الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

تأثير مركّبات الفلافونويد في الذاكرة

"الشيخوخة الإدراكية/المعرفية - cognitive aging" مصطلح يستخدم لوصف كيفية تدهور بعض قدراتنا المعرفية في أثناء التّقدُّم في العمر، بغض النظر عن الأمراض المعرفية في أواخر العمر. ومقارنةً بهذه الأمراض المعرفية، مثل الاضطرابات التنكسية العصبية، فإنّ الفيزيولوجيا المرضية للشيخوخة الإدراكية متميزة وأقلّ ضررًا، وتتميّزُ بخللٍ وظيفي في المشابك العصبية، وليس بموت الخلايا العصبية (1).

تشير الدّراسات إلى أنّ الأنماط الغذائية وجودة النّظام الغذائيّ وحتى المكونات الغذائية المحددة قد تُمثّل عوامل مُسبّبة تؤثّر في الشيخوخة الإدراكية، إذ إنّ المشابك العصبية ووظيفتها حساسة للعوامل البيئية الدقيقة نسبيًّا مثل الحالة التغذوية، أي تتوفر مكونات محدّدة في أنظمتنا الغذائية تُعدّ حيوية لنمو الدماغ، وتشير عديد من الدّراسات إلى أنّ مركّبات الفلافانول الغذائي، من العوامل التي يُمكن أن تُسهم في الحفاظ على صحّة الدماغ مع التّقدُّم في السّن (1).

ما مركبات الفلافونويد؟ وما فوائدها حسب الدراسات المُقدّمة؟

هي مجموعة من المواد الكيميائية النباتية التي تتوفر على نحوٍ طبيعي في النباتات، الخضار والفواكه على وجه الخصوص، وتُعدّ من مضادات الأكسدة القوية ومضادة للالتهابات، ممّا يجعلها قادرة على منع أو تقليل الضّرر الخلوي في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك الدماغ، ويعود ذلك لتركيبها الكيميائي الحيوي، الذي يوفر القدرة على منع الإجهاد التأكسدي من أنواع الأكسجين التفاعلية والجذور الحرة وتقليل الالتهاب العصبي الضار، لذا تُعدّ عوامل فعالة محتملة لمنع تدهور الوظيفة الإدراكية (2,3).

ومن أكثر الأغذية غنى بمركبات الفلافونويد: الشاي والفواكه (تفاح، توتيات berries، حمضيات، عنب)، الخضار (البروكلي، الخضار الورقية، البصل، الثوم)، البقوليات والمكسرات والنبيذ (4). 

وفي الختام، تؤدّي العوامل التغذوية دورًا بالغَ الأهمية في منع تطور الشيخوخة المبكرة، لذا يَنصح خبراء التّغذية باتّباع تعليمات منظمة الصّحة العالمية (WHO)، وجمعية السرطان الأمريكية (ACA)، واستهلاك حوالي 5 حصص من الفواكه والخضروات الطازجة والحبوب الكاملة والبقوليات يوميًّا، إضافةً إلى المشروبات الغنية بالفلافونويد (الشاي الأسود والأخضر والقهوة) وعصائر الفاكهة للحصول على الفوائد الصحية المحتملة من هذه الأطعمة. ومن اللازم أيضًا تناول كمية معتدلة من النبيذ واللحوم والحليب ومنتجات الألبان الأخرى، وتضمين كمية معتدلة من الدّهون الصحية للقلب (الدهون الأحادية غير المشبعة والدهون المتعددة غير المشبعة) في النظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام لما لذلك من دور مساعد في امتصاص مركّبات الفلافونويد المتوفرة في الأطعمة المذكورة سابقًا، ومن ثمَّ نضمن تحقق أقصى استفادة من فوائدها الصحية (4). 

المصادر:

1- Brickman AM, Yeung LK, Alschuler DM, Ottaviani JI, Gunter, Sloan RP, et al. Dietary flavanols restore hippocampal-dependent memory in older adults with lower diet quality and lower habitual flavanol consumption. Proceedings of the National Academy of Sciences. 2023 [cited 2023 Aug 11];120(23):e2216932120–0. Available from: هنا

2- Holland TM, Agarwal P, Wang Y, Dhana K, Leurgans SE, Shea K, et al. Association of Dietary Intake of Flavonols With Changes in Global Cognition and Several Cognitive Abilities. Neurology [Internet]. 2022 [cited 2023 Aug 10];100(7):e694-e702. Available from: هنا

3- Yeh TS, Yuan C, Ascherio A, Rosner BA, Willett WC, Blacker D. Long-term Dietary Flavonoid Intake and Subjective Cognitive Decline in US Men and Women. Neurology [Internet]. 2021 [cited 2023 Aug 10];97(10):e1041–56. Available from: هنا

4-  Waheed Janabi AH, Kamboh AA, Saeed M, Xiaoyu L, BiBi J, Majeed F, et al. Flavonoid-rich foods (FRF): A promising nutraceutical approach against lifespan-shortening diseases. Iranian Journal of Basic Medical Sciences [Internet]. 2020 [cited 2023 Aug 27];23(2):140–53. Available from: هنا