هل يمكن للأطعمة المصنعة والسكرية أن تسبب الخرف؟
الغذاء والتغذية >>>> التغذية والأمراض
رُبطت الأنظمة الغذائية الغنية بالوجبات الجاهزة وحبوب الإفطار والبسكويت والمشروبات الغازية والأطعمة السكرية والمصنعة للغاية (UPFs) الأخرى بالتدهور المعرفي والخرف. حتى أنه وجدت بعض الأبحاث أن الحُصين -مركز الذاكرة في الدماغ- أصغر حجمًا لدى الأشخاص الذين يتناولون كثيرًا من الوجبات السريعة (1,2).
في إحدى الدراسات التي أجريت عام 2022، قدم أكثر من 70 ألف شخص تزيد أعمارهم عن 55 عامًا في المملكة المتحدة معلومات مفصلة عن نظامهم الغذائي، وكان جميعهم خاليين من الخرف في بداية الدراسة، لكن بعد عشر سنوات، أصيب 518 شخصًا بهذه الحالة، ويشمل ذلك 287 شخصًا شُخص إصابتهم بمرض ألزهايمر، الذي يعد أحد الأسباب الرئيسة للخرف (1).
كان الأشخاص الذين تناولوا مزيدًا من الأطعمة المصنعة للغاية أكثر عرضةً للإصابة بالخرف، والخبر السار هو أن استبدال 10% من الأطعمة المصنعة للغاية في النظام الغذائي بأطعمة غير معالجة أو معالجة معالجةً طفيفة قد يقلل خطر الإصابة بالخرف بنسبة 19%. حتى التغيير البسيط، كتناول نصف تفاحة يوميًّا، بدلاً من قطعة من الشوكولاتة، قد يقلل خطر الإصابة بالخرف (1).
ويختلف تعريف الأطعمة المصنعة للغاية، لكنها تحتوي عادةً على مستحلبات ومواد حافظة وألوان صناعية ومواد أخرى ليست في المطبخ المنزلي، وأنها تميل إلى أن تكون عالية المحتوى في السكر المكرر والدهون والملح، وتشمل الأمثلة النقانق ورقائق البطاطا والخبز والمشروبات الغازية والبسكويت ووجبات الميكروويف ولبن الزبادي المنكه، وتشمل الأطعمة غير المعالجة والمعالجة معالجةً طفيفة الفاكهة والخضروات والحليب والبقول والبيض والمكسرات والبذور (1,2).
تتبعت دراسة أخرى أجريت في عام 2022 أيضًا، صحة أكثر من 10000 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 35 عامًا وما فوق مدة ثماني سنوات تقريبًا، وأخبر المشاركون الباحثين عن عاداتهم الغذائية وخضعوا لاختبارات إدراكية منتظمة (2).
انخفضت درجات الاختبار الإدراكية مع مرور الوقت، وقد يكون متوقعًا مع تقدم العمر، لكنها انخفضت بسرعة أكبر لدى أولئك الذين تناولوا مزيدًا من الأطعمة المصنعة. على وجه التحديد، رأى الشخص الذي حصل على 20٪ على الأقل من السعرات الحرارية من الأطعمة المصنعة أن ذاكرته وتفكيره تدهور بنسبة 28٪ أسرع من شخص تناول كميات أقل من هذه الأطعمة (2).
وكان الارتباط بين الأطعمة المصنعة والتدهور المعرفي قويًّا -خصوصًا- في الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 60 عامًا، وقال الباحثون إن الحد من استهلاك الأطعمة المصنعة، وخاصةً في منتصف العمر، قد يساعد على الحفاظ على حدة الدماغ في السنوات القادمة (2).
لم تثبت الدراسات أن الأطعمة المصنعة هي المسؤولة مباشرةً، لكن هناك عدة طرائق قد تضر بها الدماغ.
على سبيل المثال، قد تلحق الضرر بالأوعية الدموية، وهذا من شأنه أن يقلل تدفق الدم إلى الدماغ ويحرمه من الأكسجين والمواد المغذية، ويشير الباحثون بأصابع الاتهام إلى المستوى العالي من الملح في الأطعمة المصنعة للغاية وإلى المواد الكيميائية التي قد تتسرب من العبوات، فضلًا عن أنه إذا كنا نملأ أجسادنا بالوجبات السريعة، فمن المحتمل أننا لا نتناول أطعمةً أكثر صحة تساعد على تغذية أدمغتنا (1,2).
هناك احتمال آخر مثير للاهتمام وهو أن النظام الغذائي غير الصحي يضعف نمو الدماغ، إذ وجدت إحدى الدراسات أن الحُصين -مركز الذاكرة في الدماغ وأحد المناطق المتضررة في مرض الزهايمر- يميل إلى أن يكون أصغر في الأشخاص الذين يتناولون كثيرًا من الأطعمة السكرية والمالحة والدهنية مقارنةً بأولئك الذين يتناولون أطعمة أكثر صحة (2,3).
في الواقع التدهور المعرفي والأمراض العصبية التنكسية هي أمراض لا تحدث بين عشية وضحاها، بل إنها عملية طويلة، والاختيارات التي نتخذها عندما نكون أصغر سنًا تؤثر في صحتنا المعرفية عندما نكبر. إن منتصف العمر هو فترة أساسية من الحياة لاتخاذ التدابير الوقائية عن طريق تغيير نمط الحياة، وهذا الجهد يستحق العناء عندما نكبر (1,2).
وإليكم بعض الطرائق البسيطة للحد من الأطعمة المصنعة والسكر المكرر (1,2).:
- إن كنتم تتناولون الطعام في الخارج أو تطلبون الوجبات الجاهزة، تذكروا أن الأطباق الحلوة والحامضة وأطباق الفلفل الحلو وبعض صلصات الكاري تميل إلى أن تكون عالية السكر.
- استبدلوا حبوب الإفطار السكرية بالشوفان والمشمش المجفف أو بضع شرائح من الموز.
- اشترِوا لبن الزبادي العادي بدلاً من الزبادي بالفواكه وضعوا بعض الفاكهة الطازجة أو المجمدة أو المجففة في الأعلى.
- قللوا الوجبات الجاهزة وتناولوا الأطعمة الطازجة.
المصادر: