حار ومفيد؛ الكابسيسين مركّب ذو وجهين

الكابسيسين هو مركب نجده في الفلفل الحار ويمنحه نكهة حارة. عند تناولها، فإن الأطعمة التي تحتوي على هذه المادة تحفز مستقبلات الألم في لسانك، مما يسبب الإحساس بالحرارة الذي يعاني منه معظم الناس (1). وقد يدخل في تركيب بعض المستحضرات، كالكريمات منخفضة التركيز والحقن داخل الأدمة، والتركيبات الفموية، والحقن تحت الجلد، والحقن الوريدي (2).

ويُعد مادةً فعالةً في علاج مجموعة متنوعة من الحالات، بما في ذلك:

آلام الأعصاب غير المرتبطة بالسكري، وهشاشة العظام، وآلام العضلات والعظام المزمنة، ومتلازمة الألم بعد استئصال الثدي، والغثيان والقيء بعد العملية الجراحية، والحكة، والتهاب الغشاء المخاطي الناجم عن العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي (2,3).

أما عن فوائده، فالكابسيسين يحفز الحواس ويرتبط بعديد من الفوائد الصحية، منها:

• يساعد على فقدان الوزن؛ إذ تشير الدراسات إلى أن تناول هذه الأغذية التي تحتوي على هذا المركب بانتظام قد يؤدي إلى إحداث عجز في الميزان الحراري مما يساعد على حرق الدهون؛ فالعجز في الميزان الحراري يشير إلى أنك تحرق سعرات حرارية أكثر مما تستهلك (4).
• تحتوي مكملات الكابسيسين والأغذية التي تحتوي عليه على خصائص مضادة للالتهابات، فهي تحتوي على كميات عالية من مضادات الأكسدة، كالفلفل الحار، التي تقاوم الجذور الحرة التي تعمل على تعزيز الالتهاب المزمن مما قد يزيد خطر الإصابة بأمراض، كالسرطان واضطرابات المناعة الذاتية وأمراض القلب (5).
• قد يخفف الألم: الكابسيسين يسبب الألم عن طريق تحفيز مستقبلات الألم، ويمكن استخدام هذه الميزة في بعض الحالات للتحكم بالألم عن طريق تقليل الحساسية للألم. يدمج عمومًا في كريمات تخفيف الألم الموضعية (6).

الجرعة المناسبة:

قد لا توفر المصادر الغذائية للكابسيسين ما يكفي منه للحصول على فوائده المحتملة جميعها. لذلك، يتناول الأشخاص المكملات الغذائية؛ لأنها تحتوي على تركيز أعلى من مادة الكابسيسين. على الرغم من اختلاف الجرعات، إلا أنه تستخدم عديد من الدراسات 2-6 ملغ من الكابسيسين يوميًّا. وبما أن الفلفل الحار يحتوي على حوالي 2.5 ملغ من الكابسيسين لكل غرام، فسوف تحتاج إلى تناول 2 إلى 5 كبسولات سعة 500 ملغ للحصول على 2-6 ملغ منه. ونظرًا إلى أن إدارة الغذاء والدواء (FDA) تنظم المكملات الغذائية تنظيمًا مختلفًا عن الأدوية، فإن الجرعات ليست موحدة عادةً. لذلك، من الأفضل أن تبدأ بجرعة منخفضة لتجنب أي آثار جانبية محتملة (7).

السمية الحادة:

• الكابسيسين مادة مهيجة وقوية، وإذا تعرضت الأغشية المخاطية لها، قد تسبب تهيجًا شديدًا وألمًا وحرقان. 
• عندما يدخل الكابسيسين في العين، قد يسبب ألمًا حارقًا مدةً طويلة مع تمزق ورهاب الضوء ورؤية ضبابية.
• عند استنشاقه، فإنه قد يسبب نوبات السعال الجاف والصفير وضيق التنفس.
• بعض الأشخاص الذين استخدموا الكابسيسين لإنقاص الوزن، عانوا تعرقًا غزيرًا، وألمًا في الصدر (2).

تطبيقاته في الأغذية:

يعدّ االكابسيسين المكون النشط بيولوجيًّا في البهارات من نوع (Capsicum species)، وهو مركب من مركبات الفلفل الحار ويعدّ المادة الرئيسة المسؤولة عن توابل هذه الفاكهة، فضلاً عن طعمه وتأثيراته الفيزيولوجية؛ فإنه يُظهر نشاطًا جيدًا مضادًا للأكسدة في المصفوفة الغذائية، ونشاطًا مضادًا للميكروبات ضد مسببات الأمراض والفيروسات المنقولة بالغذاء. 

ونظرًا إلى انخفاض ثباته وإمكانية الوصول إليه بيولوجيًّا، وفيما يخص تأثيراته المهيجة، فقد طُورت طرائق لاستخلاص الكابسيسين وتغليفه كاملًا؛ ومن طرائق التغليف هذه إضافته للغرويات والمستحلبات وسوائل الرش.

يستخدم على نطاق واسع بصفته عاملًا منكهًا وحافظًا في الأغذية وحتى بصفته مركبًا نشطًا في أغلفة التغليف والأغذية الوظيفية (8). 

المصادر: