الكيمياء والصيدلة > الآثار الجانبية

الولادةُ قبلَ أوانها.. ما تأثيرُ تناولِ الحاملِ للستيروئيدات؟

تُعطَى الحاملُ الستيروئيداتِ في الحالاتِ التي تُنبِئُ أنَّ الجنينَ سيولَدُ قبلَ أوانِه (أي طفلًا خديجًا)، وذلك نظرًا لقدرةِ الستيروئيدات على تسريعِ تطوُّرِ الرئتَين لدى الجنين، ممَّا يُقلِّلُ من احتمالِ حدوثِ اختلاطاتٍ خطيرةٍ للوليد والتي قد تنتهي بالموت.

ويُعَدُّ الطفلُ خديجًا عندما يُولَدُ قبل 37 أسبوعًا كاملًا من الحمل، ممَّا قد يُسبِّبُ مشكلاتٍ تنفُّسيةً لِعدمِ اكتمالِ نموِّ رئتَيه، ممَّا يُبرِّرُ إعطاءَ الحاملِ أدويةً ستيروئيديةً قبل الولادة.

فكيفَ يُمكِنُ للستيروئيداتِ أن تُساعدَ الجنين؟

تُعدَّ القَشرانياتُ السكرية أو الأدويةُ الستيروئيدية أشكالًا صُنعيَّةً مُشابِهةً للهرموناتِ البشرية الطبيعية، فما إن تُحقَنُ الحاملُ بالدواء حتَّى ينتقلَ إلى جسمِ الطفل وإلى رئتَيه على وجه التحديد عبرَ الدم، وغالبًا ما يكون الكورس الواحدُ مكوَّنًا من حُقنَتين ضمنَ 24 ساعة.

ويتسارعُ نموُّ رئتَي الجنين تسارُعًا كبيرًا عندما تأخذُ الحامل هذه الحُقَنَ في الأسابيع (25 – 33) من الحمل، ممَّا يَزيدُ فرصةَ نجاةِ الطفل الخديج.

وقد أُجريَت 21 دراسةً مُتضمِّنةً 3800 امرأة لِتقصّي فعاليةِ العلاج، فكانتِ الفوائدُ التي جناها الجنين هي الآتيةَ:

1. فرصةٌ أكبرُ للنجاةِ والعيش:

توفّي 13 مولودًا خديجًا من أصل 100 بعدَ أسابيع من ولادةِ الأم الَّتي لم تتناولْ علاجًا ستيروئيديًّا، في حين توفّيَ 9 مواليدَ خُدَّجٍ من أصلِ 100 بعدَ أسابيع من ولادة الأم التي تناولتِ العلاج.

وبذلك؛ جنَّبَ تناوُلُ العلاج 4 % من الخُدَّجِ الموتَ في الأسابيع الأولى بعد الولادة.

2. تضاؤلُ خطرِ حدوث مشكلاتٍ تنفُّسيَّة:

عانَى 28 مولودًا خديجًا من أصل 100 من مشكلاتٍ تنفُّسيّةٍ في حالةِ الحواملِ اللاتي لم تتناولْنَ العلاج، في حين عانى 18 خديجًا من أصل 100 من مشكلاتٍ تنفسيّة عندَ نظيراتهنّ اللاتي تناوَلنَ العلاج.

وبذلك؛ خفَّضَ تناولُ الستيروئيدات نسبةَ المشكلاتِ التنفسية بمقدار 10%.

3. تقليلُ خطرِ حدوث نَزفٍ في الدماغ:

عانى 12 مولودًا خديجًا من أصل 100 من نزيفٍ في الدماغ في حالةِ الحوامل اللاتي لم يتناولنَ العلاج، في حين عانى 6 مواليدَ خُدَّجٍ من أصل 100 من نزيفٍ في الدماغ في حالةِ نظيراتهنّ اللاتي تناولنَ العلاج.

وبذلك؛ جنَّبَ تناولُ العلاج إصابةَ 6% من الخُدَّج بهذا النوع من النزيف.

4. تخفيفُ خطر الإصابة بالتهاب الأمعاء التنخُّري:

يعاني 7% من الخُدَّجِ من التهاب الأمعاء التنخُّري في حالة الحوامل اللاتي لم يتناولنَ العلاج، أمّا في حالة الحواملِ اللاتي تناوَلنَ العلاج فقد أُصيب 3% من الخُدّج فقط بهذه الحالة المرضية.

وبذلك؛ يُجنِّبُ تناولُ الحاملِ العلاجَ إصابةَ 4% من الخُدَّج بهذا المرض.

وقد يُحسِّنُ كورسٌ علاجيٌّ واحدٌ عملَ رئتَي الخديجِ بعد الولادة، ولكن قد يُطلَب تكرارُ الكورس العلاجي أيضًا إذا ما تأخَّرتِ الولادة إلى أكثرَ من أسبوعٍ بعد تناول الكورس الأول.

وقد أُجريَت 10 دراساتٍ على قرابةِ 4700 امرأةٍ حامل لِتحرّي مِيزاتِ ومساوئِ تكرارِ الكورس العلاجي، فأظهرتِ النتائجُ فوائدَ كبيرةً في تقليل خطرِ المشكلاتِ التنفسيّة ومشكلاتٍ أخرى أشدَّ خطورةً.

ما الآثارُ الجانبيَّةُ الناتِجة عن تناولِ الحاملِ للستيروئيدات؟

لم تَظهر أيُّ آثار جانبية على الخديج عند تناول الحاملِ كورسًا علاجيًّا واحدًا، ولم تُلاحَظ أيُّ فروقٍ واضحة في النمو والتطور عنده أيضًا - بعدَ متابعةِ حالته إلى مرحلتَي الطفولةِ والبلوغِ - مقارنةً بالخُدَّجِ الذين لم تتناولْ أمهاتهم الستيروئيداتِ في أثناءِ الحمل.

ويزدادُ احتمالُ ظهور آثار جانبية لدى الخُدَّج الذين تلقَّوا كورسَين علاجيين؛ إذ يكونُ حجم الخُدَّج أصغرَ من أقرانهم الذين خضعت أمَّهاتهم لكورسٍ واحد فقط بعدَ فترة صغيرة من الولادة، ولكن يعودُ الخديجُ بعد عدّة أشهرٍ إلى الحجم الذي يجبُ أن يكون عليه.

وعليه؛ فإنَّ الدراساتِ لم تُثبِت أيّةَ مشكلاتٍ طويلةِ الأمد مرتبطةٍ بتناولِ الحامل للستيروئيدات؛ لا على الطفل ولا على أمّه، وإنَّما عانى 1% فقط من الأمهات اللاتي تناولْنَ العلاجَ من اضطراباتٍ في النوم فترةً قصيرةً بعدَ ولادتهن، ولكن؛ عمومًا تعاني العديدُ من النِساء اللاتي لم يخضعنَ للعلاج من اضطراباتٍ في النوم بعدَ الولادة؛ وخصوصًا في حالةِ الولادة المبكّرة.

المصدر:

هنا