط النفسي يساهم بإدخال الذكر في حلقة مفرغة تساهم في تفاقم حالته.

/p>

أسباب القذف المبكر:

هل القذف المبكر له سبب مورثي ؟

/p>

ذكرنا أن هرمون السيروتونين يلعب دوراً أساسياً في عملية القذف، ويتم ذلك عبر ناقل يدعى5-HTT يتحكم بالعوامل التي تؤثر على المدة اللازمة للقذف

تشير الدراسات إلى أن الزيادة في 5-HTT له أساس مورثي.

سبب تطوري:

في ضوء نظرية التطور فإن الذكور الذين يقذفون بسرعة لهم قابلية أعلى على تلقيح الأنثى من الذكور الذين يحتاجون لوقت أطول للقذف. يتم تفسير هذا بأن الذكر الذي يحتاج لوقت طويل للقذف قد يتعرض للإقصاء أو القتل من قبل الذكور الآخرين المنافسين خصوصاً وأن الذكر الذي يستغرق وقتاً طويلاً للقذف سوف يكون في موقف ضعيف من الناحية الدفاعية بسبب وضعيته أثناء ممارسة الجنس. إذن وبالاعتماد على الانتخاب الطبيعي فإن الذكور القادرين على تحقيق العملية الجنسية بسرعة يتم اصطفاؤهم عبر المراحل التطورية ويتم تأصيل هذه الصفة مع الزمن.

/p>

أسباب نفسية (وهي الأشيع):

تعرض الذكر للضغوط النفسية قد يترافق بالإضافة إلى القذف المبكر إلى مشاكل في الانتصاب مما يؤدي إلى تفاقم الضغط النفسي ويزيده الخوف من عدم القدرة على إرضاء شريكته مما قد يجعله يشعر بالنقص بالرجولة والخجل وأحياناً الخوف من انتقاد الشريكة، وهذا يدخله في حلقة معيبة تفاقم الحالة.

ويدخل ضمن العامل النفسي سبب هام جداً هو أن الذكر تعوّد غالباً أثناء فترة المراهقة على ممارسة العادة السرية بسرعة ومحاولة القذف بأقصر وقت ممكن خوفاً من أن يُكتشف، وهذا أيضاً يحدث كثيراً في التجارب الجنسية الأولى إذ يكون الخوف من أن يُكتشف سبباً في محاولة الوصول للنشوة والقذف بأكبر سرعة ممكنة. وللأسف فإن هذا يكون له أثر بعيد غالباً غير قابل للعكس إلا بصعوبة شديدة، مما ينعكس بشكوى القذف المبكر.

كما أن التجارب الجنسية الفاشلة السابقة قد تسبب رضّاً نفسياً يؤثر على الثقة بالنفس.

هل لختان الذكور دور في القذف المبكر ؟

/p>

تم دراسة هذا السؤال باستفاضة كبيرة خلال السنوات الماضية والنتيجة هي أنه لم يتم التوصل إلى علاقة بين الختان والقذف المبكر، وأي كلام عن علاقة بينهما يعتبر إلى الآن ضرباً من الخرافة العلمية.

يبقى أن نذكر أن تناول الكحول قبل الجماع بكميات كبيرة يسبب قذفاً مبكراً، كما أن الأدوية المضادة لارتفاع الضغط الشرياني وخصوصاً حاصرات بيتا تسبب عسرة انتصاب التي قد تترافق مع القذف المبكر كنتيجة نفسية.

في الجزء الثاني من المقال سنتكلم عن وسائل العلاج.... تابعونا

المصادر:

-Campbell-Walsh Urology. – 10th ed. 2012 / editor-in-chief، Alan J. Wein ; editors، Louis R. Kavoussi… [et al.]. Chapter 26، Premature Ejaculation، p.

770-9

- Oxford Handbook of Clinical Specialties- 9th ed. 2013. Sex therapy for couples p.384-5.

- British National Formulary (BNF)- 67th ed. www.bnf.org

MedScape

مصدر الصورة: Ian Walshaw