بعد أن تكلمنا في مقالنا السابق عن الطفل المتطلب في الطعام من ناحية الأسباب والدوافع (هنا) إليكم بعض الأمور الإيجابية من قبل الأهل للتعامل مع هذا السلوك وتشجيع الطفل على تناول طعام جديد...

تشاركوا المسؤولية معاً:
تقع مسؤولية إِطعام الطفل على عاتق الأهل، ولكن لا بدّ للطفل ان يتحمل بعض المسؤولية أيضاً. حيث يمكنكم التحكم بنوعية ومكان وموعد تقديم الطعام وفي نفس الوقت مشاركة الطفل في القرار بأن تقوموا بعرض الخيارات المتاحة، فبدلاً من القول: "هل تحب أن تتناول البروكولي على العشاء؟" جربوا عبارة: "أيهما تختار للعشاء: البروكولي أم القرنبيط؟"، وعندها يمكن للطفل أن يقرر سواءاً كان سيأكل الطعام أم لا، كما أنه مسؤولٌ عن اختيار الكمية التي يرغب بتناولها.

قوموا بتقديم مجموعةٍ من الأطعمة المناسبة لعمر الطفل:
يجب على الطفل أن يختار من بين مجموعةٍ مختلفةٍ من الأطعمة في وقت الوجبة، كالخضار، والفواكه، والبروتينات، والنشويات. ويجب ألا تكون قائمة طعام العائلة محدودة بما يفضله الطفل فحسب. فقد يُقدم الطعام للطفل عدة مراتٍ قد تصل إلى 15 مرة قبل أن يقبل بتجربته نوعاً جديداً للمرة الأولى.

يجب الحدّ من المشروبات الغنية بالسعرات الحرارية (الكالوري):
لن يشعر الطفل بحاجةٍ لتناول الطعام الذي يُقدم له إذا كان يحصل على كمياتٍ كبيرةٍ من الكالوري القادمة من العصائر، والصودا، والحليب، الأمر الذي سيجعله يشعر بالشبع ويتناول كمياتٍ قليلةٍ في وقت الوجبة الرئيسية. كما لا ينصح بتناول الأطفال للمشروبات الغازية لأنها لا تمتلك أي قيمةٍ تغذوية.

ضعوا مخططاً للوجبات:
• تعتبر الوجبات الرئيسية والخفيفة مهمةً بنفس المقدار لنمو الأطفال وحصولهم على الاحتياجات الغذائية الخاصة بهم. وفي حال تم وضع جدولٍ ثابت يضم الإفطار، ووجبة منتصف النهار، والغداء، ووجبة بعد الظهر، والعشاء، ووجبة ما قبل النوم فإنّ الطفل سيتعلم أنّ الوجبة ستُقدّم إليه كل ساعتين أو ثلاث، حتى وإن لم يكن جائعاً.
• تجنّبوا إعطاء الطفل أي طعامٍ في الوقت ما بين الوجبات المحددة، وفي حال قرر الطفل الاستغناء عن إحدى الوجبات الرئيسية أو الخفيفة، فإنه سيضطر للانتظار إلى وقت الوجبة التالية بعد ساعتين من الزمن. ومع ذلك، لا بدّ من إجلاسه إلى الطاولة مع باقي أفراد العائلة حتى انتهائهم من وجباتهم حتى وإن رفض أن يتناول الطعام، وذلك ضمن الحدود والمنطق.

تعلموا احترام المراوغات التي يقوم بها الطفل:
كل شخصٍ لديه عاداتٌ خاصةٌ به، فقد يرغب الطفل بتناول شطيرةٍ بشكل مثلثاتٍ ودون القشرة الخارجية للخبز، ولكنه لن يتناول نفس الشطيرة إن كانت بشكل مربعاتٍ ومع القشرة الخارجية مثلاً. كما يمكن أن يتناول الطفل قطع البروكولي الصغيرة، ويتجنب تناول الأعناق. إضافةً إلى أن الطعام الذي يتناوله الطفل اليوم قد لا يقبله غداً. ولذلك، فإنّه من المهم إدراك ردات الفعل المختلفة للطفل تجاه الطعام نفسه في أيامٍ مختلفة. ولكن هذا لا يستدعي منك أن تعرض طعاماً مختلفاً على الطفل لمجرد قيامه بهذا التصرف.

على الأم أن تتجنب التحول إلى طبّاخٍ عند الطلب!
لا بأس إن لم يرغب الطفل بتناول الطعام المعدّ لإحدى الوجبات الرئيسية أو الخفيفة منها. ولكن لا بدّ من تجنب الرغبة بالعودة إلى المطبخ وتحضير طعامٍ مختلفٍ بهدف إرضاء رغبة الطفل. بجميع الأحوال، ستكون هناك وجبةٌ أخرى بعد ساعاتٍ قليلةٍ ويمكن للطفل الانتظار حتى ذلك الوقت. إضافةً إلى أن الطفل سيكون أكثر قابليةٍ لتناول ما يُقدم له في موعد الوجبة اللاحق بسبب شعوره بالجوع نتيجة تخطّي الوجبة السابقة.

لا تعرضوا الحلوى على الطفل بشكلٍ دائمٍ:
ليس من الضروري أن يتم تقديم الحلوى مع كل وجبة أو في كل يوم. ويجب أخذ الاعتبارات التالية بالحسبان عند توفر الحلوى:
• إن قمنا بإجبار الطفل على تناول وجبةٍ كاملةٍ قبل الحلوى، فإنّه سيشعر بالشبع، ولكنه سيتناول الحلوى على أية حال لأنه يفضلها.
• الحل لن يكون بمنع الطفل عن تناول الحلوى إن رفض الطفل تناول الوجبة الرئيسية، فمنعه عنها سيجعله يرغب بالحلوى بشكلٍ أكبر من الأطعمة المغذية الأخرى، وهذا قد ينعكس على حياته واختياراته الغذائية بشكل دائم.
• إن لاحظتم أن الطفل يحاول أن يسرع أثناء تناول الطعام، حاولوا تقديم الحلوى مع الوجبة بنفس الوقت.

أخيراً، إليكم بعض النصائح التي تساعد طفلكم في عمر ما قبل المدرسة على تجربة أطعمةٍ جديدةٍ:
• تتطلب الأطعمة الجديدة وقتاً طويلاً، فالأطفال لا يحبون دائماً تجربة أمورٍ جديدة. قد يتوجب عليكم تقديم الأطعمة الجديدة حتى 12 مرة أحياناً قبل أن يتقبلها الطفل.
• كمياتٌ قليلة، وفوائد كثيرة.. اسمحوا للطفل أن يجرب كمياتٍ قليلةٍ فقط من الأطعمة التي تحبونها، وكونوا صبورين. فعندما يتعود الطفل على مذاق الطعام، سيسهل عليكم تخطيط وجبات الأسرة بشكل أفضل.
• كونوا قدوةً جيدةً للطفل من خلال تجريب أطعمةٍ جديدةٍ أيضاً. وحاولوا أن تقوموا بوصف الطعم، والقوام، والرائحة له كي يتعرف عليه أكثر فأكثر.
• يُنصح بتقديم نوعٍ واحدٍ من الطعام الجديد كل مرة. قدّموا شيئاً تعلمون أن الطفل يحبه مع نوع جديد من الطعام، فعرض أنواع كثيرةٍ على الطفل مرةً واحدةً قد يكون شديد الوطأة عليه.
• يُنصح أيضاً بتقديم الأطعمة الجديدة في بداية الوجبة، عندما يكون الطفل أكثر جوعاً.
• قدموا الطعام لوحده إن كان الطفل يهتم بهذا الأمر ويفضّله، فبعض الأطفال يحبذون تناول كل نوعٍ من الطعام لوحده، ويمكنكم الاستعانة بالأطباق المقسّمة للفصل بين الأنواع المختلفة من الأطعمة. من جهة أخرى، يفضّل بعض الأطفال العكس تماماً، وعندها يُنصح بتقديم الطعام الجديد مخلوطاً مع نوعٍ آخر مألوف لدى الطفل.

المصادر:
1. هنا
2. هنا
3. هنا
4. هنا
5. هنا