الطبيعة والعلوم البيئية > الأرض من السماء

سلسلة الأرض من السماء: الجزء الرابع

قد يكون السفر إلى الفضاء حلماً يجمع البشرية جمعاء، وقد تكون كلمات أول بشريٍّ رأى طيراً يشقُّ عبابَ السماء مبتعدًا: يا ليتني! إذ كانت صور المجرات البرَّاقة والسدم الكونية الخافتة تُبهِرُ قلوبنا على الدوام، حتى جعلتنا ننسى الطبيعة الخلابة التي يَزخَرُ بها كوكب الأرض.

نُحلِّق بكم اليوم مجددًا في الجزء الرابع من هذه السلسلة مبتعدين عن سطح الأرض، لكن غير مفارقين لها، عبر رحلةٍ استطلاعيةٍ للاستجمام برؤية وجه أرضنا الأمّ من السماء! فلا تقلق إذا كنت لا تستطيع الطيران؛ فهذا يقع على عاتق القمر الصناعي (Landsat 7) مركبتنا في هذه الرحلة..

فقد قدَّم هذا القمر منذ إطلاقه من قاعدة فاندنبرغ (Vandenberg) الجوية في كاليفورنيا في 15 نيسان عام 1999 م أكثرَ من 2.5 مليون مشهد من شتى بقاع الأرض موزعة في ثماني نطاقاتٍ طيفية، مُستفيداً من قدرته على الدوران حول الأرض كل 99 دقيقة في مدار مُتزامن مع الشمس مارَّاً بذلك فوق خطِّ الاستواء كل 15 دقيقة تقريباً (1).

الأمر الذي سمح لـ (Landsat 7) بتغطية ربع مساحة اليابسة كل 16 يوماً تقريباً موفّرًا بذلك أرشيفاً عالمياً مجانيًا من الصور المضاءة بالشمس والخالية من الغيوم منذ عام 2008، وحاملاً على عاتقه استمرارية مَهمَّة شقيقه الأكبر (Landsat 1) الذي أُطلِق عام 1972 م (2).

من جليدٍ تُغذِّيه مياه الأنهار الجليدية وتضاريس بركانية تختبئ تحت قمم الثلوج في شبه جزيرة كامتشاتكا (Kamchatka) الروسية غرب آلاسكا؛ تنطلقُ رحلتنا (3).

رسمت الرياحُ هنا ما يشبه لوحةً رمليةً بعد اصطدامها بجزر ألوتيان (Aleutian) في آلاسكا شمال المحيط الهادي مُشكِّلةً ما يُعرَف بدوامات فون كارمان (Von Karman) (3).

تظهر قمة كليمنجارو (Kilimanjaro) في يمين هذا المشهد المأخوذ فوق كينيا وتنزانيا وكأنها عينٌ تحاول الانبثاق من قلب الأرض (3).

يتزيَّن هذا المشهد من جبال زاغروس (Zagros) الواقعة غرب إيران بنهر الماند (Mand) كثيرِ التعرُّجات (3).

للأسف؛ هذا ما خلَّفه اجتياحُ النيران للمناظر الطبيعية قرب بحيرة أماديوس (Amadeus) الغنية بالأملاح في الإقليم الشمالي بأستراليا (3).

يجعلُ امتلاءُ بحيرة كارنيجي (Carnegie) -غرب أستراليا- بالمياه في موسم الأمطار هذا المشهدَ وكأنه من أحد عوالم الرسوم المتحركة، وسرعانَ ما يتحوَّل إلى مستنقع موحلٍ في سنوات الجفاف (3).

قادت بعض الجداول أحد المستكشفين الأوائل عام 1897 إلى هذه البحيرة النائية غرب أستراليا ليُفاجَأ بملوحتها الشديدة ومياهها غير الصالحة للشرب؛ مما جعله يسمِّيها بحيرة خيبة الأمل (Lake Disappointment) (3).

تبدو دلتا نهر لينا (Lena Delta) مثل طاووسٍ من الأنهار، وتُشكِّلُ محمية طبيعية ضخمة لعديد من الأنواع البرية في سيبيريا شرق روسيا (3).

مزيجٌ من اليابسة ونهر مالاسبينا (Malaspina) الجليدي الأكبر في آلاسكا جعلَ هذا المشهد يضجُّ بالألوان المميزة غرب خليج ياكوتات (Yakutat Bay) (3).

وعند هذا التفرع النجمي الجميل لنهر المسيسيبي (Mississippi) في دلتاه حيثُ تسودُ المستنقعات والسهول الطينية كالحزام؛ نحطُّ رحالنا ونأمل لقاءَكم في الجزء القادم من سلسلتنا (3).

المصادر:

1. Landsat 7 [Internet]. Usgs.gov. 2020 [cited 8 September 2020]. Available from: هنا

2. Landsat 7 « Landsat Science [Internet]. Landsat.gsfc.nasa.gov. 2020 [cited 8 September 2020]. Available from: هنا

3. 60 Stunning Satellite Photos of Earth [Internet]. Webdesignerdepot.com. 2020 [cited 8 September 2020]. Available from: هنا