الفوائد الصّحية للجوز البرازيلي

المُكسّرات البرازيلية (الجوز البرازيلي) Bertholletia excelsa، تنتمي لعائلة Lecythidaceae، من مُكسّرات أمريكا الجنوبية، وهي بذرة صالحة للأكل من شجرة جوز البرازيل Brazil nut الأصلية في منطقة الأمازون. مثل المُكسّرات الأخرى البندق والفستق واللوز.. يتميّز الجوز البرازيلي بمحتواه العالي لعديدٍ من المواد النشطة بيولوجيًّا، مثل المركبات الفينولية والتوكوفيرول وحمض الفوليك والمغنيسيوم والبوتاسيوم والكالسيوم والبروتينات والأحماض الدهنية متعددة عدم الإشباع (1).

يحتوي الجوز البرازيلي كمياتٍ أقلّ من البروتين مقارنة بمصادر البروتين النباتية مثل الخضروات الاستوائية. ومع ذلك 100 غرام من الجوز البرازيلي تحتوي 14.3 غرام من البروتين (2).

وعلى عكس المُكسّرات الأخرى، فإنّ الجوز البرازيلي يُعدّ أغنى مصدر للسيلينيوم (Se)، وهو عنصر أساسي في تكوين أنظمة الدفاع المضادة للأكسدة، وتعديل جهاز المناعة، والمساعدة على منع الأمراض المرتبطة بالشيخوخة (2). يتراوح تركيز السيلينيوم في الجوز البرازيلي بين 8 و 83 ميكروغرام/ غرام وهو من أعلى المستويات المتوفرة في الأطعمة التي يستهلكها الإنسان، إذ توفّر حبة واحدة حوالي 60-90% من الاستهلاك اليومي الموصى به (2,3).

لقد ثَبتَ أنّ استهلاكَ المُكسّرات يُخفض الكوليسترول الكلّي، والكوليسترول الضار LDL، والدّهون الثلاثية، ويؤثر في استقلاب الطّاقة، ويُنظّم توتر الأوعية الدموية، ويُقللّ  مخاطر أمراض القلب والأوعية الدموية (1).

نلخص أهم الفوائد الصّحية للجوز البرازيلي فيما يلي:

1. غنيّ بمضادات الأكسدة وخاصةً السيلينيوم الذي يُعدّ من المغذيات الدقيقة الأساس التي تعمل بوصفها مكونًا لعديد من بروتينات السيلينيوم في تفاعلات مضادات الأكسدة والاختزال. يُفترض أنّ السيلينيوم له تأثيراتٍ مضادة لتصلُّب الشرايين عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي في البطانة، كذلك فإنّه يحمي الخلايا من التلف الذي تسببه الجذور الحرة. يمكن أن يساعد استهلاك الجوز البرازيلي على تعزيز جهاز المناعة وتقليل الالتهابات، وكلاهما ضروري للحفاظ على الصحة العامة (1).

2. يدعم صحّة القلب والأوعية الدموية: تعمل بعض المكسرات على تعديل الدّهون في كل من المواد الصّحية وغير الصحية. يُعزى هذا التأثير المفيد إلى المستويات العالية من الأحماض الدهنية المتعددة غير المشبعة المتوفرة فيها (3) .

3. خصائص مضادة للسرطان: هناك علاقة عكسية بين تناول الجوز والأمراض المزمنة مثل السرطانات. أظهرت الأبحاث أن الجوز البرازيلي يحتوي على الفينولات والفلافونويد بأشكالها، وهي غنية بالتوكوفيرول و(الفيتوستيرول - phytosterols) و(السكوالين - squalene). تعود الآثار المفيدة المحتملة لهذه المركبات إلى أنشطتها المضادة للأكسدة، والتي ترتبط بتقليل خطر الإصابة بالسرطان (4). يحتوي أيضًا على السيلينيوم الذي من أدواره الحث على موت الخلايا المبرمج (موت الخلايا) في الخلايا السرطانية، ومن ثمَّ منع انتشارها. إضافةً إلى ذلك، كشفت دراسة أن مُكمّلات السيلينيوم تقلّل خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المرضى الذين لديهم تاريخ طويل مع التدخين (5).

4. يُحسّن وظيفة الغدة الدرقية: تؤدّي الغدة الدرقية دورًا مهمًّا في تنظيم التمثيل الغذائي والنمو والتطور. يحتوي الجوز البرازيلي مركباتٍ تَدعم وظيفة الغدة الدرقية، وخاصةً اليود والسيلينيوم. نقص اليود هو سبب شائع لقصور الغدة الدرقية، وهي حالة تتميز بانخفاض إنتاج هرمون الغدة الدرقية (6). يمكن أن يساعد تناول الجوز البرازيلي على توفير كميات كافية من هذه العناصر الغذائية الأساسية، وتعزيز صحة الغدة الدرقية المثلى (2).

5. قد يساعد على إدارة نسبة السكر في الدم: بيّنت دراسة، أُجريت لإثبات كيفية منع الجوز البرازيلي تلف الحمض النووي المُؤكسد في مرضى السكري من النوع الثاني، أن الخلايا كانت أكثر مقاومة لتلف الحمض النووي الناجم عن H2O2 بعد ستة أشهر من المُكمّلات مع الجوز البرازيلي. وربما تعود هذه التأثيرات المضادة للأكسدة للسيلينيوم. على الرغم من أنّ التجارب البشرية لا تزال محدودة، غيرَ أنّ هذه النتائج تشير إلى أن الجوز البرازيلي قد يكون مفيدًا في الوقاية من مرض السكري من النوع 2 أو السيطرة عليه (7). 

نرى أنّ هناك عديد من الأسباب لتضمين الجوز البرازيلي في النظام الغذائي. وهذا هو الحال دائمًا، من الضروري تناوله باعتدال بوصفهِ جزءًا من أسلوب حياة متوازن.

المصادر: