علم النفس > القاعدة المعرفية

الاضطراب ثنائي القطب vs. اضطراب الشخصية الحَدّية كيف نميّز بينهما؟

استمع على ساوندكلاود 🎧

يشترك الاضطراب ثنائي القطب واضطراب الشخصية الحَدّية بالكثير من الأعراض، كتغيرات المزاج الحادة، مما قد يسبب اختلاطاً في تشخيص كل منهما بالآخر، ومع ذلك يشكل كلّ من هذين الاضطرابين حالةً مختلفة عن الأخرى و يتطلّبان علاجاً مختلفاً.

يعتبر تشخيص كل من هذين الاضطرابين أمراً صعباً ويتطلب الكثير من التحري ومعرفة التاريخ المرضي واستقصاء الأعراض التفارقية ( المميّزة ).

تبعاً لدراسة نشرت في مجلة psychiatry،يحصل خطأ في تشخيص الاضطراب ثنائي القطب في 69% من الحالات بينما يبقى ثلت الحالات غير مشخص لفترة طويلة.

كما يحصل خطأ في تشخيص مريض الاضطراب ثنائي القطب ومعالجته على أنه مصاب بالاكتئاب، علماً بأن أدوية الاكتئاب يمكن أن تكون خطيرة عند المصاب حيث يمكن أن تحرض نوبات الهوس لديه.

قبل أن نبدأ بالتكلم عن طرق التفريق بينهما،دعونا نتكلم قليلاً عن كلٍّ منهما:

اضطراب الشخصية الحَدّية: borderline personality disorder

يعاني الأشخاص المصابين بهذا الاضطراب من عدم استقرار انفعالي وصعوبة في تنظيم مشاعرهم الذي يسبب بدوره تقلبات مزاجية،سلوك متهور،وعلاقات شخصية غير ثابتة ( حيث يمكن أن تتحول "أنا أحبك" إلى "أنا أكرهك" بسرعة كبيرة)

بالإضافة للتقلبات المزاجية المدمرة،يعاني المصابون بهذا الاضطراب من قلّة ثقة بالنفس والشعور بقلة القيمة ويتجلى ذلك بميول انتحارية وأفعال إيذاء الذات.

كما يعانون من خوف من هجرة عائلتهم وأصدقائهم لهم، وتصرفات اندفاعية كالقيادة وإنفاق النقود المتهور وحالة شديدة من الغضب،الاكتئاب أو الهيجان الذي يمكن أن يستمر لعدة أيام.

مازال سبب هذا الاضطراب غير معروفاً،ولكن يعتقد الباحثون أنه يعود لمجموعة من الأسباب كالوراثة،العوامل البيئية وفعاليّة الدماغ.

الاضطراب ثنائي القطب: bipolar disorder

يتّصف هذا الاضطراب بحدوث نوب هوسية واكتئابية عند المريض نفسه وبشكل دوريّ،إذ يكون المريض في حالة طبيعية بين النوب مع غياب كامل لكلّ أعراض المرض.

يشترك هذا الاضطراب مع سابقه بالكثير من الأعراض كالتّصرفات المتهورة وتقلّبات المزاج والاندفاعية.

حيث يمرّ مريض الاضطراب ثنائي القطب بارتفاع وانخفاض شديد في المزاج

يعرف ارتفاع المزاج بالشّمق( النّشاط المرتفع و المبالغة في المرح) الذي يشمل الشعور بالإثارة، طاقة عالية و أوهام العظمة.

أمّا المزاج المنخفض فيتجلّى بأيامٍ من الاكتئاب العميق والتّعب وعدم القدرة على التركيز والإنتاج.

حيث يتراوح وعي المريض بين توهّمه بأنه يملك قوى خاصة وشعوره بفقدان الأمل والفراغ

كيف نميّز بينهما؟

* إحدى الأمور التي تميز اضطراب ثنائي القطب عن اضطراب الشخصية الحَدّية هو أن أعراض أغلب اضطرابات الشخصية ،كالاضطراب الحَدّي، تكون مستمرّة ودائمة بينما يمرّ المصابون باضطراب ثنائي القطب بما يعرف بفترات الراحة، تتمثّل بحالة وسطية تختفي فيها الأعراض التي تسبب حدوث الخلط بين الاضطرابين كالاندفاع، الغضب، التهيج والمشاعر القوية.

*إحدى الفروق الأخرى هو أن اضطرابات الشخصية، كاضطراب الشخصية الحَدّية، ترتبط ارتباطاً واضحاً بحياة المريض الاجتماعية حيث يمكن أن تسبّب الخلافات في العلاقات تحريضاً لأعراض المريض أمّا أعراض الاكتئاب ثنائي القطب، فيمكن أن تظهر نتيجة ضغوط شخصية. إلا أن أغلب المرضى يصرّحون بأن نوب الاكتئاب والهوس تأتي عادة دون سبب واضح حيث يعتبر التفسير الوحيد الواضح هو وجود تغير داخلي المنشأ بنشاط الدماغ والكيميائية العصبية.

* و من عوامل التفريق بينهما أيضاً الدّورة المزاجيّة، إذ تحدث عند مريضي اضطراب الشخصية الحَدّية بشكل أسرع، ولعدّة مرات في اليوم.

المصادر:

هنا

هنا

هنا