كتاب > الكتب الأدبية والفكرية

نثريات نزار قباني

الأرض وأمي حملتا في وقت واحد، ووضعتا في وقت واحد…

هكذا وصف الشاعر والدبلوماسيّ الدمشقيّ نزار قباني مولده في الواحد والعشرين من آذار، بدايةُ ربيعِ عام 1923 إذ كانت آذان لمولده (1923_1998).

شاعرٌ وُلِد في "قارورة عطر" فنثر عبيره فوق الأسطح وبين الأزقّة، وانسلت كلماته مخترقةً الجدران لتصل باحات المنازل وغرف النوم، بعد أن شغلت المقاهي والمجلس النيابي، وبقيت خالدة بعد وفاته في لندن كالعصافير بعيداً عن الوطن.

في الأمس كانت ذكرى ميلاده، لذا دعونا نُلقي الضوء على نثرياته حسب ما وردت في أعماله الكاملة.

"هل كانت مصادفةً يا تُرى أن تكون ولادتي في الفصل الذي تثور فيه الأرض على نفسها، وترمي فيه الأشجار كلَّ أثوابها القديمة؟ أم كان مكتوباً عليَّ أن أكون كشهر آذار، شهر التغيّر والتحولات (2)".

قصتي مع الشعر:

في إطار من السيرة الذاتية، يأخذ نزار قرَّاءه في نزهة قصيرة، يحكي لهم عن أخباره وأسفاره، أشعاره وبداياته، هواياته وصديقاته، وعن التحولات الفارقة في حياته.

يحدِّثهم عن أسرته وعن الدار التي نشأ فيها، والمدرسة التي ارتادها، وعن موروثه الثقافي والعائلي والاجتماعي الذي يقف وراء شعره (2).

الشعر قنديل أخضر:

"نثرك مثل شعرك لا بدَّ من مصادرته ..".

بهذه العبارة استطاع أصدقاء نزار أن يقنعوه بأن يُزيح العباءة عن قنديله الخاص، ويُطلِع العامة على بعض رسائله وآرائه النقدية في الشعر والأدب، مشاركاً إياهم بعضَ لحظاته وأشيائه الحبيبة (2).

عن الشعر والجنس والثورة:

غيرُ بعيدٍ عن الشعر والأساليب البلاغية، يجلس نزار في حوار فكري مع الناقد منير العكش ليعبِّر عن حقيقة أفكاره أمام جمهوره، التي تقترب من الصوفية حيناً، وتُسرِف في العقلانية حيناً آخر، مستعرضاً ونابشاً أزمات العقل العربي الذي برأيه: محتفِظٌ ببداوته، عالقٌ بعقدة الجنس.. ولا خروج من المأزق سوى بحدوث ثورة شاملة تنطلق من اللغة والموروث، تُعيد تشكيل جغرافية الإنسان العربي، وتبدأ من الأجنّة (2).

المرأة في شعري وفي حياتي:

مقتطفات من حوارات صحفية ورسائلَ تتجلَّى فيها نظرة نزار الحقيقية إلى المرأة، إذ يُبرِّئ نفسه من تهمة "الشهريارية" ويتَّهم الرجل اتهاماً رئيساً في كلِّ ما تعانيه المرأة من اضطهاد وتهميش وتسكيت، وتشييء ونكران للحقوق، ولا يُبرِّئ المرأة نفسها من هذا حتى المثقفة منها (2).

ما هو الشعر؟

يحاول نزار البحث في ماهية الشعر وتقديم تعريفات وتوصيفات له، مروراً بشخصية الشاعر، تنتهي إلى الاعتراف بفشله بتقديم تعريف واضح، لينتقل إلى تعريف نفسه شاعراً وعاشقاً، ويقدّم آراءه النقدية في بعض الموضوعات الشائكة كالحداثة، وقصيدة النثر، والتراث (3).

العصافير لا تطلب تأشيرة دخول 1983:

كلمات افتتاحية لأمسيات شعرية عقدها الشاعر في عواصمَ عربية عدة، يعبِّر بها عن ارتباطه بجمهوره، ويحضِّرهم للوجبة الشعرية التي سيتلقونها من دون أن تخلو كلماته من السياسة والحب والديموقراطية والشعر (3).

لعبتُ بإتقان وها هي مفاتيحي!

مجموعة من الحوارات الصحفية التي انتقاها وقدَّمها نزار قباني لأنها _حسب رأيه_ تشبهه وتحمِل بعداً حضارياً وثقافياً وإنسانياً، وبعيدة عن النفاق النقدي والتدليس.

تتناول الحوارات حياةَ نزار وآراءه النقدية في السياسة والأدب، من دون أن تخلو من الحب والمرأة والوطن (3).

جمهورية جنونستان (لبنان سابقاً):

مسرحية من ثلاثة فصول _وهي المسرحية اليتيمة للكاتب_ كُتِبت عام 1977 ونُشِرت عام 1988، يصوّر نزار قباني بطريقة سريالية ديستوبية تخيّليّة أحداثَ ما بعد الحرب الأهلية اللبنانية، بكلِّ ما تحمله من عبثية ووحشية (3).

المصادر:

1- قباني نزار. أبجدية الياسمين. بيروت - لبنان: منشورات نزار قباني. ص181. 

2- قباني نزار. الأعمال النثرية الكاملة. المجلّد 7. بيروت - لبنان: منشورات نزار قباني. ص652. 

3- قباني نزار. الأعمال النثرية الكاملة. المجلد8. بيروت - لبنان: منشورات نزار قباني. ص780.