سنعيد كتابة العلم بأبجدية عربية

  • الرئيسية
  • الفئات
  • الباحثون السوريون TV
  • من نحن
  • اتصل بنا
  • About Us
x
جارِ تحميل الفئات

لعاب البعوض يساعد الفيروسات على إصابتنا بالمرض

البيولوجيا والتطوّر >>>> منوعات بيولوجية


تم حفظ حجم الخط المختار

Image: R.De Marfà/iStockphoto

يمكنك الاستماع للمقالة عوضاً عن القراءة

عندما يلسع البعوض، فإنه يحقن كمية قليلة من اللعاب (أقل من 1 ميكرو ليتر)، يحتوي هذا اللعاب على مزيج فعّال ومتخصص من الجزيئات التي تُعطِّل الشعور بالألم عند اللسع وتمنع الدم من التخثر. تستغل العديد من العوامل الممرضة ذلك وتمر عبر لعاب البعوض إلى جسم المضيف، حيث أن الفئران التي حُقنت بالفيروس عن طريق البعوض أصيبت بالتهاب أشد من الإصابة بالفيروس عند حقنه لوحدهِ من قبل الباحثين بواسطة إبرة، لكن السبب لم يتضح بعد.

في محاول لفهمِ ما يجري، قام المختص بعلم المناعة كلايف ماكيمي (Clive McKimmie) مع زملائه في جامعة ليدز في المملكة المتحدة بحقن الفئران بمجموعة غير ضارة من فَيرُوسُ غَابَةِ سيميليكِي Semliki Forest virus (SFV)، وهو قريب من فيروس شيكونغونيا (chikungunya). عندما تم حقن السلالة في الجلد، لم يصب أي فأر بإصابات شديدة، وبقيت جميع الفئران حية. لكن عندما تم حقنه عن طريق لسعة البعوض، انتشر الفيروس بشكل أسرع وأكثر سهولة إلى باقي الجسم، ومات 4 فئران من أصل 11 فأراً من الإصابة بالالتهاب.

يبدو أن الفيروس احتاج إلى لعاب البعوض للوصول إلى المضيف الجديد، لكن لماذا؟
إحدى النظريات هي أن المركبات الموجودة في اللعاب قد ثبطت نظام المناعة، لكن الباحثين وجدوا أن القضية ليست كذلك، وبدلاً عن ذلك؛ يحفز اللعاب حصول الالتهاب، الأمر الذي ينبه الجسم إلى أن دفاعاته قد انتُهِكَت، فتبدأ فئة من الخلايا المناعية تسمى العدلات (Neutrophils) التي تكون أول المستجيبين في الجسم للتوجه إلى مكان اللسعة وتقوم بدورها بتجنيد البالعات الكبيرة (Macrophages) لتلتهم الميكروبات والأجسام الغريبة التي لا تنتمي إلى الجسم.
اكتشف الباحثون، باستخدام فيروس SFV الموسوم بصبغة الفلورسنت، أن البالعات الكبيرة قد أصيبت بالفيروس وبدأت بنشر المرض. عندما حقن الباحثون فئراناً تفتقر إلى البالعات الكبيرة بفيروس SFV، كان أداء الفئران جيداً سواءً كانت أصيبت في مكان اللسعة أو لم تُصَبْ، ويدل هذا على أن الفيروس استَغَلّ البالعات الكبيرة لصالح تكاثرهُ وانتشارهُ بسرعة في الجسم.

يقول دايفد شنايدر (David Schneider)، وهو خبير في المكروبيولوجيا في جامعة ستانفورد، كالفورنيا، بأن هذا البحث مثير للاهتمام "لأنه أول بحث أعرفه يستخدم فيه الفيروس الاستجابة المناعية للمضيف لزيادة نجاح انتقاله إلى المضيف الجديد". فالفيروسات التي تنتقل عن طريق البعوض تواجه تحدياً خاصاً، لأنها تحتاج إلى إصابة المضيف بانتقال عدد قليل فقط من الفيروسات عن طريق اللسعة، ثم تتكاثر بأعداد تكفي لتؤمِّن انتقالها مرة أخرى عند اللسعة القادمة. ويقول آندرو ريد (Andrew Read) من جامعة بنسلفانيا في الولايات المتحدة: "هذا يظهر لنا أن مقابل كل آلية دفاع من المضيف، سنجد عواملاً ممرضة تحاول استغلال ذلك بما يتناسب مع مصالحها".
ويأمل (ماكيمي) أن تضعف الاستجابة المناعية بعد اللسعة عند دهن كريم مضاد للالتهابات على سبيل المثال، الأمر الذي يقلل من احتمالية حصول التهابات شديدة عند انتقال الفيروسات من لسعة البعوض، لكنه يعلق "من الواضح أننا بحاجة إلى المزيد من الدراسات قبل أن نبدأ بإعطاء أي نصائح صحية عامة".

من جهة أخرى، يُحذِّرُ (شنايدر) من أن كَبْح رد الفعل المناعي قد يكون له سلبيات: "إن الخطر يكمن في وجود التهاب ثانوي خفي سيكون قادراً على النمو خارج نطاق السيطرة وإيذاء المريض، والاستخدام الواسع لهذا العلاج قد يؤدي إلى تطور عوامل ممرضة أكثر ضراوة قادرة على الاستغناء عن مساعدة جهاز المناعة".
وبحسب (ماكيمي): "لا يوجد دليل على أن هذه الاستراتيجية من شأنها أن تدفع الفيروس للتطور بأي شكل من الأشكال. وليس هناك حاجة لكَبْحِ كامل جهاز المناعة، بل فقط في مكان الالتهاب، وحتى لو ثَبُتَ نجاح ذلك يوماً ما، فإن العلاج سيكون خطة بديلة فقط، والطريقة الأفضل لتجنب الإصابة هي عدم التعرض للسع".

المصادر:
هنا
البحث الأصلي: هنا

مواضيع مرتبطة إضافية

المزيد >


شارك

تفاصيل

28-07-2016
1064
البوست

المساهمون في الإعداد

ترجمة: Mais AlSousli
تدقيق علمي: Ahmed G. Obaid
تعديل الصورة: روان السمان
صوت: Tasneem Nouiem
نشر: Shaden Al-laham

تابعنا على الإنستاغرام


من أعد المقال؟

Mais AlSousli
Ahmed G. Obaid
روان السمان
Tasneem Nouiem
Shaden Al-laham

مواضيع مرتبطة

عمليات الاستقلاب ظهرت قبل نشوء الحياة

هل سنرى أطفالاً يتبعون وراثياً فقط لآبائهم المثليين يوماً؟

هل يُعيق الاستخدام المتكرِّر للمضادات الحيوية نموَّ الأطفال؟

في عصور حديثة نسبياً: الرئيسيات تسود الأرض

إعادة صياغة جذرية للجينوم الخاص ببكتريا E. coli

كيف يمكن لظاهرة خطيرة أن تشفي مرضاً نادراً!

تحويلُ خلايا الجلدِ إلى خلايا جنسيةِ لحلِ مشكلةِ العقم

اكتشاف نوع من الضفادع يتكاثر بالولادة

مَعِدة بشرية تتم تنميتها في المخبر

كلَّما كان التنوع الجيني للنوع الحيّ أكبر كلما زادت مقاومته للعدوى الفيروسية

شركاؤنا

روابط مهمة

  • الشركاء التعليميون
  • حقوق الملكية
  • أسئلة مكررة
  • ميثاق الشرف
  • سياسة الكوكيز
  • شركاؤنا
  • دليل الشراكة
جميع الحقوق محفوظة لمبادرة "الباحثون السوريون" - 2023