علم النفس > الصحة النفسية

سلسلة العلاج النفسي (الجزء السادس): تقييم المعالجة النفسية وإنهاؤها

استمع على ساوندكلاود 🎧

يجبُ أن تعرف من الجلسة الأولى أو الثانية إنْ كان هناك تناسبًا بينكَ وبين معالجك. وفي بعض الأحيان قد تحبُّ معالجَك ولكنكّ لا تشعر بأنك تُحرز تقدماً معه. ومن المهم أن تُقيّمَ تقدّمك في العلاج لتتأكَّد من أنّكَ تحصلُ على ما تريدُ منه.

ولكن ضعْ في حسبانك أنّه لا توجدُ طريقٌ سهلةٌ للشفاء، إنّها عمليّةٌ مليئةٌ بالتحولات والانتكاسات المؤقتة، وما يبدو لكَ مشكلةً واضحة قد يتحول إلى معضلةٍ معقّدة. كن صبوراً ولا تفقدْ شجاعتَك عند أول انتكاسةٍ وتراجع، فلن تُصبح شخصاً جديداً في ليلةٍ وضحاها. وإنما ستلمِس التغيّراتِ الإيجابية في حياتك ويتحسّن مزاجُك العام مع تقدّمِ المعالجة، فقد تشعرُ بترسّخِ علاقتِك مع عائلتك وأصدقائك مثلاً أو أنّ ما كان يخنقُك في الماضي لم يعدِ الآن يؤثّرُ عليك.

نصائحٌ لتقييم تقدمك في العلاج:

-هل تتغيّرُ حياتُك نحو الأفضل في مختلفِ نواحيها: العمل والمنزل والحياة الاجتماعية؟

-هل حقّقتُما الأهدافَ التي وضعتُماها أنت ومعالجك؟

-هل تتحدّاكَ المعالجةُ وتأخذُك خارجَ حدود راحتك، وبمعنىً آخرَ تستفزُّك وتستفزُّ مشاعرَك، وتعيدُ إليك مشاعرَك المدفونةَ التي قد تقفُ خلف مشاكلك؟

-هل بدأتَ بفهمِ نفسك؟

-هل تزداد ثقتك بنفسك؟ وهل تشعر بطاقةٍ أكبر؟

-هل تتحسّن علاقاتُك مع الآخرين؟

إنّ تقييمَك لأهدافك وتقدّمِك أمرٌ ضروريّ كلّما تقدمْت في العلاج أو اقتضَت الحاجة لذلك ويجب أن يعملَ معك معالجُك على هذا. إلاّ أنها ليست منافسةً، فإن لم تصل إلى أهدافك بعدد الجلسات التي حدّدتَها فأنت لست فاشلاً، وإنّما عليك أن تركّزَ على تقدُّمك العام وما تعلّمتَه خلال هذه الفترة.

علاماتٌ تستدعي تغييرَك لمعالجك النفسي:

-لا تشعرْ بالراحة معه عندما تتكلّم عن أي شيء.

-لا يكترثْ معالجُك لمشاكلك وهمومك.

-يبدو لك أنّه وضع أجندتَه الشخصية.

-يتكلّم أكثر مما يستمع إليك.

-يُخبرك دوماً بما عليك فعله وكيف تعيش.

متى تُنهي العلاج؟

يعتمدٌ هذا عليك وعلى حالتك الشخصيّة. ولكن وبشكلٍ نموذجي تنتهي عندما تقرّران أنت ومعالجُك أنكما قد حققتُما الأهدافَ التي وضعتماها.

وقد تشعر في بعض المراحل أنك حصلتَ على ما تريده من المعالجة حتّى وإن كان شعورُكَ مختلفاً. إنّ إنهاء العلاج سيكون صعباً عليك فقد تكونت بينك وبين معالجِك علاقةٌ وثيقةٌ، فقد كان أذنَك الصاغية وعوناً لك على تخطّي المشاكل، لذا سيراودُك خليطٌ من المشاعر والأفكار والأسئلة فلا تتردّد في التكلّم عنها معه. وإن مازلت تستمرُّ في التقدّم فإنّ خَيار الإنهاء متوقفٌ عليك. ومن الضروري التحدثُ عن إنهاء المعالجة في مراحلٍ مبكّرة من العلاج لتتكون لديك الفكرةُ ويكون الوقتُ متاحاً أمامكما للوصول إلى نهايةٍ سليمة ومستقرة.

حدّدا الموعدَ الأخيرَ والتزما به كأيِّ موعدٍ أخير في علاقةٍ ما، فقد يتغيّبُ بعض المرضى عن الموعد الأخير ظناً منهم ألا داعيَ له فقد انتهت المعالجة ما الفائدة من الالتزام بهذا الموعد الأخير! وقد يستمر بعضُ الناس في التردّد إلى المعالج النفسي كنظامٍ حياتيّ دائمٍ ولا ضَيرَ في ذلك إن لم يتمنّع معالجُك عن القيام بذلك، وخاصةً إن لم يكن لديك شخصٌ تعتمد عليه في ذلك كصديقٍ أو فردٍ من العائلة. وإن إنهاء العلاج لا يعني أنّك لن تعود إلى المعالج النفسي في وقتٍ آخر فطالما نحن على قيد الحياة ستعترضُنا الكثير من المشاكل التي قد تؤثّر على صحتنا النفسيةِ بشكلٍ أو آخر.

المصدر:

هنا