علم النفس > الصحة النفسية

الإدمان في سن المراهقة

استمع على ساوندكلاود 🎧

الإدمان: يُعرّف الإدمان على أنّه استمرارُ استخدام مادةٍ ما تقوم بتعديل المزاج أو السلوك على الرغم من عواقبها الضارّة وإيذائها للجهاز العصبي.

فبعض الناس يستخدمون المُخدّرات أو الكحول دون الإدمان عليها، ولا يعانون من أيّة تأثيراتٍ سلبية، بينما يعيشُ البعض الآخر بحالةِ صراعٍ كبيرة مع الإدمان.

هناك عدة عوامل تلعب دوراً مهماً في الإدمان؛ كالأسرة والبيئة الاجتماعية والصحة العقلية العامة والوراثة إضافةً إلى التاريخ العائلي المتعلّق بالإدمان.

إن التعرّضَ لصدماتٍ نفسيةٍ بشكلٍ متكررٍ دون أن تتمّ معالجتها من الممكن أن يؤدّي إلى حالةٍ متطورة من الإدمان، تشمل هذه الصدمات أي نوعٍ من أنواع التعرّض للأذى أو الأحداث المؤلمة حيث يحاول الأفراد كبْت مشاعرهم مما يؤدي إلى حدوث الكثير من الضغط النفسي على عاتقهم…

كما أظهرت الدراسات أن الاستخدامَ المبكّر للمخدرات قد يكون عاملأ من عوامل الإدمان في وقتٍ لاحق، لهذا السبب يجب أن يكون للآباء دورٌ في ملاحظة علاماتِ تعاطي المخدرات على أبنائهم المراهقين والتدخّل في وقتٍ مبكّر.

وها هي أبرزُ علامات تعاطي المخدرات أو الكحول:

•حدوث تغيّرات في الشهية أو نمط النوم: وذلك عند حصول تغيّرٍ ملحوظٍ في النوم أو الشهية من زيادةٍ أو نقصان، فالأشخاص الذين يتعاطون الأمفيتامينات تقلّ حاجتهم للغذاء أو النوم، أما الذين يتعاطون الماريوانا فإنّهم يحتاجون إلى النوم والغذاء أكثر.

وتختلف هذه الآثار بحَسبِ المواد التي يتعاطاها كلّ مراهق.

•تدهور المظهر الجسدي: في الحالة العادية يهتمّ المراهقون بمظهرهم الجسدي من ملابس ومستحضرات تجميلية، ولكنْ مع ازدياد حالة الإدمان لديهم يصبحون غيرَ مكترثين لمظهرهم الجسدي.

•الانسحاب من المناسبات الاجتماعية والمهمّة: تلاحظ أنّ ابنك المراهق لم يعدْ يُبدي أيّ اهتمامٍ للأنشطة الاجتماعية التي كان يراها ممتعةً بالنسبة له، فعلى سبيل المثال؛ يُصبح من المُتَغيِّبين عن الأنشطة المدرسية كممارسة الرياضة، أو العائلية عند أداء طقوسهم الدينية كالذهاب إلى الكنيسة، نظراً لاعتقادهم بأن تعاطي المخدرات أمرٌ أهم، أو ربما لشعورهم بالإحراج نتيجةً لمحاولتهم في إخفاءِ أمرِ استخدامهم للمخدرات.

•إنفاق المال بشكلٍ سرّي أو الاحتياج إليه بشكلٍ غيرِ مبرّر: فالأفراد الذين يتعاطون المخدرات يحتاجون إلى مقدارٍ من المال دون إعطاء سببٍ واضح. فعلى سبيل المثال؛ يدّعون بأنهم يحتاجون إلى المال لجلب المزيد من الأشياء ولكنّ متطلّباتهم في الواقع تكون أقلَّ مما يدّعون احتياجه ثم يقومون بالاحتفاظ بالمال المتبقّي.

•حدوث تغيّر مفاجئ في أماكن تواجدهم أو أصدقائهم: فعلى سبيل المثال؛ يبدأ المراهقون بالتسكّع مع مجموعةٍ مختلفة من الأصدقاء، أو في أمكنةٍ مختلفة، كما أنّهم يفكرون بأصدقائهم القدامى (باردي الأعصاب، الساذجين) الذين انقطعوا عنهم منذ مدّة، وإن سألتهم عن أماكن تواجدهم أو سبب عودتهم في وقتٍ متأخّر من الليل كانت إجابتُهم كاذبةً.

•وقوعُهم في مشاكلَ شخصيةٍ أو قانونية: فالإدمان على المخدرات يزيدُ من اختلاق الحجج والخلافات مع الأهل والأصدقاء والأقارب مما يزيد من مشاكلهم الشخصية أو الورطات القانونية مثل السرقة، أو الشُرب تحت السنِّ القانوني، وغيرها من الجرائم.

•حدوثُ تغيّر في الشخصية أو الموقف: تتغيّر الشخصية أو المواقف بشكلٍ منتظم وذلك حسَبَ اضطراب الهرمونات لدى المراهقين.

وتبدو التغيرات مختلفةً قليلاً، فالأشخاص الذين يتعاطون المخدرات يعانون من تقلّب في المزاج على عكس المزاج في سن المراهقة النموذجي. اعتماداً على نوع المخدّرات التي يتم تعاطيها، فإنك قد تلاحظ حدوث فرط نشاطٍ وسعادةٍ قصوى يليها مباشرةً انهيار، وقد يظهر الفرد سباتاً عميقاً أو تعكّراً في المزاج أكثر من المعتاد. إضافةً إلى أنّ سلوكياته تصبح غيرُ متوقّعةٍ وغيرُ عقلانيةٍ.

•إهمالُ المسؤوليات المترتبة على عاتقه: إذا كان ابنك المراهق يتحمّل مسؤولياتٍ كاملةً بالحالة الطبيعية؛ وحدث تغيّرٌ مفاجئٌ في سلوكه فإنّ ذلك قد يكون علامةً واضحة، فيصبح تعاطي المخدرات من أولوياته، ثم يبدأ بإهمال مسؤولياته شيئاً فشيئاً تزامناً مع سن المراهقة.

•استخدامُه المخدّرات على الرغم من دِرايته بخطرها وضررها: معظم المراهقين يُدركون الآثار السلبية للمخدرات والنتائج المُحتملة عند الإدمان عليها.

والآن إذا لاحظت وجود أيٍّ من هذه العلامات، فعليكَ الاقتراب من ابنك المراهق والتحاور معه بهدوء، دون تهديدٍ أو تصادمٍ معه.

أما إذا كنتَ تشكُّ في تعاطي ابنك للمخدرات ولو بشكلٍ قليل؛ حاولْ التحدّث معه. أما إذا كنت متأكّداً من تعاطيه للمخدرات لا تتردّد في طلب المساعدة، فتعاطي المخدرات غالباً ما يتمثّل بالهروب لدى الشباب. من المهم طلب المساعدة ولكنّ الأهم معرفة السبب.

نهايةً... تعاطي المخدّرات من الممكن أنْ يتفاقمَ مع مرور الوقت، وبالتالي فإن إجراءَ محادثةٍ قصيرةٍ مع ابنك قد يكون الشيء الوحيد الذي سيبقيه بعيداً عن حالةِ إدمانِ كاملة.

أما إذا أردت الاطلاع على تأثير المواد المدمنة على المراهقين فما عليك إلا الاطلاع على: دليلك الاحترافي الشامل إلى عالم الإدمان

هنا

المصدر:

هنا