الفيزياء والفلك > علم الفلك

وكالة ناسا تُخطط لإشعال حريقٍ في الفضاء.

استمع على ساوندكلاود 🎧

إن فهمَ آلية انتشار النيران في بيئةِ الجاذبيةِ القليلة جداً ضروري ومهم من أجل سلامة أولئك الذين يعيشون ويعملون في الفضاء الخارجي، وعلى الرغم من أن ناسا تقوم بالعديد من التجارب في الفضاء الخارجي، إﻻّ أن الخطر في عدم فهم آلية انتشار النيران في الفضاء، أرغمَ العلماء على إجراءِ تجارب محدودة الحجم والمدى هناك.

مركز غلين Glenn للبحوث التابع لناسا، يقومُ الآن ببناء، إدارة وتصميم تجربة جديدة، التجربة هدفها توسيع فهمنا لكيفية انتشار النار عند الاقتراب من انعدام الجاذبية، التجربةُ تُعرف باسم Saffire وهي عبارةٌ عن سلسلةٍ من التجارب سيتم إطلاقها إلى الفضاء عبر ثلاثة مراكب، ابتداءً من شهر آذار (مارس).

يقول مدير المشروع ، غاري راف Gary Ruff : "إن تجربة نيران المركبات الفضائية هي شديدة الأهمية ضمن مجال السلامة لدى وكالة ناسا ومجتمع استكشاف الفضاء الدوليّ".

سوف تتضمن هذه التجربة استخدام نيران أوسع من تلك التي تم استخدامها في أيِّ تجربةٍ سابقة، وسوف تقوم بالبحث في طريقة انتشار النار عبر مدىً واسعٍ من المواد القابلة للاحتراق، وسوف تُقام التجربة بعيداً عن محطة الفضاء الدولية، ولهذا فإنه ﻻ يوجد أيُّ خطرٍ على رواد الفضاء هناك.

كلُّ مرحلةٍ من التجربة سوف تُدار عن بعد داخل وِحدَة أبعادها 0.9×1.5 متر، مقسومةٌ إلى قسمين، أحد أوجه الوِحدَةِ يحتوي على قطعٍ إلكترونية، حساسات، كميرة تصويرٍ بدقة عالية ومعدات معالجة الإشارة، أما الوجه الآخر يحتوي على القطع اللازمة ﻹشعال النيران وإحراق المواد المكونة لداخل الوِحدَة.

عندما تبدأ التجربة فإن Saffire 1 و Saffire 3 سوف تقومان بإشعال قطعة SIBAL (وهو قماش مصنوع من مزيج من القطن والألياف الزجاجية، تم دراسة هذه المادة في تجارب محدودة وصغيرة ضمن بيئة انعدام الجاذبية) أبعادها 0.4×0.9 متر، القطعة سوف يتم حرقها من الأسفل، لمراقبة كيفية انتشار النيران، فإذا النيران أخمدت نفسها، فإن العلماء سوف يقومون بحرقها من الأعلى، لمراقبة كيف انتشار النيران بعكس التيار الهوائي.

المركبة Saffire 2 سوف تنطلق إلى الفضاء بشهر أيار (مايو)، من قاعدة Wallops الجوية في وﻻية Virginia الأمريكية، وسوف تُضرم النيران في تسعة قطعٍ مختلفة من المواد المستعملة بشكل روتيني في محطة الفضاء، المواد سوف تتضمن الألبسة المعوقة للنيران، التي يرتديها رواد الفضاء، وأيضاً عينات من المواد التي صُنعت منها مخازن المحطة ومركبات من السيليكون. كلُّ عينة من المواد التسعة سوف تكون بأبعاد 0.05×0.3 متر، تلك الأبعاد هي الأبعاد نفسها التي تستعملها ناسا في المواد على الأرض قبل إرسالها إلى الفضاء.

يقول دايفد أوربان David Urban، وهو الباحث الرئيسي: "Saffire تبحث عن الإجابة على سؤالين، أولاً: هل النيران المنتشرةُ نحو الأعلى سوف تتابع انتشارها، أم أن شبه انعدام الجاذبية سوف يحدُ من حجم النيران؟ ثانياً: أيٌّ من المواد سوف تشتعل، وكيف ستشتعل؟" Saffire 1سوف تحمل حمولةً إلى محطة الفضاء الدولية، في مركبة Orbital ATK Cygnus من مركز كندي Kennedy للفضاء في ولاية فيرجينيا. عندما تصل المركبة إلى محطة الفضاء، فإن رود الفضاء سوف يقومون بإنزال مؤنهم، ولكن Saffire سوف تبقى على متن المركبة.

يقول ستيفين سيناكور Steven Sinacore، وهو نائب مدير المشروع: "خلال اليوم الأول من انفصال المركبة Cygnus عن محطة الفضاء الدولية، سوف نبدأ التجربة، التجربة سوف تتابع بشكل مستقل بمجرد إعطاء أمر التشغيل، سوف يستغرق بدأ المهمة عدةَ ساعاتٍ، ولكن المركبة Cygnus سوف تبقى في الفضاء لمدة سبعة أيام، لضمان اكتمال انتقال البيانات إلى فريق Saffire على الأرض"، في نهاية الأمر سوف يتم تدمير Saffire و Cygnus أثناء دخولهما مجال الغلاف الجوي للأرض.

مبادئ ومفاهيم مهمات Saffire 4و Saffire 5 ،Saffire 6 يتم تطويرها لتُركّز أكثر على آلية انتشار النيران، وآلية انتشار الدخان وتحسس وإخماد النيران.

ناسا تتابع إرسال رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية، وتتابع في الدفع قدماً في مهمتها بإرسال البشر إلى المريخ، ولهذا فإن فهم بنية نيران المركبات مهم جداً. يقول روف: "الغاية من Saffire هو زيادة فهمنا لتصرف النيران في الفضاء، وبهذا يمكن لناسا تطوير مواد أفضل، وتقنيات وإجراءاتٍ لتقليل الخطر على الفريق ولزيادة السلامة في الترحال عبر الفضاء".

شاهد عبر هذا الفيديو كيف سيتم إجراء تجربة saffaire في الفضاء: هنا

المصدر: هنا