شاي الماتشا - اجلب اليابان إلى بيتك

يعد الشاي من أكثر المشروبات استهلاكًا، ويأتي في المرتبة الثانية بعد الماء في عديدٍ من المجتمعات.

نكهته المميزة ورائحته وآثاره المعززة للصحة تحظى تقديرًا كبيرًا في أنحاء العالم، أيضاً لدلالاته الاجتماعية والثقافية، ويتوفر بأنواع وأشكال عديدة إما أوراقًا معبأة في أكياس أو مسحوقًا (1).

في مقالنا هذا سنتحدث على نحو خاص عن الشاي الأخضر وتحديدًا شاي الماتشا Match Tea؛ إذ إنه مسحوق من الشاي الأخضر الياباني الغني خاصةً بمركبات مضادة للأكسدة نتيجًة لطريقة زراعته الخاصة التي تتم وفق الطريقة التقليدية، ففي غالبية فترة النمو تُغطى شجيرات الشاي بحصائر من الخيزران لتظليل الأوراق من أشعة الشمس المباشرة ونتيجًة لذلك تكون النباتات قادرةً على إنتاج كميات أكبر من الأحماض الأمينية والمركبات النشطة بيولوجيًا، بما في ذلك الكلوروفيل Chlorophyl والثيانين Theanine المسؤولين عن المذاق الفريد غير المر ولون الماتشا المميز النابض بالحياة (1).

نظرًا لتركيبه الكيميائي الفريد ونكهته الثمينة التي تميزه عن غيره من مشروبات الشاي، فإنه يعد عالي الجودة؛ إذ تعزى خصائصه المعززة للصحة إلى المحتوى العالي من مضادات الأكسدة والمواد المضادة للالتهابات وأهمها:

• فيتامين C: واحدٌ من مضادات الأكسدة الخارجية القوية، ويعزز الدفاع المناعي للجسم، كونه من المغذيات الأساسية التي يجب توفيرها كل يوم بكميات كافية؛ إذ يحتوي شاي الماتشا على أكثر من ضعف كمية فيتامين C في أنواع الشاي الأخرى (1).
• الكافيين Caffeine: عنصر أساسي في مشروبات الشاي، ذو نسبة مرتفعة في الماتشا على نحو خاص؛ لذا يُعد مسؤولًا عن مذاقها المميز ورائحتها العطرية الفريدة، ويعد من مضادات الأكسدة القوية التي قد يرتبط مستواها بوقت الحصاد وعمر الأوراق، فكلما بقيت الأوراق فترة أطول ينخفض محتوى الكافيين (1).
• الأحماض الفينولية Phenolic Acids: مستقلبات نباتية ثانوية تتميز بقدرتها العالية بصفتها مضادات للأكسدة والالتهابات، إضافة إلى التأثيرات الوقائية للأعصاب ونقص السكر في الدم، وتساعد على تقليل مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان؛ أشهرها الروتين Rutin، الذي قد يؤدي تفاعله التآزري مع فيتامين C إلى تعزيز التأثيرات الوقائية للمادتين كلاهما في نظام القلب والأوعية الدموية، مما يؤدي إلى تقوية الأوعية الدموية (1).
• كيرسيتين Quercetin: تملك هذه المادة نشاطًا مضادًا للأكسدة وقائيًّا للأعصاب، إضافة إلى ذلك، لوحظ أنها تؤثر تأثيرًا إيجابيًّا على التمثيل الغذائي للكربوهيدرات عن طريق تثبيط امتصاص الغلوكوز من الجهاز الهضمي، وتنظيم إفراز الأنسولين وتحسين حساسية الأنسولين في الأنسجة (1).
• الثيانين Theanine: حمض أميني في الشاي، وبسبب زراعة شاي الماتشا في الظل٬ فإن هذا المركب لا يتحلل وهو المسؤول عن الطعم الفريد غير المر، واقترانه مع الكافيين يوفر الإحساس بالطعم المميز، إضافة إلى تخفيف التوتر (1).

 لكن؛ ومثل أي مادة أخرى، لا يخلو الأمر من بعض الآثار الجانبية عند الاستعمال وأهمها:

• القلق ومشكلات النوم: قد يحدث ذلك بسبب الكافيين، وخاصة إذا كنت حساسًا للكافيين أو تتناول جرعات كبيرة منه٬ لكن هذه المشكلة أقل شيوعًا مع الشاي الأخضر مقارنة بالمشروبات الأخرى التي تحتوي على الكافيين، وذلك لأن الأوراق تنقع لفترة أقصر(2).
• مشكلات الكبد والمعدة: قد تسبب مستخلصات الشاي الأخضر مشكلات في الكبد، وقد تشمل الأعراض اصفرار الجلد أو بياض العين والغثيان وآلامًا في المعدة. توقف فورًا عن تناوله في حال ظهرت هذه الأعراض لديك (2).
• تصبغ الأسنان: على الرغم من أن محتوى الفلوريد Fluoride في الشاي الأخضر قد يساعد على منع تسوس الأسنان، فقد يصبغ حمض التانيك Tannic Acid  الأسنان (2).

أشياء أخرى عليك أخذها في الحسبان: 

1. كلما كان اللون الأخضر أكثر إشراقًا، زادت الجودة.
2. قد يؤدي الجمع بين الكافيين والثيانين إلى حالة من الهدوء واليقظة.
3. من الأفضل شراء الماتشا المزروعة في موطنها الأصلي (3).

تدقيق لغوي: Amer Halimeh 

المصادر: