الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

اضطرابات الاكل ومشكلات في القلب

تعدُّ اضطرابات الأكل من المشكلات الصحية التي يعانيها عديد من الأشخاص في كافة أنحاء العالم، فيموت شخص كل 52 دقيقة في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها بسبب اضطرابات الأكل، وتحدث بعض هذه الوفيات بسبب مضاعفات القلب والأوعية الدموية؛ فالقلب يتأثر بشدة بسبب فقدان الوزن وسوء التغذية، وكلما كان الاضطراب أكثر شدة، زاد احتمال إصابة الشخص بمضاعفات قلبية (1).

تشمل اضطرابات الأكل الشائعة (فقدان الشهية العصابي - Anorexia) و(النهام العصبي - Bulimia)، وينطوي كلاهما على هوس بالوزن وصورة مشوهة للجسم، ويتجنب الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصابي الطعام أو يقيدوه بشدة، وقد يمارسون الرياضة بلا هوادة، فيقوم الأشخاص المصابون بالنهام العصبي بعملية (التطهير - Purge) بعد (الإفراط في تناول الطعام - Binge eating) عن طريق التقيؤ المتعمد أو استخدام المسهلات أو مدرات البول، ويسرف بعض الأشخاص الذين يعانون فقدان الشهية العصابي في تناول الطعام.

وحُدد -مؤخرًا- نوعان آخران من اضطرابات الأكل هما (اضطراب الشراهة عند تناول الطعام - Binge eating disorder) واضطراب (تناول الطعام المتجنب/المقيد - Avoidant/restrictive food intake disorder)، الذي يؤثر في سلوكيات الأكل، لكنه لا يشمل هواجس صورة الجسم (2).

قد تسبب اضطرابات الأكل تغيرات ومشكلات في القلب والأوعية الدموية، تتراوح بين تباطؤ معدل ضربات القلب إلى قصوره، وتؤدي إلى زيادة المخاطر الصحية على القلب والأوعية الدموية مدى الحياة. يرجع ذلك بنسبة كبيرة إلى سوء التغذية لدى الأشخاص الذين يعانون فقدان الشهية العصابي واختلال توازن الكهارل لدى الأشخاص الذين يعانون النهام العصبي (3).

وتؤثر اضطرابات الأكل المختلفة في القلب تأثيرًا مختلفًا. فيما يخص الأشخاص الذين يعانون فقدان الشهية العصابي، قد يؤدي سوء التغذية وفقدان الوزن إلى تقلص عضلة القلب وتباطؤ معدل ضربات القلب، وهي حالة تعرف باسم (بطء القلب - Bradycardia)، إذ يكون معدل ضربات القلب أقل من 60 نبضة في الدقيقة في أثناء الراحة، وقد يسبب فقدان الشهية العصابي نظمًا غير طبيعية أخرى للقلب أيضًا (3).

ويعدُّ الأشخاص المصابون بفقدان الشهية العصابي عرضةً للوفاة؛ فهو ثاني أعلى خطر للوفاة بين الحالات النفسية جميعها، وفقًا لمقالة مراجعة عام 2023 نُشرت في مجلة اضطرابات الأكل (4). عمومًا، قد يكون الأشخاص الذين يجري إدخالهم إلى المستشفى بسبب اضطرابات الأكل أكثر عرضة للوفاة بخمس إلى سبع مرات من عامة السكان، وفقًا لدراسة كندية أجريت عام 2020 ونشرت في المجلة البريطانية للطب النفسي (5).

وقد يؤدي القيء المفرط واستخدام المسهلات المرتبط بالنهام العصبي إلى خلل في توازن الإلكتروليت، مما يزيد خطر عدم انتظام ضربات القلب، وقد تؤدي الأضرار التي تلحق بالقلب من النهام العصبي إلى قصور القلب الاحتقاني والموت القلبي المفاجئ أيضًا (3).

فيراجع عديد من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل العيادات نتيجة إصابتهم بمتلازمة عدم انتظام دقات القلب الانتصابي الوضعي، أو POTS، التي تحدث عندما يكون هناك انخفاض في حجم الدم الذي يعود إلى القلب عند الوقوف. ويتميز بسرعة ضربات القلب، والدوخة، والدوار، وخفقان القلب وأعراض أخرى (3).

فعلى الرغم من أن اضطرابات الأكل قد تؤثر في الأشخاص من أي عمر أو جنس، فإن الفتيات والنساء المراهقات في العشرينات من العمر لديهن أعلى المعدلات في الولايات المتحدة، وفقًا لتقرير عام 2020 (1).

ختامًا؛ ينبغي على الناس المحيطين بالأشخاص المعنيين مراقبة العلامات التي تشير إلى أن شخصًا ما مهووس بوزنه، أو يمارس الرياضة بهوس، أو يترك الطاولة باستمرار في أثناء تناول الوجبة لاستخدام الحمام، أو يرتدي ملابس فضفاضة لإخفاء مدى نحافته.

المصادر:

1. Report: Economic costs of eating disorders [Internet]. Harvard T.H. Chan; 2021 [cited 2024 Mar 21]. Available from: هنا
2. Eating disorders [Internet]. U.S. Department of Health and Human Services- National Institute of Mental Health; 2024 [cited 2024 Mar 21]. Available from: هنا
3. Patel R, Sardar M, Greway A, DeAngelis M, Tysko E, Lehmann S, et al. Cardiovascular impact of eating disorders in adults: A single center experience and literature review. Heart Views. 2015 [cited 2024 Mar 21];16(3):88-92. Available from: هنا
4. Friars D, Walsh O, McNicholas F. Assessment and management of cardiovascular complications in eating disorders. Journal of Eating Disorders. 2023 [cited 2024 Mar 21];11(13). Available from: هنا
5. Iwajomo T, Bondy SJ, de Oliveira C, Colton P, Trottier K, Kurdyak P. Excess mortality associated with eating disorders: Population-based Cohort Study. The British Journal of Psychiatry. 2020 [cited 2024 Mar 21];219(3):487–93. Available from: هنا