الغذاء والتغذية > مدخل إلى علم التغذية

سلسلة العناصر المعدنية – اليود Iodine

استمع على ساوندكلاود 🎧

يعتبر اليود من العناصر المعدنية الزهيدة التي يحتاجها الجسم بكميات قليلة ولكنه لا يستطيع اصطناعه، فهو موجودٌ في بعض الأغذية كما يضاف لبعضها الآخر ويُباع في الأسواق أيضاً على شكل مكملات غذائية.

أهميته

يعد اليود مكوناً رئيسياً لهرمونات الغدة الدرقية، التيروكسين T4 وثلاثي يود التيرونين T3، التي تضبط العديد من التفاعلات الحيوية في الجسم بما فيها اصطناع البروتين والفعالية الإنزيمية والاستقلابية، كما أنها ضروريةٌ من أجل ضمان تطورٍ سليم للهيكل العظمي والجملة العصبية المركزية عند الجنين والرضع. يعتمد الجنين في المراحل الأولى من الحمل على هرمونات الغدة الدرقية التي تصنعها الأم، حيث تزداد كمية هرمونات الغدة الدرقية بحوالي 50% خلال الحمل لتلبي حاجة الجنين، لذلك يجب على الحامل تناول كميات كافية من اليود. كذلك يعتبر استهلاك كميات كافية من اليود عند الرضع ضرورياً من أجل النمو والتطور الجسدي والعصبي الطبيعيين.

هذا ويعتبر اليود هاماً للعديد من الوظائف الفيزيولوجية في الجسم وأهمها الاستجابة المناعية، وهذا ما يفسر دوره في الوقاية من أمراض الثدي الليفية.

الأغذية الغنية باليود

تعتبر الأعشاب البحرية أهم المصادر الغذائية لليود، إلا أن محتوى هذه المأكولات شديد التفاوت. سنذكر بعض المصادر الغذائية الأخرى عالية المحتوى من اليود:

• المأكولات البحرية.

• مشتقات الحليب، من المفيد هنا ذكر أن محتواها من اليود مرتبطٌ بالطعام المستعمل لتغذية الحيوانات وكمية اليود فيه.

• منتجات الحبوب.

• البيض.

• حليب الأم والحليب الاصطناعي.

• الخضار والفواكه، ولكن كميته فيها تتفاوت تبعاً لنوع التربة والأسمدة وطرق الري المستعملة. حيث تتراوح كمية اليود في الخضار والفواكه بين 10 ميكروغرام و1 ملغ لكل كيلوغرام.

• تختلف كمية اليود الموجودة في اللحوم ومنتجاته باختلاف المرعى.

• تعتبر إضافة اليود إلى ملح الطعام من أكثر الطرق المتبعة في مختلف أنحاء العالم من أجل الحد من انتشار عوز اليود والاضطرابات المرافقة له. حيث يضاف يوديد البوتاسيوم وفق توصيات منظمة الصحة العالمية WHO لملح الطعام مما يسمح بتوفير 47.5 ميكروغرام من اليود لكل غرام من ملح الطعام.

المكملات الغذائية

تتوفر العديد من المكملات الغذائية الحاوية على يوديد البوتاسيوم أو يوديد الصوديوم، كما تتوفر بعض المكملات الغذائية الحاوية على أعشاب بحرية.

بشكل عام يجب تجنب تناول المكملات الغذائية الحاوية على كميات كبيرة من اليود تفوق 500 ميكروغرام، حيث يوجد في الأسواق العديد من المكملات الغذائية الحاوية على كميات كبيرة من اليود تفوق الكميات القصوى المسموح بتناولها يومياً.

عوز اليود

يوجد اليود في الغذاء بأشكال كيميائية مختلفة تمتص بسرعة من المعدة والعفج لتصل إلى الدورة الدموية وبذلك ينتقل حوالي 70-80% من اليود الممتص إلى الغدة الدرقية، أما الفائض من حاجة الجسم يطرح مع البول. يُعاير اليود عادةً في البول للتأكد من مستوياته حيث تدل القيم الأدنى من 100 ميكروغرام/لتر على استهلاك كميات غير كافية من اليود، أما تراكيزه الأدنى من 20 ميكروغرام/لتر فهي دليل على الإصابة بعوز اليود.

يؤدي عوز اليود إلى العديد من الاضطرابات في النمو والتطور، ويعتبر السبب الرئيسي للتأخر العقلي في العالم. حيث تنتج أغلب هذه الاضطرابات عن انخفاض تصنيع هرمونات الغدة الدرقية، كما يترافق عوز اليود خلال الحمل أو الأشهر الأولى للرضيع مع اضطرابات صحية غير قابلة للعكس.

يؤدي انخفاض تركيز اليود في الدم إلى الإصابة بقصور الغدة الدرقية التي تترافق مع تضخم هذه الغدة كردّ فعل من الجسم من أجل زيادة التقاط اليود من الدورة الدموية. أما العوز الشديد فقد يؤدي إلى العقم عند النساء والإصابة بسرطان الغدة الدرقية وبعض أنواع السرطانات الأخرى مثل سرطان البروستات والثدي والمبيضين وبطانة الرحم.

أما عند الحوامل فإن عوز اليود يؤدي إلى اضطرابات في تطور الجملة العصبية وتأخر في نمو الجنين، كما قد يترافق عوز اليود مع حدوث الإجهاض أو الولادة المبكرة.

يؤدي العوز الشديد لليود خلال المرحلة الجنينية إلى الإصابة بالقماءة وهو اضطراب يتميز بالعديد من الاضطرابات الجسدية والعصبية أهمها التأخر العقلي والصمم والشلل التشنجي وتوقف النمو وتأخر البلوغ.

يترافق العوز البسيط لليود عند الرضع والأطفال مع سوء نمو في الجملة العصبية المركزية يتجلى بانخفاض القدرة العقلية، وهو ما يمكن تمييزه من خلال انخفاض معدل الذكاء IQ بحوالي 12.5-13 نقطة. كذلك فإن العوز الخفيف إلى المتوسط من اليود خلال المراحل الأولى من العمر يترافق مع اضطرابات فرط النشاط الحركي وقلة التركيز.

ماهي احتياجاتنا اليومية من اليود؟

يبين الجدول التالي الحاجة اليومية من اليود وفقاً لاختلاف العمر والحالة الصحية:

الاضطرابات الصحية الناتجة عن الإفراط في تناول اليود

إن تناول كميات كبيرة من اليود يؤدي بدوره إلى بعض الاضطرابات الصحية والتي تشمل ضخامة الغدة الدرقية أيضاً ولكن بآليةٍ مختلفة. كما تترافق التراكيز المرتفعة من اليود مع الإصابة بفرط نشاط الغدة الدرقية وسرطان الغدة الدرقية الحليمي.

إن الإصابة بالتسمم الحاد باليود نادرة الحدوث ولا يمكن أن تظهر الأعراض إلا بعد تناول عدة مليغرامات من اليود، وتشمل الأعراض إحساساً بالحرقة في الفم والبلعوم والمعدة، وارتفاع الحرارة والمغص البطني والإقياء والغثيان والإسهال وانخفاض النبض وقد يصل إلى حد الغيبوبة.

التداخلات الدوائية

تتداخل المكملات الغذائية الحاوية على اليود مع العديد من الأدوية، ومنها:

أدوية فرط نشاط الغدة الغدة الدرقية مثل methimazole، فقد يسبب تناول مكملات اليود مع هذه الأدوية الإصابة بقصور الغدة الدرقية.

مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACEIs مثل benazepril, Lisinopril, fosinopril المستعملة لعلاج ارتفاع الضغط الدموي، حيث يؤدي تناول المكملات الحاوية على يوديد البوتاسيوم مع هذه الأدوية إلى زيادة تركيز البوتاسيوم في الدم.

المدرات الحافظة للبوتاسيوم مثلspiranolactone, amiloride ، فتناول المكملات الحاوية على يوديد البوتاسيوم مع هذه الأدوية يؤدي إلى زيادة تركيز البوتاسيوم في الدم.

المصادر:

1. هنا

2. هنا

3. هنا