علم النفس > الأطفال والمراهقين

اضطراب المسلك (Conduct Disorder-CD)

يُشير مصطلح اضطراب المسلك (Conduct Disorder) إلى نمط من السلوك المتكرر والذي يتضمن انتهاك القوانين، والعدوانية، والاستخفاف بالآخرين.

ينشأ اضطراب المسلك في خلال الطفولة، ويتنبأ بخطر كبير من حدوث اضطرابات المزاج إضافة إلى مشكلات سلوكية مزمنة، والتي يمكن أن تكوِّن الشخصية المعادية للمجتمع (Antisocial personality disorder - ASPD) في مرحلة الرشد، إذ إن أقل من نصف المرضى الذين يعانون اضطراب المسلك ظهر لديهم اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع في مرحلة الرشد (1).

يُقدر معدل انتشار اضطراب المسلك بقرابة 3% لدى الأطفال في سن المدرسة، وهو سبب رئيسي للإحالة إلى خدمات الصحة النفسية للأطفال والمراهقين (2). 

الأعراض والتشخيص: 

تنقسم الأعراض إلى أربع فئات:

1- السلوك العدواني: تجاه الناس والحيوانات ويشمل ذلك التنمر، والتهديد، والعنف الجسدي، واستخدام السلاح، والقسوة الجسدية على الناس أو الحيوانات، وإجبار شخص ما على فعل عمل جنسي.

2- السلوك التخريبي: تخريب الممتلكات بما في ذلك إشعال الحرائق وتدمير الممتلكات على نحو متعمد.

3- السلوك المخادع: بما في ذلك السرقة والكذب، واقتحام ممتلكات شخص آخر بقصد السرقة، والسرقة من المتاجر.

4- انتهاك القواعد: بما في ذلك خرق القواعد العائلية، والهروب من المنزل، والتسرب المدرسي قبل سن الثالثة عشرة.

لتشخيص اضطراب المسلك، يجب ظهور ثلاثة على الأقل من هذه الأعراض خلال مدة عام سابق، مع ظهور واحد على الأقل في خلال الأشهر الستة التي تسبق التشخيص. تُحدد درجة اضطراب المسلك (خفيف أو معتدل أو شديد) حسب عدد الأعراض الموجودة ودرجة الضرر الذي يحدثه السلوك (3).

الأسباب:

إن سبب اضطراب المسلك غير معروف، لكن يُعتقد أن الجمع بين العوامل البيولوجية والوراثية والبيئية والنفسية والاجتماعية يؤدي دورًا مهمًّا.

- العوامل البيئية والاجتماعية: العنف، وضعف الرقابة من الوالدين، وتربية الأهل القائمة على القسوة وعدم التعاطف، والآباء أو الأقران المعادون للمجتمع، والفقر، وعدم التقبل من قبل الأقران، والعيش في حي شديد الجريمة أو الالتحاق بمدرسة ذات معدل جنوح مرتفع (3).

- العوامل الوراثية والبيولوجية: أظهرت نتائج الدراسات الوراثية أن الجينات تؤدي دورًا متوسطًا إلى عالٍ في ظهور اضطرابات السلوك بما فيها العدوان والقسوة وعدم التعاطف وهي من أعراض اضطراب المسلك (1).

وفي دراسة أجراها باحثون في جامعة (Birmingham University Centre for Human Brain Health) و(Institute for Mental Health) وجدوا أن هناك اختلافات مميزة في مسارات المادة البيضاء (الأسلاك الهيكلية للمخ) إذ إن الروابط بين الجانبين الأيسر والأيمن من الدماغ كانت أقل كفاءة عند المصابين بهذا الاضطراب (4).

 إن باحثين من معهد (National Institute on Alcohol Abuse and Alcoholic) وجدوا  ارتباطًا بين إدمان الكحول وتعاطي المخدرات وبين ظهور اضطراب المسلك وتطوره (5).

- العوامل النفسية: يعتقد بعض الخبراء أن الاضطرابات السلوكية يمكن أن تعكس مشكلاتٍ في الوعي الأخلاقي (لا سيما الافتقار إلى الشعور بالذنب والندم) والعجز في المعالجة الإدراكية والاندفاعات السلوكية وانخفاض التحصيل الدراسي والصدمات النفسية التي مر بها الطفل (3,6).

العلاج:

يحدث العلاج أولًا من خلال توفير الرعاية المناسبة ونظام الدعم الجيد، ويمكن التعامل مع الاضطراب والوصول إلى تحسن في السلوك، وإن التشخيص والتدخل في وقت مبكر يجعل العلاج أكثر نجاحًا (3).

- العلاج النفسي: يهدف العلاج النفسي إلى مساعدة الطفل على تعلم التعبير عن الغضب والسيطرة عليه بطرائق أكثر ملائمة. يهدف ما يسمى العلاج المعرفي السلوكي إلى إعادة بناء تفكير الطفل (الإدراك) لتحسين مهارات حل المشكلات وإدارة الغضب، ومهارات التفكير الأخلاقي والتحكم في الدوافع.

يمكن استخدام العلاج الأسري للمساعدة في تفهم المشكلة عند الطفل وتحسين التفاعلات العائلية والتواصل بين أفراد الأسرة. تعتمد تقنيةُ علاج متخصصة -تسمى تدريب إدارة الوالدين (PMT)- تعليمَ الآباء طرائق تغيير سلوك طفلهم في المنزل إيجابيًّا.

- العلاج الدوائي: على الرغم من عدم وجود دواء معتمدًا رسميًّا لعلاج اضطراب السلوك، فإنه يمكن استخدام العديد من الأدوية لعلاج بعض أعراضه مثل (الاندفاع والعدوان)، وكذلك أي أمراض نفسية أخرى تكون مرافقة له، مثل نقص الانتباه وفرط النشاط (Attention deficit–hyperactivity disorder - ADHD) أو الاكتئاب الشديد (major depression)

(6). 

هل يمكننا الوقاية من اضطراب المسلك؟

على الرغم من أنه لا يمكن منع اضطراب المسلك، فإن التعرف إلى الأعراض والتعامل معها عند ظهورها يمكن أن يقلل من الآثار السلبية في الطفل والأسرة، ويمنع العديدَ من المشكلات المرتبطة بهذه الحالة.

إضافة إلى ذلك، يساعد توفير بيئة منزلية متفهمة وداعمة ومتسقة مع توازن من الحب والانضباط على تقليل الأعراض ومنع نوبات السلوك المزعج (6).

المصادر:

1-R. Blair R, Leibenluft E, S. Pine D. Conduct Disorder and Callous-Unemotional Traits in Youth [Internet]. NCBI. 2014 [cited 11 June 2020]. Available from: هنا

2-Louisiana State University. (2019, June 28). Society pays heavy price for failure to diagnose and treat conduct disorder. ScienceDaily. Retrieved June 11, 2020 from هنا

3-Conduct Disorder [Internet]. Psychology Today. 2017 [cited 11 June 2020]. Available from: هنا

4-University of Birmingham. (2019, April 18). Brain wiring differences identified in children with conduct disorder. ScienceDaily. Retrieved June 11, 2020 from :هنا

5-T. Wymbs B, A. McCarty C, Mason W, M. King K, S. Baer J, Stoep A et al. Early Adolescent Substance Use as a Risk Factor for Developing Conduct Disorder and Depression Symptoms [Internet]. NCBI. 2014 [cited 11 June 2020]. Available from: هنا

6-Mental Health and Conduct Disorder [Internet]. WebMD. 2018 [cited 11 June 2020]. Available from: هنا