الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

زيادة البوتاسيوم، أم خفض الصوديوم؟ أيهما الأفضل لصحتنا؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

غالباً ما نسمع نصائح عديدة حول ضرورةِ خفض مدخولنا من الصوديوم (أي الملح بمعنى آخر) لنقي أنفسنا من أمراض القلب (وخاصةً ضغط الدم) والكلية.. فهل يعتمد إنقاذنا على خفض الصوديوم؟ أم أن الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم ستقدم لنا طريقاً آخر؟

في بحث جديد، وجد باحثو جامعة جنوب كاليفورنيا أنّ زيادة الوارد الغذائي من البوتاسيوم يعتبر عاملاً شديد الأهمية في إنقاص خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائية وأمراض الكلية، شأنه في ذلك شأن خفض الوارد من الصوديوم!

وقد جاءت نتيجة البحث إثرَ إجراء مراجعةٍ لأكثر من 70 دراسةً متعلقة تتعلق بالطرائق الغذائية المستخدمة لتنظيم ضغط الدم المرتفع، ووجدوا أن كِلا شاردتي الصوديوم والبوتاسيوم تلعبان دوراً متكاملاً في الحفاظ على مستويات ضغط دم طبيعية. ولكن هذا التصريح يعني أن الدور لا يقع على عاتق تخفيض استهلاك الصوديوم فقط، فكيف ذلك؟

استُخدمت نسبة الصوديوم إلى البوتاسيوم المطروحَين مع البول كمؤشرٍ لتقدير الاستهلاك الغذائي من هذين العنصرين. ولوحظَ أن ارتفاع ِالوارد الغذائي من البوتاسيوم يؤدي إلى نقل الكليةِ للسوائل إلى المنطقةِ القريبةْ من نهاية النبيب الكلوي حيث يتم إفراز البوتاسيوم وطرحُهُ مع البول. ولكن هذا الانتقال لا يؤدي إلى طرح الفائض من البوتاسيوم فحسب، بل يُقلل أيضاً من كمية الصوديوم والماء التي يُعاد امتصاصها من قبل الجسم عبر الكلية. وبهذه الطريقة، تسهمُ مستوياتُ البوتاسيوم الغذائي العالية بإرسالِ إشاراتٍ إلى الجسم تدفعُهُ إلى تقليل كميةِ الصوديوم التي يقوم باحتباسها.

أي أن تنظيم هاتين الشاردتين يتبع نموذجاً دائرياً يساعدُ بدورِهِ على خفضِ ضغط الدم.

ويقودنا ذلك إلى أنّ الوارد الغذائي المرتفع من البوتاسيوم، وبالتالي الإفراغَ المرتفعَ له أيضاً عبرَ البول، يلعبُ دوراً مهماً في تباطؤِ تطورِ أمراض القلب والكلية.

ويُنصح دائماً بزيادةِ الاستهلاكِ من الموادِ الغذائيةِ الغنيةِ بالبوتاسيوم والمتاحةِ بسهولة، مثل الحليب، والفاصولياء المجففة، والبطاطا، والموز، وغيرها. علماً أن الباحثين قد ختموا بحثهم بقولهم أن الجسم يقوم بوظائفه بشكل أفضل عند وجود توازن بين هذين العنصرين.

المصدر:

هنا