الغذاء والتغذية > تغذية الأطفال

سكر الفركتوز.. من حليب الأم إلى الأطفال.. ما العواقب؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

أشارت دراسةٌ حديثةٌ إلى انتقالِ سكر الفركتوز عبر حليب الأم إلى طفلها الرضيع. وقد تضمّنت الدراسة 25 امرأةً مع أطفالِهنّ لتكون دليلاً مبدئياً على ارتباط كمية الفركتوز بالصحة، إذ تؤثر كميةٌ ضئيلةٌ من الفركتوز لا تزيد عن وزن حبة أرز على وزن الجسم، والعضلات، ومحتوى العناصر المعدنية في العظام.

يتواجدُ سكر الفركتوز في الفاكهة بشكل طبيعي، إضافةً إلى دخولِه في بعضِ الأطعمة المصنّعة والمشروبات الغازية، ويعودُ تواجدُه في حليب الأم إلى اشتقاقِه من الأطعمة التي تتناولها في حميتها الغذائية. وعلى الرّغم من تواجدِهِ فيها بشكلٍ طبيعي، إلّا أن تعرّضَ الأطفال لكمياتٍ مرتفعةٍ من السكر خلال نموّهِم يمكن أن يؤدي إلى مشاكلَ في التطورِ الإدراكي وقابليةِ التعلّم لديهم، فضلاً عن خلْقِ خطورةٍ طويلة الأمد للتعرض إلى البدانة، والسكري، وداء الكبد الدهنيّ، وأمراض القلب.

يُذكر أن سكر اللاكتوز (أو سكر الحليب) هو السكر السائد في حليب الأم وهو المصدر الرئيسي للكربوهيدرات والطاقة فيه، ويتمتع بفوائدَ عديدة، ولكن الحميةَ الغذائية للأم قد تؤثر بشكلٍ كبيرٍ على تركيب الحليب مما قد يخفّض من فوائده الطبيعية، خاصّةً وأن الأبحاث السابقة قد أكّدت تأثير الفركتوز وبعض المحليات الصناعية على الأطفال في مراحلَ حرجةٍ من نموّهم وتطوّرهم، وبذلك تصبحُ أيّ كميةٍ من الفركتوز مصدراً للخطر على التطور السليم للطفل، خاصّةً وأن المعلومات المتوافرةَ اليوم عن أسباب بدانة الأطفال ليست بالكثيرة، ولا بدّ من شملِ الفترات المبكرة من حياتِهم في الدراسات والأبحاث بهدفِ خفض هذه الظاهرة.

إذاً، ما هي الكمية التي تستوجب الحذر؟

تعتبر السنةُ الأولى من حياة الطفل على قدرِ كبيرٍ من الأهمية من ناحيةِ بناءِ الشبكات الدماغية وتطورها، الأمرُ الذي يعتبر حجرَ أساسٍ في تأسيسِ النظامِ الاستقلابيّ. ويمكن لكمياتٍ دقيقةٍ من الفركتوز أن تمتلكَ تأثيراً واضحاً على الاستقلاب لدى الأطفال، إذ يسبب تناولُه من قِبَلهم تمايزَ الخلايا الدهنية في الجسم، رافعاً بذلك من احتمالِ إصابتِهم بالبدانة أو زيادة الوزن.

وبحسب بيانات الدراسة، يحصلُ طفلٌ بعمرِ الشهر على ما يُقارب 10 ملغ من الفركتوز يومياً، وهي كميةٌ – على الرغم من بساطتِها – إلّا أنها تمتلكُ تأثيراتٍ صحيّةً كبيرةً على المدى البعيد.

أخيراً، يؤكد الباحثون على ضرورةِ استمرار الأمّهات بإرضاعِ أطفالِهنّ طبيعياً إن أمكن ذلك، مع الانتباه لمدخولِهنّ من السكريات التي يمكن أن تنتقلَ لأطفالِهنّ بشكلٍ ثانويّ. وفي حالِ الحاجةِ لاستخدامِ الحليب الصناعي، يجبُ على الأهل أن يختاروا النوعيةَ بحذرٍ، إضافةً إلى الابتعادِ عن المأكولات الخفيفة الغنيةِ بالسكريات أو المحليّات.

المصدر

هنا

الدراسة المرجعية

Michael Goran، Ashley Martin، Tanya Alderete، Hideji Fujiwara، David Fields. Fructose in Breast Milk Is Positively Associated with Infant Body Composition at 6 Months of Age. Nutrients، 2017; 9 (2): 146 هنا