الغذاء والتغذية > معلومة سريـعـة

تأثير الغذاء المتناول في تكوين ميكروبيوم الأمعاء ووظيفته

 شكّل (ميكروبيوم الأمعاء - gut microbiota) محورًا لِكثير من الأبحاث في السنوات الأخيرة بسبب تأثيرها في صحة الإنسان. وميكروبيوم الأمعاء عبارة عن مجموعة الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الجهاز الهضمي، وتتكون من مجتمع متنوع من البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات، التي تؤدّي دورًا مهمًا في الحفاظ على صحة مضيفها (1). وأظهرت الدراسات الحديثة أن لها دورًا في تطور عديد من الأمراض مثل السمنة ومرض السكري من النوع الثاني ومرض التهاب الأمعاء، وحتى اضطرابات الصحة العقلية. إذ يُمكن أن تؤثر في تطور السمنة من خلال إنتاج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، وقد رُبطت بحالات صحية أخرى مثل الحساسية وأمراض المناعة الذاتية وحتى  السرطان (2).

يرتبط النظام الغذائي الغربي -الغني بالأطعمة المصنعة والدهون المشبعة والسكريات المضافة- بانخفاض تنوع ميكروبيوم الأمعاء وزيادة البكتيريا الضارة (3).

في المقابل، يرتبط نظام البحر الأبيض المتوسط -الغني بالفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة والدهون الصحية- بزيادة البكتيريا المفيدة. وأيضًا تحسين صحة الأمعاء، بما في ذلك تقليل الالتهاب (3).

ومع ذلك، فإنّ الوصول إلى الأطعمة الصحية ليس متساويًا دائمًا، ومن المهم معالجة قضية انعدام الأمن الغذائي، وإنشاء نظام غذائي يُعزّز الخيارات الغذائية الصحية لجميع الأفراد. ويمكن تحقيق ذلك من خلال تنفيذ السياسات التي تزيد  توافر الأطعمة الصحية والقدرة على تحمل تكلفتها مثل إنشاء أسواق المزارعين والحدائق المجتمعية، ودعم النظم الغذائية المحلية والزراعة المُستدامة، وتوفير التثقيف بشأن التغذية وعادات الأكل الصحية (4).

تأثير العوامل الفردية في ميكروبيوم الأمعاء:

من المهم ملاحظة أن ميكروبيوم الأمعاء هو نظام بيئي مُعقّد ويتأثر في عديد من العوامل التي تؤدي دورًا في تشكيله، ومنها العوامل الفردية مثل الوراثة والعمر والتاريخ الطبي والإجهاد والأدوية ونمط الحياة.. لذلك، قد لا يعمل النظام الغذائي الذي يصلح لشخص واحد مع شخص آخر، وهناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم التوصيات الغذائية الشخصية لميكروبيوم الأمعاء الصحي (2).

على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن الأفراد الذين لديهم اختلافات جينية معينة قد يكونوا أكثر عرضة للتأثيرات السلبية لنظام غذائي غربي على ميكروبيوم الأمعاء (5).

عمومًا، لا يزال البحث عن تأثير أنواع مختلفة من الوجبات الغذائية على ميكروبيوم الأمعاء في مراحله الأولى. هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لفهم الطرق المحددة التي تؤثر بها الأنماط الغذائية المختلفة فيها، وكيف يمكن أن تختلف هذه التأثيرات بين الأفراد.

المصادر:

1- The Microbiome [Internet].The Nutrition Source - Harvard T.H. Cham. [cited 2023 Jan 27]. Available from: هنا
2- Thursby E, Juge N. Introduction to the human gut microbiota. Biochemical Journal [Internet]. 2017 [cited 2023 Jan 27];474(11):1823–36.  PMCID: PMC 5433529. PMID: 28512250. Available from: هنا
3- ‌Bloomfield HE, Kane R, Koeller E, Greer N, MacDonald R, Wilt T. Benefits and Harms of the Mediterranean Diet Compared to Other Diets. Department of Veterans Affairs (US) [Internet]. 2015.  [cited 2023 Jan 27]. PMID: 2755956. Available from: هنا;
4- ‌Azétsop J, Joy TR. Access to nutritious food, socioeconomic individualism and public health ethics in the USA: a common good approach. Philosophy, Ethics, and Humanities in Medicine [Internet]. 2013 [cited 2023 Jan 27];8(1):16. Available from: هنا
5- ‌Martins-Silva T, Salatino-Oliveira A, Genro JP, Meyer FDT, Li Y, Rohde LA, et al. Host genetics influences the relationship between the gut microbiome and psychiatric disorders. Progress in Neuro-Psychopharmacology and Biological Psychiatry [Internet]. 2021 [cited 2023 Jan 27];106:110153. Available from هنا