الطب > أمراض نسائية وتوليد

من المؤكَّد أنَّ طريقةَ قدومِك إلى الحياة ستُحدِث فرقاً!

استمع على ساوندكلاود 🎧

للولادة أبعادٌ جسدية وعاطفية واجتماعية وفيزيولوجية وثقافية ونفسية، ولا شك في أنها تكون في بعض الأحيان تجربةً حَرِجة ومؤلمة للنساء؛ إذ يؤثر موقف الأم من ألم المخاض والولادة -والذي تتحكم به عوامل مختلفة- في القرار المُتَّخَذ حول طريقة الولادة. 

إنّ الهدف الرئيس لكل فريق طبي في أثناء التعامل مع حالة ولادة هو تحقيق ولادة آمنة، وعندما أُدخِلت عملية القيصرية Cesarean section (أو C-section) أولَ مرة فقد كانت الغاية منها تقليلَ المخاطر التي قد تواجه الأم والجنين، أمّا اليوم فيُنظَر إلى الولادة القيصرية على أنّها هروبٌ من آلام المخاض، وذلك بسبب انتشار الافتراض الخاطئ بين النساء بأنّ الولادة القيصرية غير مؤلمة وأكثر أمانًا من الولادة المهبلية الطبيعية، وفي الواقع؛ إنّ أكثر من نصف النساء يخترنَ الولادة القيصرية طواعيةً بوصفها طريقة مفضلة للولادة (1)، ولهذا السبب طرحنا عليكم بالأمس سؤالًا عن الولادة القيصرية غير الضرورية، وسنجيبكم عنه في هذه المعلومة المُبَسَّطة، فتابعونا..

حملت العملية القيصرية في السابق عديدًا من المخاوف؛ إذ ترافقت طريقة شق الرحم المُعتَمَدة آنذاك (الشق الكلاسيكي) بارتفاع معدلات وفيات الأمهات نتيجة النزف وحدوث تمزقات لاحقة للرحم، إضافةً إلى شيوع الإنتان وخطورته الكبيرة التي قد تصل إلى الموت نظرًا إلى عدم وجود الصادات. وفي ذلك الوقت، اقتصر إجراء العملية على الحالات التي تستدعي إنقاذ حياة الأم التي تترافق الولادة المهبلية الطبيعية لديها مع خطورة شديدة. 

ومع مرور السنوات، شهدت الولادة القيصرية تطوُّراتٍ مهمة كانت كفيلة بخفض الخطورة المترافقة معها على نحو كبير؛ مما زاد من معدلات إجرائها في أنحاء العالم، حتى أصبحت تُجرَى في بعض الأحيان دون وجود داعٍ طبي لذلك (2).

ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، إنّ هذه الزيادة في إجراء العمليات القيصرية دون وجود أسباب طبية لم تترافق مع أية فائدة مهمة -سواءً للأم أم للطفل- في الفترة حول الولادة، بل على العكس؛ فقد تبين أن العمليات القيصرية غير الضرورية قد تُعرِّض كليهما لأخطار على المدى القريب والبعيد؛ فهي تزيد من احتمال الحاجة إلى نقل دم، ومن خطر حدوث مضاعفات التخدير، وأذية الأعضاء، والإنتان، وغير ذلك من المشكلات التي تحدث على المدى القريب، أما على المدى البعيد فقد ارتبطت الولادة القيصرية بزيادة خطر إصابة الطفل بالربو والبدانة، إضافةً إلى المضاعفات التي تنتج عنها في الحمول اللاحقة؛ كتمزق الرحم، والمشيمة الملتصقة، والمشيمة المُنزاحة، والحمل الهاجر، والالتصاقات داخل البطن، ونقص الخصوبة، وغيرها، ويُذكَر أنه يزداد خطر حدوث هذه المضاعفات مع ازدياد عدد القيصريات السابقة (3).

وعلى الرغم من أنّ الولادة القيصرية قد تكون منقذةً للحياة؛ فمن الواضح أيضًا إجراء العديد من العمليات القيصرية غير الضرورية. وبالمقارنة بالولادة المهبلية الطبيعية؛ فإنّ الولادة القيصرية تترافق مع خطورة أعلى على الأم، إضافةً إلى وجود خطورة على الجنين في بعض الأحيان، دون أن ننسى تكلفتها المالية الأكبر (2)، ولذلك؛ في غياب الأسباب المرتبطة بالأم أو بالجنين والتي قد تستدعي إجراء ولادة قيصرية؛ تكون الولادة المهبلية الطبيعية آمنة ومناسبة، ويجب أن يشجع مقدمُ الرعاية الصحية الأمَّ عليها (4).

المصادر:

1) Zakerihamidi M, Latifnejad Roudsari R, Merghati Khoei E. Vaginal Delivery vs. Cesarean Section: A Focused Ethnographic Study of Women's Perceptions in The North of Iran. Int J Community Based Nurs Midwifery. 2015;3(1):39‐50. Available from: هنا
 
2) Kotaska A. CAESAREAN SECTION OR VAGINAL DELIVERY IN THE 21ST CENTURY [Internet]. Euro.who.int. 2015 [cited 29 May 2020]. Available from: هنا
 
3) WHO recommendations: non-clinical interventions to reduce unnecessary caesarean sections [Internet]. World Health Organization. 2018 [cited 20 June 2020]. Available from: هنا
 
4) Cesarean Delivery on Maternal Request. The American College of Obstetricians and Gynaecologists [Internet]. 2013 [cited 20 July 2020]. Available from: هنا