الغذاء والتغذية > عادات وممارسات غذائية

ماء بارد أم دافئ؟ ... هل تؤثر درجة حرارة الماء في صحتنا؟

لا يوجد مشروب يمكن أن يعوض أهمية الماء لجسمنا، ولكن هناك جدل عن أفضل درجة حرارة ينبغي أن يكون عليها.. فبعض المعتقدات تعدُّ أن شرب الماء البارد عادة سيئة يمكن أن تضر بصحتنا على المدى الطويل، فهل هناك أيّة صحة لهذه الأفكار؟ تعرّف إذًا إلى مخاطر شرب الماء المحتملة وفوائدها، وإلى درجة الحرارة الأنسب لماء الشرب!

يُعدُّ استهلاك كمية كافية من الماء يوميًّا أمرًا ضروريًّا لدعم جميع وظائف الجسم، لِما كان في ذلك الهضم والتمثيل الغذائي، والتخلص من الفضلات، والحفاظ على درجة حرارة الجسم الطبيعية، والحفاظ على صحة الأعضاء والأنسجة؛ إذ يُنصح أن تستهلك الإناث قرابة 2.7 لترًا من الماء يوميًّا، والذكور قرابة 3.7 لترًا. في هذا المقال سنناقش ما إذا كان شرب الماء البارد سيئًا لكم. إضافة إلى ذلك سنغطي المخاطر المحتملة له والفوائد، وما إذا كان من الأفضل شرب الماء الدافئ أو البارد (2).

فوائد شرب الماء البارد:

لشرب الماء البارد عدّة فوائد (1,6):

- الماء البارد في أثناء التمرين يمكن أن يساعد في الحفاظ على جسمك من الحرارة الزائدة.

- الحفاظ على رطوبة جسمك على مدار النهار.

- يمدّك بالمزيد من الطاقة.

- يعدل حرارة جسمك.

مخاطر شرب الماء البارد:

على الرغم من وجود فوائد لكن هنالك عدّة حالات يؤثر شرب الماء البارد في جسمك سلبيًّا:

- يجعل المخاط الأنفي أكثر سماكةً وأكثر صعوبة في المرور عبر الجهاز التنفسي (1,4).

- يزيد الاحتقان إذا كنت تحاول علاج نزلة البرد أو الانفلونزا (1,4).

- يمكن أن يزيد الألم المرتبط على مرض الارتشاح (الارتخاء) -وهو حالة تحدّ من قدرة الجسم على تمرير الطعام عبر المريء- عندما تشرب الماء البارد مع وجبة الطعام (1,5).

- يبطئ عملية الهضم عند شربه في أثناء تناول الطعام (2).

- الأشخاص الذين يعانون الصداع النصفي أكثر عرضة للإصابة بالصداع بعد شرب الماء البارد؛ أي يتفاقم الوضع الصحي لديهم (2).

هل يختلف شرب الماء الدافئ أو الساخن عن شرب الماء البارد؟

يمكن أن يساعدك شرب الماء الدافئ في عملية الهضم، وفي الدورة الدموية عن طريق التسبب في تمدد الشرايين والأوردة. ويُخلّص جسمك من السموم على نحو أسرع. وقد يلجأ بعض الناس إلى شربه على نحو أكثر في الأشهر الباردة، لكن عليك أن تنتبه إلى أنّ شرب الماء الدافئ قد يجعلك تشعر بالعطش على نحو أقل، مما يؤدي إلى شرب أقل للماء مما يسبب الجفاف، لذا من الضروري أن تنتبه إلى مدخول الماء في خلال يومك في حال اعتمادك على الماء الدافئ. في حين أنّ الماء البارد يمكن أن يكون أكثر انتعاشًا في الطقس الدافئ، ويحافظ على ترطيب جسمك و إمداده بالطاقة (1,2,9,11).

هل يمكن أن يساعد شرب الماء البارد في تخفيف الوزن؟

شرب الماء بوصفه بديلًا للمشروبات السكرية مفيد لعملية الهضم والحفاظ على وزن صحي، حتى إذا كانت المياه التي تشربها باردة، وقد يساعدك شرب الماء البارد في حرق بضع سعرات حرارية إضافية في أثناء هضمه لأنّ جسمك يجب أن يعمل بجدّ أكثر للحفاظ على درجة حرارته الأساسية. ولكن شرب الماء البارد لا يُعدُّ وسيلة قوية لفقدان الوزن.

تأثير درجة حرارة الماء في التعرق وتعويض الرطوبة:

دُرِس تأثير شرب الماء في درجات حرارة مختلفة على كيفية تعويض الرطوبة عند الرياضيين (3): (5مْ) ماء مبرّد، (16مْ) ماء بارد، مثل مياه الصنبور البارد، (26مْ) ماء فاتر، تقريبًا في درجة حرارة الغرفة، (58مْ) ماء دافئ، مثل مشروب ساخن كالشاي.

اختلفت مستويات التعرّق والجفاف في أثناء التمرين مع الماء البارد مقارنة ببقية المياه بدرجات الحرارة الأخرى. فشرب الماء البارد في أثناء التمرين يعمل على:

- تحسين أداء الشخص وقدرته على التحمل (2,7).

- يقلل على نحو كبير من ارتفاع درجة حرارة الجسم الأساسية مقارنة بالمياه الموجودة في درجة حرارة الغرفة (2,8).

- يقلل من معدل التعرّق (3,9).

- يعمل الماء البارد بوصفه مشتتًا حراريًّا، ومن ثم تقلّ الحاجة إلى تبديد الحرارة وقلّة التعرّق (3,10).

- الماء البارد بدرجة 16مْ يُستهلك بكمية أكبر، فيكون التعرّق أقل بكثير، ومن ثم يحدث الترطيب بكفاءة أكثر. لذلك يمكن التوصية باستهلاك الماء الذي درجة حرارته 16 مْ للرياضيين الذين يعانون الجفاف. 

علمًا أنّ شرب الماء بأيّ درجة حرارة ضروريّ جدًّا لتحافظ على الترطيب، خاصة عند ممارسة الرياضة أو في البيئات الساخنة.

فإذا كنت قلقًا بشأن عملية الهضم لديك، أو محاولة وضع خطّة لفقدان الوزن، أو الشعور بأنّك قد تعاني الجفاف باستمرار، ضع خطّة تحافظ بها على رطوبة جسمك وصحتك. مثلًا حدِّد ساعات معينة لشرب كميات متساوية من الماء على مدار يومك، مراعيًا بذلك الكمية الكليّة التي يجب عليك شربها في خلال اليوم. وتوِّع مصادر غذائك، فتناول أطعمة تحتوي نسبة جيدة من الماء.

المصادر والدراسات المرجعية:

1-  Is Drinking Cold Water Bad for You? Digestion, Weight Loss, Energy [Internet]. Healthline. 2020 [cited 14 April 2020]. Available from: هنا

2- Is drinking cold water bad for you? Risks and benefits [Internet]. Medicalnewstoday.com. 2020 [cited 14 April 2020]. Available from: هنا

3- Abdollah Hosseinlou M. The effect of water temperature and voluntary drinking on the post rehydration sweating [Internet]. PubMed Central (PMC). 2020 [cited 14 April 2020]. Available from: هنا

4- Saketkhoo K, Januszkiewicz A, Sackner M. Effects of drinking hot water, cold water, and chicken soup on nasal mucus velocity and nasal airflow resistance. CHEST Journal. 1978;74(4). هنا

5- Ren Y, Ke M, Fang X, Zhu L, Sun X, Wang Z et al. Response of Esophagus to High and Low Temperatures in Patients With Achalasia. Journal of Neurogastroenterology and Motility. 2012;18(4):391-398. هنا

6- LaFata D, Carlson-Phillips A, Sims S, Russell E. The effect of a cold beverage during an exercise session combining both strength and energy systems development training on core temperature and markers of performance. Journal of the International Society of Sports Nutrition. 2012;9(1):44. هنا Riera F, Trong T, Sinnapah S, Hue O. Physical and Perceptual Cooling with Beverages to Increase Cycle Performance in a Tropical Climate. PLoS ONE. 2014;9(8):e103718. هنا

7- LaFata D, Carlson-Phillips A, Sims S, Russell E. The effect of a cold beverage during an exercise session combining both strength and energy systems development training on core temperature and markers of performance. Journal of the International Society of Sports Nutrition. 2012;9(1):44. هنا

8- Wimer G, Lamb D, Sherman W, Swanson S. Temperature of Ingested Water and Thermoregulation During Moderate-Intensity Exercise. Canadian Journal of Applied Physiology. 1997;22(5):479-493. هنا

9- Butudom P, Barnes D, Davis M, Nielsen B, Eberhart S, Schott II H. Rehydration fluid temperature affects voluntary drinking in horses dehydrated by furosemide administration and endurance exercise. The Veterinary Journal. 2004;167(1):72-80. هنا

10- [Internet]. Apps.dtic.mil. 2020 [cited 14 April 2020]. Available from: هنا