الغذاء والتغذية > الفوائد الصحية للأغذية

ماء الهيدروجين، مشروبٌ سحري؟ أم أسطورةٌ مبالَغ بها؟

ماء الهيدروجين Hydrogen Water ماءٌ نقيٌ مضافٌ إليه جزيئاتٌ إضافيّةٌ من الهيدروجين، والأخير غازٌ عديم اللّون والرّائحة وهو غير سامٍّ بالطبع وقادرٌ على الارتباط بعناصر أخرى مثل الأوكسجين والنيتروجين والكربون لتشكيل مركّباتٍ مختلفةٍ كالسكر والماء، تتكون جزيئة الماء الواحدة من ذرّتي هيدروجين وذرّة أوكسجين، ويرى البعض أنّ إضافة مزيدٍ من الهيدروجين إلى الماء سيجعله أكثر نفعًا وذا فوائد لا تستطيع المياه العاديّة تقديمها، اعتقادًا بأنّ الجسم لا يستطيع امتصاص الهيدروجين الموجود في الماء العاديّ بنحو فعّالٍ لأنّه مرتبطٌ بالأوكسجين، ولذلك وبإضافة الهيدروجين إلى الماء ستكون جزيئات الهيدروجين هذه "حرّةً" ومتاحةً للجسم أكثر، ويصنَع ماء الهيدروجين بإضافة غاز الهيدروجين إلى الماء النّقي قبل تعبئته في أوعيته، أو بإضافة أقراص الهيدروجين إلى المياه العاديّة أو الغازية، أو حتّى بشراء آلات مياه الهيدروجين في حال الرّغبة بصنعها في المنزل، ويُسَوَّق لمياه الهيدروجين على أنّها تساعد على تقليل الالتهابات، وتعزيز الأداء الرّياضي، وحتّى إبطاء عملية التّقدّم في السّن، إلّا أنّ الأبحاث في هذا المجال ما تزال محدودة، ولذلك فإنّ العديد من خبراء الصّحة يشكّكون في فوائدها المفترضة.

هل ماء الهيدروجين مفيد للصحة؟

لنتحقق معًا من الادعاءات عن فوائد هذا الماء:

* هل له فوائد مماثلة لفوائد مضادات الأكسدة؟

تحارب مضادات الأكسدة الجذور الحرّة في الجسم وتحمي الخلايا من تأثيرات الإجهاد التّأكسدي، وهناك ادعاءات أن لماء الهيدروجين الدور ذاته لاحتوائه على الهيدروجين الجزيئيّ.

في دراسةٍ استمرّت لمدّة ثمانية أسابيع، أُجريَت على 49 شخصًا يتلقّون العلاج الإشعاعيّ لسرطان الكبد، وُجِّه نصف المشاركين إلى شرب 1500-2000 مل من ماء الهيدروجين في اليوم الواحد، وفي نهاية التّجربة أظهر أولئك الأشخاص انخفاضًا في مستويات الهيدروبيروكسيد -وهذه علامةٌ على وجود الإجهاد التّأكسدي- وحافَظوا على نشاطٍ مضادٍ للأكسدة أكبر بعد العلاج الإشعاعي من المجموعة (2)، لكن من ناحيةٍ أخرى، أظهرت دراسةٌ أجريت مؤخرًا لمدّة أربعة أسابيع على 26 شخصًا من الأصحّاء أنّ شرب 600 مل من الماء الحاوي على الهيدروجين يوميًا لم يقلّل من علامات الإجهاد التأكسدي مثل الهيدروبيروكسيد بالمقارنة مع مجموعة العلاج الوهمي (3)، فهناك حاجةً لمزيدٍ من الدّراسات لتأكيد ما إذا كان تناول ماء الهيدروجين يقلّل من آثار الإجهاد التّأكسدي لدى كلٍّ من الأشخاص الأصحّاء وذوي الحالات المرضيّة المزمنة.

* هل يفيد من يعانون من المتلازمة الاستقلابية؟

المتلازمة الاستقلابية حالةٌ تتّصف بارتفاع نسبة السّكّر، وزيادة مستويات الدّهون الثّلاثية، وارتفاع نسبة الكولسترول في الدّم، وزيادة الدّهون في البطن، ويُعتقَد أنّ الالتهاب المزمن هو عاملٌ مساهمٌ في حدوثها. تظهر بعض الأبحاث أنّ ماء الهيدروجين قد يكون فعالًا في الحدّ من علامات الإجهاد التّأكسدي وتحسين عوامل الخطر المتعلقة بالمتلازمة الاستقلابية، فبحسب دراسةٍ أُجريَت لمدّة 10 أسابيع على عشرين شخصًا يعانون من أعراض المتلازمة الاستقلابية شربوا ما يعادل 0،9-1 لترًا من ماء الهيدروجين يوميًا، تَبيَّن في نهاية التّجربة وجود انخفاضاتٍ كبيرةٍ في نسب الكولسترول السّيئ LDL والكولسترول الكلّي مع ارتفاع الكولسترول الجيّد HDL، وزيادة فعاليّة مضادات الأكسدة، وانخفاض مستويات الواسمات الالتهابية مثل (TNF-α 4).

* هل هو مفيد للرياضيين؟

تروّج العديد من الشّركات لشرب ماء الهيدروجين بوصفها طريقة طبيعيّة لتعزيز الأداء الرّياضي، وربما يفيد الرّياضيين في تقليل الالتهاب وإبطاء تراكم اللاكتات في الدّم الّذي يدل على إرهاق العضلات، ووجدت دراسةٌ صغيرة أُجريَت على عشرةٍ من لاعبي كرة القدم الذّكور أنّ الرّياضيين الّذين شربوا 1500 مل من ماء الهيدروجين أظهروا وجود مستوياتٍ أقل من اللاكتات في الدّم وإجهادًا أقل في العضلات بعد التّمرين بالمقارنة مع مجموعة العلاج الوهميّ (5)، وأظهرت دراسةٌ صغيرة أخرى أُجرِيت لمدّة أسبوعين على ثمانيةٍ من راكبي الدّراجات الذّكور أنّ أولئك الّذين استهلكوا 2 ليتر من ماء الهيدروجين يوميًّا كان لديهم قدرٌ أكبرٌ من الطّاقة في أثناء التّمارين من أولئك الّذين شربوا الماء العادي (6)، ومع ذلك ما يزال مجال البحث هذا جديدًا نسبيًّا، وهناك حاجةٌ لمزيدٍ من الدّراسات لفهمٍ أكبر لفائدة ماء الهيدروجين للرّياضيين.

إذًا هل يجب علينا شرب ماء الهيدروجين أم لا؟

على الرغم من أنّ بعض الأبحاث حول التّأثيرات الصّحّية لماء الهيدروجين تظهر نتائج إيجابيّة، لكنّ هناك حاجة إلى دراساتٍ أكبر وأطول أمدًا قبل استخلاص النّتائج، وقد صنّفت إدارة الغذاء والدواء FDA هذا المنتج على أنّه آمن، أي إنّه صالحٌ للاستهلاك البشريّ ولم يُعرَف بأنّه يسبّب الضّرر، ولكن لا توجد حاليًا أيّ معايير بشأن كميّة الهيدروجين الّتي يمكن إضافتها إلى الماء، ونتيجةً لذلك يمكن أن تتفاوت تراكيز الهيدروجين المضاف تفاوتًا كبيرًا، وفضلًا عن ذلك، ما تزال كمّية الهيدروجين الّتي يجب استهلاكها للحصول على فوائدها المحتملة غير معروفة على وجه التحديد، فإذا كنت ترغب في تجربة ماء الهيدروجين، يقترح الخبراء شراء المنتج في الأوعية غير القابلة لإعادة الاستعمال وشرب الماء بسرعة للحصول على أقصى قدرٍ من الفوائد.

المصادر والدراسات المرجعية:

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا

هنا