الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

تعاني من الصداع النصفي؟؟ انتبه لمؤشر كتلة جسمك!

تمثل آلام الصداع النصفي عائقاً رئيساً نحو حياةٍ صحية. وتشير الإحصائيات إلى أن النساء يشكلن نسبةً تفوق 70٪ من المصابين بالصداع النصفي، 90٪ منهنّ يمكن أن يتغيبن عن العمل ويفقدن القدرة على أداء مهامهن. إضافةً إلى ذلك، فإن معظم مرضى الصداع النصفي لديهم تاريخٌ عائلي مع الصداع الذي يتسبب في إعاقتهم عن الحركة. وبالرغم من إجراء المئات من الأبحاث حول الصداع النصفي ومسبباته وطرق علاجه، إلا أنه لم يتم العثور على سببٍ واحدٍ محددٍ له. ولا تزال العلاجات المكتَشفة ضعيفةَ الوِثاق بالعلم وتختلف من مريضٍ إلى آخر.

وقد هدفت دراسةٌ حديثةٌ نُشرت في مجلة علم الأعصاب Neurology إلى توضيح العلاقة -إن وجدت- بين مؤشر كتلة الجسم BMI والصداع النصفي، وذلك عن طريق تحليلٍ تلّويٍّ لمجموعةٍ من الدراسات المتوفرة حول العلاقة بين مؤشر كتلة الجسم BMI والصداع النصفي، وأشارت النتائج هنا إلى أن السمنةَ وانخفاضَ الوزن عن الحدود الطبيعية يشكلان عامِلَي خطرٍ للإصابة بالصداع النصفي.

ووفق ما جاء على لسان مؤلفي الدراسة، فإن السمنة وانخفاض الوزن الشديد يتميزان عن غيرهما من العوامل المسببة للصداع النصفيّ بكونهما عاملين قابلين للتعديل ويمكن التحكم بهما، ويشكل الوعي بمدى أهميتهما فائدةً كبيرةً للطبيب المعالج والمريض على حدٍ سواء. ومن هنا تبرز ضرورة الاهتمام بفقد الوزن لدى الأفراد البدينين، أو زيادتِه لدى الأشخاص الذين يعانون من انخفاضٍ شديدٍ فيه، وذلك في سبيل منع تأثير هذين العاملين على الصداع النصفي ونوباته.

واستناداً إلى التحليل الذي أُجري في الدراسة، وُجد أن 27% من الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة كانوا أكثرَ عُرضةً للإصابة بالصداع النصفي مقارنةً بمن لديهم أوزانٌ طبيعية. كذلك فإن الأشخاص النحيلين لم يكونوا بمنأى عن الخطر، إذ لوحظ أن احتمال إصابة الأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن بألام الصداع النصفي كان أعلى بنسبة 13 % من الأشخاص ذوي الأوزان الطبيعية.

ولم تكن الدراسة قادرةً على تحديد سببِ أو كيفية ارتباط مؤشر كتلة الجسم بانتشارِ الصداع النصفي، إلا أنَّ الباحثين قدرّوا أن تأثير عددٍ من العوامل مثل الأدوية، والاكتئاب، والنشاط البدني، والنشاط الجزيئي في الأنسجة الدهنية على مؤشر كتلة الجسم يمكن أن يمتلك تأثيراً على الإصابة بالصداع النصفي أيضاً، الأمرُ الذي يتطلب مزيداً من الأبحاث للتحقق من طبيعته.

المصادر:

1 - هنا

2 - هنا

الدراسة المرجعية: هنا