الغذاء والتغذية > التغذية والأمراض

دور المكملات الغذائية في تخفيف نوبات الشقيقة – الأعشاب

استمع على ساوندكلاود 🎧

يعتبر استخدامُ الأعشاب ومستخلصاتِها واحدةً من أهم وسائلِ تخفيف الآلام والوعكات الطفيفة والشديدة على حد سواء، وتختلف الأعشاب المستخدمة وفق الحالة الصحيّة التي يُرادُ التوجّه لعلاجِها، وهو أمرٌ يرتبط بما يحتويه النبات من موادَ فعّالة.. وفي مقال اليوم، نتعرّف على نوعين من النباتات التي تستخدم للتخفيف من أعراض الشقيقة، بعد أن ثبتَت فعاليتهما على العديد من الأشخاص.

الأقحوان Feverfew:

الاسم العلمي للنبات هو Tanacetum parthenium، والأقحوانُ عشبةٌ تستخدمُ منذ قرونٍ طوال لمعالجةِ الشقيقةِ والتهاب المفاصلِ, ولكنّ الاستخدامَ الأكثرَ شيوعاً كانَ في تخفيفِ الحمّى ومن هنا اشتُقَّ الاسم الشائعُ لها (مخففة الحمى Feverfew).

وبحسب الدراسات الحديثة، يمكن تلخيص دورِ هذه العشبة في معالجة الحالات الالتهابية وفق الآليات التالية:

- تثبيطُ تكدّس الصفيحات الدموية.

- تثبيط إفراز العوامل الالتهابية، مثل السيروتونين Serotonin والهيستامين Histamine، من الصفيحات والكريات البيض.

- كبح الالتهاب من خلال تثبيطِ اصطناعِ البروستاغلاندين والفوسفوليباز في أنسجة وخلايا الجسم.

ونتيجةً لهذه التأثيرات، تمنعُ عشبةُ الأقحوان حدوث تشنّجاتِ الأوعية الدمويةِ في الرأس والتي تمتلك دوراً رئيسياً في إحداث نوبة الشقيقة، ونتيجةً لذلك يلاحظ تحسّنٌ ملحوظٌ في شدّةِ ومدّةِ وتواترِ نوبات الشقيقة، فضلاً عن تحسّنِ استجابةِ الأوعيةِ الدموية للعوامل المختلفة.

وبحسب التجارب وجد أن الجرعة المناسبة كانت على شكل كبسولات بجرعة 50 ملغ/يوم، كما يمكن مضغ أوراق النبتة الطازجة أيضاً. وعلى الرّغم من ندرتها، إلا أن الآثار الجانبية لا تتجاوز تسرّعاً طفيفاً في ضربات القلب، واضطراباً معوياً بسيطاً، علماً أنها نادرةِ الحدوث.

من جهةٍ أخرى، وجد أن مزجَ خلاصةِ أو مسحوقِ الأقحوان مع الزنجبيل يمتلك تأثيراً شديد الفعاليةِ في تحسينِ آلامِ الشقيقة، وذلك نتيجةً لتجانس الخصائصِ المضادّةِ للأكسدة مع الخصائصِ المضادّة للالتهابِ والفعاليةِ المزيلةِ للسميّة لهذين النباتَين.

محاذير الاستخدام:

يُمنع الأشخاص المصابون بداءِ السّكري، وأمراضِ الكبدِ، ومدمني الكحول، والأطفالُ تحتَ عمر السنتين، وبشكلٍ خاص النساءُ الحواملُ والمرضعات من تناول أي مشروب أو مسحوق يحتوي على أجزاءَ من نباتِ الأقحوان.

نبات الأرام Butterbur:

الاسم العلمي للنبات هو Petasites hybridus، ويسمّى الأرام أو البيتازيتس الهجين، وهي شجيرةٌ معمّرةٌ تنمو في أنحاء أوروبا وخاصة ألمانيا، كما توجد في بعض مناطقِ آسيا وأمريكا الشمالية. وتعتبر أوراقُ النباتِ وجذورُه ذات تأثيرٍ سام، لذلك يُمنع تحضيرها منزلياً، بل يجبُ تناولُ خلاصتِها علىِ شكلِ أدويةٍ متوفّرةٍ تحت الاسم التجاري Petadolex®.

وقد كانت هذه النبتةُ تستخدمُ في المجالِ الطبيّ منذ زمن طويل كعلاجٍ للجروح، والآلام، والصداع، والقلق، والسعال والحمى، كما أُجريت عليها العديد من الدراساتِ في أواسطِ القرن العشرين لبيان تأثيراتِها الطبيّة بشكل دقيق. ويعتقد بأنّ خلاصة هذه النبتة تتدخل في:

- تنظيم قنوات الكالسيوم.

- تثبيط الاصطناع الحيوي للبيبتيد المسمّى ليوكوترين Leukotriene، وغيرِه من العوامل الالتهابية التي تلعبُ دوراً هاماً في الآليّةِ الإمراضيّةِ للشقيقة.

وفي دراسةٍ أُجريت في العام 2004 على 245 شخصاً مصاباً بالشقيقة تتراوح أعمارُهم بين الـ 18 والـ65 ولمدةِ 4 أشهر، تم توزيع المصابين على ثلاثِ مجموعات أعطيت إحداهما الشكلَ الدوائي من نبات الأرام Butterbur بجرعة 75 ملغ/اليوم، وأعطيت الثانية بجرعة 50 ملغ/اليوم، في حين أعطيت المجموعةُ الأخيرة علاجاً وهيماً، وبعد انتهاء المدّة لوحظَ تحسُّنٌ بنسبةِ 48% في تواتر نوباتِ الشقيقة لدى الأشخاص الذين تناولوا 75 ملغ/اليوم. في حين تحسُّنت نفسُ المؤشرات بنسبة 36% لدى المجموعةِ الثانية التي حصلت على جرعة 50 ملغ/يوم. كما لوحظَ أن التحسُّن بدأ اعتباراً من الشهرِ الثالث بعد بدء العلاج. كما لم تتجاوز الآثار الجانبية اضطراباً معوياً بسيطاً، وتجشّؤاً نادرَي الحدوث.

المصادر:

1) هنا

2) هنا

3) هنا

4) هنا