الغذاء والتغذية > الرياضة وتغذية الرياضيين

مشروبات الطاقة بين الحقيقة والأوهام

استمع على ساوندكلاود 🎧

زادت نسبة استهلاك مشروبات الطاقة لدى العديد من الرياضيين في الآونة الأخيرة، فقد ارتفعت نسبة تناولهم لهذه المشروبات إلى 50% وخاصة خلال التمارين الرياضية أو حتى قبل البدء بالمنافسة.

ونتيجةً لهذا الإقبال بدأ العلماء بإجراء الكثير من الدراسات على هذه المشروبات، فقد أجريت دراسةٌ من قِبَل خبراءٍ من جامعة Camilo José Cela University'" الإسبانية على مدى أربع سنواتٍ وتم نشرها في المجلة الغذائية البريطانية 'British Journal of Nutrition' حيث هدفت إلى تقييم الآثار الإيجابية والسلبية لمشروبات الطاقة على الرياضيين، فشملت الدراسة كلاً من لاعبي كرة القدم ومتسلقي الجبال والسباحين ولاعبي الروكبي وكرة الطائرة والتنس بالإضافة الى لاعبي الهوكي، حيث تناول كل فردٍ منهم ما يعادل ثلاث علبٍ من مشروبات الطاقة أو مشروب طاقةٍ وهميٍ placebo قبل دخولهم إلى المنافسة.

بعد ذلك قام الخبراء بقياس أدائهم الرياضي باستخدام أجهزة تحديد المواقع (GPS) والتي تحدد المسافة والسرعة لدى الرياضيين، كما تم استخدام مقاييس قوةٍ dynamometers ومقاييس جهدٍ potentiometers لقياس أداء العضلة في رياضاتٍ أخرى، فتبين أن هؤلاء الرياضيين زاد أدائهم بنسبة 3% إلى 7%.

كما تبين أن مشروبات الطاقة هذه تزيد من شدة القفز عند لاعبي كرة السلة والطاقة وقوة العضلات عند متسلقي الجبال وسرعة السباحة عند السباحين وقوة الضرب والدقة عند لاعبي كرة الطائرة وعدد النقاط عند لاعبي التنس. هذا بالنسبة للأثار الايجابية لمشروبات الطاقة ولكن ماذا عن الأثار الجانبية التي تسببها هذه المشروبات؟

مشروبات الطاقة تسبب الأرق و الاضطرابات العصبية لدى الرياضيين:

هذا ما أثبتته هذه الدراسة أيضاً إذ أنها لم تقتصر على قياس عوامل التجربة فقط ولكن أيضاً أخذت بعين الاعتبار ما قد يشعر به الرياضيون بعد تناولهم لهذه المشروبات ومدى تكرار الآثار الجانبية مقارنةً مع المشروب الوهمي، كما تبين أن هذه الآثار تصيب كلا من الرياضيين الذكور والإناث على حدٍ سواء.

فقد شعر الرياضيون بأنهم يمتلكون قوةً أكبر وطاقةً أكثر عند تناولهم لمشروبات الطاقة مقارنةً بتناول أي مشروبٍ أخر، لكن بعد ساعاتٍ من انتهاء المنافسة أصيبوا بحالةٍ من الأرق والاضطرابات العصبية والتي تكررت معهم في كل مرة تناولوا فيها هذه المشروبات.

إن هذا الاستهلاك لمشروبات الطاقة نتج عنه الكثير من الآثار الجانبية كالأرق وبعض الاضطرابات العصبية والتي نراها أيضاً عند تناول مشروباتٍ أخرى تحتوي على مادة الكافايين. ويعتقد أن زيادة الإقبال على هذه المشروبات قد يكون بسبب الحملات الإعلانية القوية للشركات التي تنتجها والتي تقوم أيضاً برعاية الأحداث الرياضية.

مشروبات الطاقة لا تقوم بتزويد الجسم بالمزيد من الطاقة:

تتكون مشروبات الطاقة بشكلٍ أساسيٍ من الكربوهيدرات ومادة الكافايينcaffeine والتورين taurine ومجموعةٍ من فيتامينات B مع اختلافاتٍ بسيطةٍ في الكميات والمكونات من شركةٍ إلى أخرى. وعلى العكس مما يظهره اسم هذه المنتجات فهي لا تزود الجسم بالطاقة بشكلٍ أكبر من المشروبات الغازية إذ تحتوي كليهما على (40 سعرة حرارية لكل 100 مل من المنتج) ولكن تختلف عن المشروبات الغازية بأنها تمتلك تأثيراً منشطاً ومحفزاً للجهاز العصبي بسبب احتوائها على كميةٍ كبيرةٍ جداً من الكافايين (32مغ من الكافايين لكل 100 مل من المنتج) أي أنه بشكلٍ إجماليٍ يزود بـ (80مغ من الكافايين لكل 250 مل من المنتج).

بعد دراسة هذه النتائج وجد أنه لا يوجد أي مكونٍ من المكونات الموجودة على علبة مشروب الطاقة وبالكميات المذكورة يستطيع القيام بتأثيرٍ فعليٍ على الأداء الحركي والإدراكي غير الكافيين.

المصدر: هنا

الدراسة المرجعية:

Juan J. Salinero, Beatriz Lara, Javier Abian-Vicen, Cristina Gonzalez-Millán, Francisco Areces, César Gallo-Salazar, Diana Ruiz-Vicente, Juan Del Coso. The use of energy drinks in sport: perceived ergogenicity and side effects in male and female athletes. British Journal of Nutrition, 2014; 1

DOI: 10.1017/S0007114514002189

......................

للمزيد حول مشروبات الطاقة يمكنكم قراءة مقالاتنا التالية:

ما هي مشروبات الطاقة؟: هنا

مزج مشروبات الطاقة مع الكحول يؤدي لاضطرابات تعاطي الكحول لدى المراهقين: هنا

مشروبات الطاقة و خطر ارتفاع ضغط الدم ... لتكن حذراً !: هنا

المشروبات الصحية Healthy Drinks: هنا