الكيمياء والصيدلة > صيدلة

تناول الفيتامينات والمتممات الغذائية... هل هو مفيد حقاً؟

هل لتناول المتممات الغذائية و الفيتامينات تأثيرات مفيدة في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل أمراض الجهاز القلبي الوعائي و الإعتلالات الإدراكية و غيرها؟؟ أم أن هذه المتممات هي مجرد إهدار للمال؟؟

"فالصحة أهم من الثَرْوَة " وهذا ما إتفق علية الناس.

وَلَكِن لاأحد يتمنى إهدار ماله على منتجات يتم تسويقها بشكل خاطئ على أنها مفيدة للصحة.

ومع هذا تُنفَق عشرات المليارات من الدولارات كل سنة على المكملات الغذائية، فأمريكي واحد من كل إثنين من البالغين يأخذ حبة فيتامين واحدة.

فالأمراض المزمنة تُعَد مصدراً مقلقاً لهم، فيشترون الفيتامينات والمعادن بكثرة، ولهذا ينصح الأطباء بوقف هدر كل هذا المال على الفيتامينات، إِذْ أنَ فائدتها غير واضحة، وفي بعض الحالات قد تسبب ضرراً.

كتبت زمرة صغيرة من الأطباء في مجلة طبية رائدة هذه النصيحة: "وقف هدر المال".

فيما يخص الفيتامينات المتعددة، تدل الدراسات منشورة وتجارب سابقة على عدم وجود فوائد جوهرية صحياً، وأن أي تأثير مفيد أو ضار "إن وجد" سيكون صغير.

و في دراسة تم تقييم فعالية التناول اليومي للفيتامينات المتعددة في منع التدهور العقلي بين مجموعة من الرجال عددهم 5947 و بأعمار أعلى من 65 سنة، بدأت الدراسة في سنة 1997 و كان الهدف منها دراسة الفوائد و المخاطر لتناول ثلاث متممات كوقاية أولية لأمراض القلب الوعائية و السرطانية و أمراض العين المرتبطة بالشيخوخة و التدهور الإدراكي، وكانت الفيتاميينات المدروسة هي الفيتامين (B) و الفيتامين (E) و فيتامينات متعددة، و قام الباحثون بمراجعة المشاركيين في الدراسة بعد 12 عام وإكتشوفوا عدم وجود فروق بين الفيتامينات المتعددة و الحبوب الوهمية فيما يخص الأداء الإدراكي و الذاكرة الشفوية.

و لاحظ باحثون ممولون من قبل وزارة الصحة الأمريكية أن تناول متممات غذائية و من ضمنها مجموعة الفيتامينات (B)، (C)، (E)

Omega3 عند أشخاص يعانون من إعتلال إدراكي معتدل أو خفيف أو خرف معتدل،

لم يُحَّسِن أي من المتممات الوظائف الإدراكية، وهذه النتائج توافقت مع المراجعة الحديثة لـ 12 تجربة يمكن تصنيفها من متوسطة إلى جيدة الجودة ووجد بعض الباحثون أن مكملات الفيتامين (D) تحتاج إلى مزيد من الأبحاث، ومع إستخداماتها الواسعة والمنتشرة إلا أنها لا تستند على أدلة قوية بأن فوائدها تفوق أضرارها

و في دراسة قام بها فريق من الباحثيين لتحديد مدى فعالية المتممات الغذائية والفيتامينات عند البالغين لا يعانون من نقص غذائي، واستُخدمت كوقاية أولية من أمراض القلب و السرطان، فأظهرت النتائج على عدم وجود دليل واضح على التأثير الإيجابي للمتممات فيما يخص أمراض القلب الوعائية والسرطان.

وجرعات عالية من الفيتامينات والمعادن لا تحمي مرضى النوبات القلبية الكبار السن من أزمات القلب والأوعية الدموية.

ومن ضمن المقالات التي تنشرها كوكرين التعاونية عن الأدوية الطبية، وجدت أن تناول الفيتامينات لا تطيل الحياة.

وقال مسؤولون من رابطة المنتجات الطبيعية أنهم صُدِموا بما أَسموه "هُجُوم" على صناعاتهم، مُشيرين لدراسة نُشِرت العام الماضي تقول: "أنها وَجدت إنخفاض متوسط في السرطانات عموماً من خلال تجارب مضبوطة وعشوائية طويلة الأمد جرت من قبل 15000 طبيب".

ودراسات أخرى وجدت أن المكملات البيتاكاروتين (β-carotene)، قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة لدى المدخنين، وجرعات عالية من فيتامين (E) وفيتامين (A) تسبب الأذى وقد تزيد نسبة خطر الموت.

فإذاً، معظم المكملات الغذائية لا تقي من الأمراض المزمنة أو من الموت، فإستخداماتها غير مبررة وينبغي تجنبها.

وجتمع معظم الباحثون بأن الذين يشترون الفيتامينات بأنهم يهدرون أموالهم، وكما قال أحد الباحثين: "لا أعتقد أن الفيتامينات تعوض عن النظام الغذائي السيئ، و تناول الوجبات السريعة وبكثرة ثم أخذ حفنة من المكملات الغذائية، فهذه ليست بفكرة بجيدة"

فإن إثبات الوقاية من الأمراض المزمنة تستغرق عقوداً طويلة الأجل، كما أن التجارب المضبوطة صعبة ومكلفة للغاية.

لذلك إنتهى هذا النقاش، بأن تناول المتممات الغذائية من قبل البالغيين جيدي التغذية لا يقدم فوائد واضحة و قد يكون ضار، و يجب عدم استعمال المتممات الغذائية كوقاية من الأمراض المزمنة.

المصدر:

هنا

هنا