علم النفس > المنوعات وعلم النفس الحديث

الشباب والعلاج النفسي الإلكتروني

أثبتت الدراسات أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 سنة يعانون معدلاتِ اكتئاب أعلى من الفئات العمرية الأخرى من عموم السكان، إذ يواجهون تحديات وضغوطات وتغيرات في أسلوب حياتهم خاصة عند مرحلة النضج، (1) كذلك يعانون مخاوف في مواضيع مختلفة مثل: العمل، والمال، والسكن، والصعوبات الشخصية، والصحة البدنية، والصحة النفسية، ومكانتهم المجتمعية، والتحديات الانتقالية وغيرها، (1) وقد وجههم كل ذلك إلى البحث عن المساعدة عبر الإنترنت التي تبين أنها وسيلة مفضلة لدى الشباب لمساعدتهم في مخاوفهم المتعلقة بالنواحي السابقة. (1)

🔹 فما العلاج عبر الإنترنت؟

يُعرف طلب الاستشارة النفسية عبر الإنترنت بالعلاج الإلكتروني (Online Therapy)، وهو يتيح للأشخاص مقابلة معالج في مكان ما إلكترونيًّا بدلًا من الاجتماع به وجهًا لوجه، ويتواصلون معه عبر الرسائل النصية أو البريد الإلكتروني وقد يكتفي المعالج بالنص المكتوب على مواقع الويب. (4)

🔹 أسباب لجوء الشباب لمثل هذه الأنواع من المساعدة: (2)

1- صعوبة التعبير عن مخاوفهم.

2- صعوبة الوصول إلى المساعدة.

3- ضعف ثقافة المجتمع حولهم بالصحة النفسية.

4- تفضيل الاعتماد على الذات في البحث عن المساعدة.

🔹 فوائد البحث عن المساعدة في مجال الصحة النفسية عبر الإنترنت:

1- عدم الكشف عن الهُوية والسرية. (2)

2- الراحة في تحديد موعد الجلسات الخاصة بك من منزلك. (3)

3- تقليل المخاوف المتعلقة بوصمة العار. (2)

4- سهولة الوصول إلى ممارسي الرعاية الصحية إلكترونيًّا من الوصول وجهًا لوجه (2)، وخاصة لدى الأشخاص في المناطق النائية والريفية، فقد تكون القيادة مسافات طويلة عبئًا على هؤلاء(3)، وكذلك لدى الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يصعب عليهم التنقل.(3)

🔹 أما عن عيوب هذه الطريقة:

1- تفاقم مشكلات الصحة النفسية مثل اضطرابات الأكل وإيذاء النفس (2)، ومن هنا نستنتج أنه غير مناسب للأمراض النفسية الخطيرة، خاصةً عندما يحتاج الشخص إلى العلاج المباشر أو الدوائي، فالعلاج عن بُعد غير فعال في حالة إصابة المريض باضطراب يحتاج ما سبق. (3)

2- عدم وجود رقابة تنظيمية على العديد من مواقع الويب. (2)

3- قد لا تغطي شركات التـأمين العلاج عبر الإنترنت. (3)

4- قد لا يستطيع المعالج عبر الإنترنت رؤية تعابير الوجه أو الصوت ولغة الجسد التي تعطي المعالج صورة أوضح عن حالة الشخص مقارنة بالتفاعلات الواقعية. (3)

5- عدم سماح بعض الدول للمعالجين خارج الدولة تقديم الخدمات، ويتطلب هذا ترخيصًا من الدولتين. (3)

-  وبالحديث عن المصداقية، سُئل المستجيبون للعلاج عبر الإنترنت بداية عن رضاهم عن هذه التجربة، فكان 36.94% منهم راضين جدًّا، على الرغم من اختلاف مستويات الرضا عن الموارد المتاحة عبر الإنترنت، إلا أن عدم  اليقين بمصداقية هذه الموارد شكل عائقًا أمام طلب المساعدة (1)، وبرأيهم ما سيجعل هذه الخدمات ذات مصداقية أكثر هو ارتباطها بوجود شعار حكومي وموثوقية البيانات العلمية المتاحة عليها وجودتها وكذلك مقدمي الرعاية أنفسهم ليكون الشخص مستعدًّا للكشف عن معلوماته الشخصية. (1)

⁦⬅️⁩ قبل البَدء بالبحث عن المساعدة عبر الإنترنت؛ اطرح الأسئلة الآتية على نفسك: هل المعالج مرخص ومضمون؟ هل هو الخيار الأفضل المناسب لحالتي؟ وكيف سيحافظ على سرية معلوماتي؟

وفي حال كنت والد/ة لمراهق؛ شاور طبيبًا لتقديم المشورة إذا كانت هذه الطريقة فعالة لابنك المراهق، أم أن حالته حرجة وهذه الطريقة ستعوق التشخيص المبكر والرعاية؟ (4)

وعلى الرغم من توفر العديد من موارد تقديم الرعاية عبر الإنترنت؛ فإن كمية الأدلة المتعلقة بفائدتها لا تزال غير معروفة، (1) وهذا النوع من الأبحاث يحتاج المزيد من الدراسة.

المصادر:

1- Pretorius C, Chambers D, Cowan B, Coyle D. Young People Seeking Help Online for Mental Health: Cross-Sectional Survey Study. JMIR Mental Health. 2019;6(8):e13524. هنا

2- Mitchell C, McMillan B, Hagan T. Mental health help-seeking behaviours in young adults. 2020 هنا

3- Cherry K. The Pros and Cons of Online Therapy [Internet]. Verywell Mind. 2020 [cited 19 June 2020]. Available from: هنا

4- Morin A. Is Online Therapy for Teenagers a Good Idea? [Internet]. Verywell Family. 2020 [cited 19 June 2020]. Available from: هنا